أعطيت تراخيص لثلاثة مشاريع يابانية جديدة في السعودية يقدر حجمها بنحو مليار دولار، كما تتحضر الرياض وطوكيو للتعاون الوثيق في مجال اعتماد السيارات الكهربائية لتقليل الاعتماد على النفط وتعزيز الوعي البيئي.


حيان الهاجري من الرياض: شهد منتدى الأعمال السعودي - الياباني الذي انعقد بالرياض وحمل شعار "الرؤية السعودية - اليابانية 2030"، تسليم ثلاث رخص استثمارية لشركات يابانية، شملت شركة "SMBC" المتخصصة في مجال الاستشارات المالية والإدارية، وشركة "SB.Energy" المتخصصة في مجال استشارات الطاقة المتجددة، ومكتب "TADANO" لتقديم الخدمات العلمية والفنية للوكلاء السعوديين المتخصصين في المجال الصناعي، وتوقيع ست مذكرات تفاهم بين السعودية واليابان، بمشاركة نخبة من قيادات القطاع الحكومي ورجال الأعمال وقادة الفكر والاقتصاد في البلدين.

ونسبت صحيفة "الاقتصادية" السعودية إلى سلطان مفتي، وكيل المحافظ لجذب وتطوير الاستثمار في الهيئة العامة للاستثمار السعودية، قوله: "يقدر حجم المشروعات الثلاثة الجديدة للشركات اليابانية التي أعلنت في منتدى الأعمال السعودي – الياباني بـ 1.06 مليار دولار، وهذه المشروعات ستنضم إلى 96 مشروعًا يابانيًا في المملكة، باستثمارات تفوق 14.1 مليار دولار".

أضاف: "نتطلع إلى العديد من المبادرات والاستثمارات المشتركة بين الجانبين السعودي والياباني، وهناك عدد من المشروعات قيد الدراسة حاليًا بين الجانبين"، مشيرًا إلى أن السعودية ترتبط مع اليابان بعلاقات ممتدة وراسخة، وقد نمت خلال السنوات الأخيرة.

جهود صناعية واعدة

خلال المنتدى، قال المهندس خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، إن موثوقية المملكة في إنتاج الطاقة مكنت من تلبية نحو 35 إلى 40 في المئة من متطلبات اليابان من النفط على مر السنين، "كما أن شراكة البلدين في قطاع التكرير والتسويق والكيميائيات الياباني عبر مصفاة شوا شل قاربت عقدًا ونصف من الزمن، حيث أسهم مشروع أوكيناوا لتخزين النفط الخام في تعزيز الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الياباني، كما يشهد المشروع توسعًا أكثر".

أضاف الفالح: "نرى أن هذه العلاقة تشهد نموًا أكبر في ظل جهود المجموعة المشتركة للرؤية السعودية - اليابانية 2030، ونجد اليابان في مقدمة الدول التي اختارتها المملكة لتكون شريك نجاح استراتيجيًا عندما أنشأت المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية الذي سيؤدي دورًا مهمًا في تحقيق رؤية بلادنا الذي سيساهم في التعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية في الوصول بهذه الشراكة إلى أقصى إمكاناتها، والفرص التي تنجم عن هذا التطور في التعاون هائلة بكل المعايير، ومنها أن تكون المملكة منصة لوصول الصناعات اليابانية إلى الأسواق المجاورة".

أشار الفالح إلى أن هناك تطويرًا لتجمعات صناعية لرفع مستوى المحتوى المحلي في متطلبات الممكلة، والسعي إلى التصدير الإقليمي والعالمي، "ومنها الصناعات الدوائية وصناعة الأغذية، ومواد الإنشاء والبناء، والآلات والمعدات، وصناعة السيارات والبتروكيماويات والصناعات التحويلية، كما تعنى الاستراتيجية بصناعات مستقبلية واعدة كصناعات الطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية والروبوتات وصناعة السفن، وهناك جهود جادة للدخول في تعاون مع شركات يابانية في مجال بناء صناعة السيارات في المملكة، التي تسندها حزمة حوافز قوية يقدمها الجانب السعودي، كما أطلقت المملكة أخيرًا استراتيجيا طموحة لتطوير قطاع التعدين تحفز الاستثمارات الأجنبية".

سيارات كهربائية

إلى ذلك، وقعت الشركة السعودية للكهرباء الأحد اتفاقية تعاون مع مع مسؤولي شركة طوكيو للكهرباء القابضة وشركة نيسان للسيارات وشركة تكاوكا توكو لحلول الطاقة لتنفيذ "المشروع التجريبي للسيارات الكهربائية بالمملكة"، وهو مشروع يهدف إلى تقويم وتطوير هذا التوجه، في ظل إستراتيجية تقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز معايير المحافظة على البيئة، من خلال تخفيض نسبة التلوُّث المصاحب للمركبات المشابهة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.

وبحسب جريدة "عكاظ"، قال المهندس خالد بن سعد الراشد، نائب الرئيس التنفيذي للهندسة والمشاريع بالشركة السعودية للكهرباء، إن المشروع "خطوة مهمة على طريق نقل التقنيات الحديثة الخاصة بالتوسع في استخدام الطاقة الكهربائية بوجه عام، وتقنيات السيارات الكهربائية بوجه خاص، وإن الفترة القبلة ستشهد بذل المزيد من الجهود لتقويم الاستفادة من مثل تلك التجارب الواعدة".

أضاف أن الاتفاقية تتضمن تنفيذ مشروع تطوير شاحن كهربائي سريع للسيارات يستطيع شحنها في نصف ساعة، "وسيتم إعارة الشركة السعودية للكهرباء ثلاث سيارات كهربائية من شركة نيسان، كما ستقوم شركتي تيبكو وتاكاوكا بتزويد الشركة بثلاثة شواحن سريعة لاستخدامها في شحن السيارات"، لافتًا إلى أنه بموجب الاتفاقية سوف يتم التعاون بين السعودية للكهرباء والشركات اليابانية الثلاث في دراسة تشغيل السيارات الكهربائية في المملكة، وملاءمة أجواء ومتطلبات تشغيلها، كما سيتم بحث إمكانية التوسع في المشروع وسبل الاستفادة القصوى منه، بما يحقق أهداف الجانبين والخطط المستقبلية.

يُذكر أن الشركة السعودية للكهرباء وقعت خلال السنوات الماضية اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع كبرى الشركات اليابانية لتوطين ونقل التقنيات الحديثة في مجال الطاقة الكهربائية والمواصفات والمقاييس والهندسة والتصميم والصيانة والتشغيل وبرامج التدريب الاحترافية وتبادل الخبرات والمؤتمرات والندوات العلمية والفنية.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "الاقتصادية" و"عكاظ". الأصلان منشوران على الرابطين:

http://www.aleqt.com/2018/01/14/article_1314811.html

http://bit.ly/2mGunh0