المنامة: تمحورت النقاشات والكلمات التي شهدها المنتدى المالي لدول مجلس التعاون الخليجي، والذي انعقد يومي 20 و21 فبراير 2018 في المنامة في البحرين، حول قضية التحول الرقمي في القطاع المالي، وأكد المشاركون على أهمية اتباع نهج يأخذ في الحسبان التطور المستقبلي عند التوجه نحو دمج التقنيات الجديدة في نماذج الأعمال القائمة والاستراتيجيات المتعلقة بها.

وتشرفت يوروموني ومجلس التنمية الاقتصادية - البحرين باستقبال الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، وزير المالية، زايد بن راشد الزياني، وزير الصناعة والتجارة والسياحة، ورشيد محمد المعراج، محافظ مصرف البحرين المركزي.

وحسب بيان وصل "إيلاف" فقد أكد الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، وزير المالية البحريني، على التزام البحرين بتنويع الاقتصاد المحلي ومواصلة دفع عجلة الابتكار في القطاع المالي لتحقيق رؤية «البحرين 2030». ويعد إنشاء بنية تحتية صلبة وبيئة اقتصادية مهيئة للنمو جزء مهم اتجاه تحقيق هذا المسعى والحفاظ على التنافس الدولي والتطوير من المستوى المعيشي للشعب البحريني. وأكد الوزير أهمية احتضان التكنولوجيا المعاصرة، المبنية على أفضل الممارسات في القطاع، من حول العالم للحفاظ على تنافسية السوق البحريني. 

وقال زايد بن راشد الزياني، وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني، أن المساهمة في تكوين بيئة عمل خصبة للمستثمرين ستكون أساسية لدعم نمو القطاع المالي. وأن بوابة التسجيل التجاري "سجلات"، التي أطلقت في العام 2016، ساهمت بشكل مباشر في رفع مستوى الاستثمار الخارجي. كما أكد أن البوابة تعتبر محركاً رئيسياً في رحلة القطاع نحو التحول الرقمي من خلال المساعدة على جذب أفضل الممارسات من جميع أنحاء العالم.

وتحدث رشيد محمد المعراج، محافظ مصرف البحرين المركزي خلال مشاركته في الحدث بجلسته التفاعلية المعتادة عن الخصائص الفريدة للنظام المصرفي في البحرين والإمكانيات الجديدة للتقنية المالية. وعلق قائلًا: "علينا أن ندرك أن حلول التقنية المالية قادرة على تخفيض نماذج التكلفة عبر الاستغناء عن الوسطاء، ونحن نشجع جميع المؤسسات المالية البحرينية على الإقدام والتقدم لتبني التقنيات الجديدة. مصرف البحرين المركزي ملتزم بمواكبة التغيرات واستغلالها لتحقيق مصلحة اقتصادنا المحلي وشعبنا".

ألقى كلمة الافتتاح الاقتصادي العالمي المرموق محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة التأمين الألمانية العملاقة أليانز. وقام العريان خلال كلمته بعرض صورة عن المناخ الاقتصادي الحالي والمخاطر الجيوسياسية وآثار التحول الرقمي على قطاع التمويل العالمي.

وقدم اللورد ميرفن كينج، الخبير الاقتصادي المرموق والمحافظ السابق لبنك إنجلترا، حوارًا رئيسًا في الحدث، فتحدث عن تاريخ التحول في القطاع المصرفي العالمي، وقارنه مع التغير الذي نشهده حاليًا بقيادة الابتكار التقني. وأعاد تذكير الحضور بالدور الحاسم للمصارف المركزية في توقع احتياجات المتعاملين في السوق، وقدرته على ضمان السلامة المالية للقطاع في ظل تلك التغيرات الهائلة.

وقال خالد الرميحي الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية - البحرين: "إنه لشرف كبير أن نشارك في استضافة المنتدى المالي لدول مجلس التعاون الخليجي مع شركة «يوروموني للمؤتمرات»، والجمع بين مجموعة من العقول المفكرة الرائدة في هذا القطاع في البحرين للسنة السابعة، لتحديد واكتشاف التحديات والفرص المتاحة. أعتقد أن هذا الوقت مميز بشكل خاص لقطاع الخدمات المالية، الذي يقف على أعتاب اضطرابات وابتكارات هامة، بدءاً من الذكاء الاصطناعي وتقنيات سلسلة الإنتاج "البلوك تشين" لتطور وتنمية حلول الدفع بواسطة الهاتف المحمول ومنصات الإقراض من الند للند (Peer-to-peer). وتؤكد المحادثات والإعلانات التي جرت خلال اليومين الماضيين أننا نمتلك المواهب والبنية التحتية والاتصال والنظام المتكامل الداعم في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي لاحتضان هذه الفرص والمساعدة في تشكيل مستقبل الخدمات المالية على الصعيد العالمي".

وتحدث محمود الكوهجي، الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات، عن أهمية إيجاد نهج جديدة لتوسيع نموذج أعمال شركتهم وتنشيطه باستمرار، وذلك من خلال إقامة شراكات مثمرة ومشاريع مشتركة تصب في صالح الاقتصاد البحريني. عند النظر للنمو الذي حققته ممتلكات في السنين الماضية نرى أن محفظة الاستثمار زادت لأكثر من الضعف، وأكد الكوهجي أنه يرى فرص نمو كثيرة، بالرغم من هذا النجاح، وخصوصاً في قطاع البحرين المالي المزدهر.

وركزت الجلسة الحوارية الافتتاحية في اليوم الأول على الابتكار ونموذج النظام المالي المستقبلي وشملت مجموعة المتحاورين على المنصة خبراء من "بنك إيه بي سي" و"سي5 أكسيلريت" و"أمازون ويب سيرفيسز" و"آي بي إم". واختتم اليوم الأول من المنتدى بندوة حوارية عن مشهد القطاع المالي في المستقبل بعد 20 عاماً، وطرحت فيها مواضيع متعددة مثل: العملات الافتراضية والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والتقنية التنظيمية والذكاء الاصطناعي.

وتناولت جلسة النقاش الثانية موضوع قطاع المدفوعات سريع التغير، والذي يمثل جوهر النظام المالي. وشارك في هذه الجلسة متحدثين رسميين من شركات "ماستركارد" و"باي تابس" و"ترانسفرويز" و"تاب"، حيث ناقشوا التقنيات الجديدة في هذا القطاع وقاموا بمقارنة الرابحين والخاسرين في هذا المجال كما تحدثوا عن تأثير ال’بيتكوين‘ والعملات الرقمية الأخرى.

كما عُقدت جلسة أخرى ضمت مشاركين من شركات "فيناليتيكس" و"ترافيجورا" و"بييهايف" و"فينتيك كونسورتيوم". وتطرقت هذه الجلسة إلى ضرورة خلق بيئة للابتكار، بالإضافة إلى مناقشة مواضيع أخرى تنوعت بين البيانات والخصوصية وقانون أمن إنترنت الأشياء والبنية التحتية والتمويل.