إيلاف من لندن: انهت اسواق المال الاميركية اسوأ اسبوع تمر به منذ سنوات بارتفاع حاد في الاسهم يوم الجمعة ليوقف نزيف الأيام الماضية بصورة مؤقتة لكنه لم يفعل الكثير لتبديد مخاوف المستثمرين من هبوط مديد في الفترة المقبلة. 

وأغلقت المؤشرات الرئيسية الاميركية على هبوط بنسبة أكثر من 5 في المئة هي الأسوأ منذ ما يربو على عامين. وقال مستثمرون ان اضطراب السوق كان صدمة بعد أكثر من عام من الهدوء.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 1000 نقطة على الأقل خلال يوم واحد في الاسبوع الماضي وتقلب ما مجموعه 53 مرة.

وقال الوكيل مايكل انتونيلي من شركة بيرد لادارة الأرصدة انه يشعر وكأن مدفعية كانت تقصفه طيلة الاسبوع. واضاف ان مستوى الضغط بين المتعاملين في السوق كان عالياً وان قلة كان لديهم الوقت لزيارة دورة المياه ناهيكم عن تناول وجبة طعام بسبب تقلبات السوق.

وما يزيد بواعث القلق من الاضطراب الذي شهدته الايام الماضية عدم وجود سبب واضح لهذه التقلبات بل يأتي الاضطراب الحالي بعد هدوء في الاسواق طيلة عام 2017 واوائل 2018. وعادة يكون اتجاه الاسهم نحو الارتفاع في الأسواق الهادئة.

وكان هبوط مؤشر داو بنسبة 5.2 في المئة خلال الاسبوع هو الأشد حدة منذ الاسبوع المنتهي في 8 يناير/كانون الثاني 2016. وفقد المؤشر 1330 نقطة خلال الاسبوع واقترب مستوى تعاملاته من مستوياتها في اواخر نوفمبر/تشرين الثاني. كما شهد مؤشر ستاندارد اند بور 500 ومؤشر ناسداك اسوأ اسبوع لهما منذ يناير/كانون الثاني 2016 وفبراير/شباط 2016 على التوالي.

وبلغ حجم التعامل خلال الاسبوع اعلى مستوياته منذ أغسطس/آب 2011 حين جردت وكالة ستاندارد اند بور الولايات المتحدة من تصنيفها الائتماني "أي أي أي" خلال أزمة سقف الديون.

ويقول كثير من المستثمرين ان هبوط الاسهم تأخر ورغم انهم يتوقعون مزيداً من الهبوط فانهم يستبعدون حدوث ركود اقتصادي في المستقبل القريب.

في هذه الاثناء تستمر الأرباح في تحدي توقعات وول ستريت ويشير كثير من المستثمرين والمحللين الى هذه الحقيقية بوصفها سبباً لعدم استمرار الهبوط فترة طويلة.

وقال الوكيل انتونيلي من شركة بيرد لادارة الأرصدة "ان سوق الأسهم ليست هي الاقتصاد وبالتالي فان ما حدث قد يكون نوبة هلع ولكنها لا تعني ركوداً". واضاف ان الاقتصاد ليس متجهاً نحو الركود وهذا هو ما يجب ان يركز عليه المستثمرون "لأن الركود هو الذي ينهي الاسواق المنتعشة".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "وول ستريت جورنال". الأصل منشور على الرابط:

https://www.wsj.com/articles/global-stock-slump-continues-1518138066