خلال زيارته لطوكيو فقد بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع مدراء الشركات اليابانية إمكانية استمارها في قطاعات الصناعة والنفط والغاز وصناعة السيارات في بلاده والمساهمة في إعادة إعمارها.

إيلاف: بحث العبادي مع وفد منظمة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو) برئاسة مديرها هيرو يوكي إيشيد دخول الشركات اليابانية للعمل في العراق والقيام بمشاريع في جميع المجالات، حيث اكد ايشيد وجود رغبة لدى الشركات اليابانية في الاستثمار في العراق وعزمها زيارة العراق قريبًا للإطلاع على هذه المشاريع.

أضاف ان لدى المنظمة الرغبة في توسيع مكتبها في العراق بعدما استقرت الأوضاع الامنية.. مبينا ان المنظمة ستشجع الشركات على العمل في العراق.

من جانبه شدد العبادي على اهمية التعاون مع الشركات اليابانية بعد انتقال العراق الى مرحلة البناء والإعمار وتحقيقه انتصارًا على داعش وتحريره كامل الاراضي العراقية وكسب المواطنين الى جانب الدولة كما نقل عنه مكتبه الإعلامي. واشار الى ان هناك شركات يابانية موجودة في العراق، ومنها الشركة التي تعمل في ماء البصرة، ومن المهم ان يستمر عمل الشركات اليابانية التي لديها خبرات كبيرة في العديد من القطاعات.

ثم ناقش العبادي مع رئيس شركة جابيكس هيديشي أوكادا الاستثمارات اليابانية في القطاع النفطي، وخاصة في محافظة الناصرية الجنوبية وضرورة زيادتها الى 4.5 مليار دولار والتي ستوفر فرص عمل للمواطنين في المحافظة، اضافة الى إنشاء مراكز تدريب وتطوير للخبرات العراقية.

بعد ذلك بحث المسؤول العراقي مع رئيس شركة ميتسيوبيشي هيتاشي بور، وأبدى استعداد شركته لدعم العراق في مجال الاعمار والقيام بالعديد من المشاريع في البلد. وتمت خلال اللقاء مناقشة تأهيل محطة كهرباء الهارثة في البصرة وامكانية توسيعها لتوفير الطاقة الكهربائية لاهالي البصرة .

كما ابدى رئيس الشركة استعدادها للاستثمار في مجال توليد الطاقة والمصافي والغاز وتسخير امكانيات الشركة للعمل في العراق.
وخلال اجتماعه مع رئيس شركة "تويو اينجينيرنك كوربوريشن" هاريو ناداماتسو والوفد المرافق له فقد بحث العبادي استثمار الغاز المصاحب وايجاد واردات للدولة منه بدلًا من حرقه، حيث ابدى الوفد استعدادا كبيرا للاستثمار في مجال الغاز المصاحب وتطوير هذه المشاريع والتقليل من كمية الهدر للغاز المصاحب.

وكان موضوع انشاء معامل لتصنيع السيارات في العراق مدار بحث العبادي مع رئيس شركة سوميتومو التجارية كوني هارو ناكامورا والوفد المرافق له. وجرت خلال الاجتماع مناقشة قيام الشركة بالعديد من المشاريع في العراق، ومنها إنشاء معامل لتصنيع السيارات داخل العراق، وتقديم خدمات ما بعد البيع، نظرا الى ان هذه المشاريع ستوفر فرص العمل للمواطنين العراقيين. 

ووصل العبادي الى طوكيو صباح اليوم لاجراء مباحثات تستهدف تشجيع الشركات اليابانية على الاستثمار في بلاده ودعم اعادة اعمارها، وخاصة المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش، وانشاء مدن صناعية في العراق، والمشاركة في مؤتمر دولي حول تقليل استخدام الاسلحة في المجتمع العراقي.

وسيبحث العبادي في وقت لاحق مع نظيره الياباني شينزو آبي وعدد آخر من المسؤولين ملفات عدة تتعلق بالاستثمار ودعم الحكومة اليابانية لإعادة تعمير العراق.. كما سيشارك هناك في مؤتمر مشترك يعقد هناك حول خلق فرص العمل.

وقال مكتب العبادي في بيان صحافي تابعته "إيلاف" ان زيارة رئيس الوزراء تهدف الى "تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات وفتح آفاق الاستثمار للشركات اليابانية وحضور مؤتمر طوكيو حول دعم خلق فرص العمل والتدريب المهني وتقليل تداول الاسلحة في المجتمع العراقي".

واشار المكتب الى ان الزيارة تمثل استمرارا للجهود الحكومية لتمتين علاقات العراق بالعالم والمجتمع الدولي بعدما شرعت الحكومة بمرحلة البناء والإعمار ودخول الشركات الاستثمارية العالمية للعراق والتي ستنعكس ايجابا على البلد والمواطنين من خلال توفير فرص العمل وتطوير مختلف القطاعات.

بناء اليابان لمدن صناعية في العراق
من جهته اشار المستشار في رئاسة الوزراء احسان الشمري الى ان زيارة العبادي هذه تأتي في اطار رؤية جديدة للعبادي تتمثل في التوجه نحو الدول الاسيوية الكبرى، ومن ضمنها اليابان، باعتبارها احدى الدول الناجحة على المستويات السياسية والاقتصادية والعلمية. 

واوضح انه" لم يؤشر إلى اليابان بانها انخرطت في صراع الأقطاب في العالم او منطقة الشرق الاوسط وهذا مايتطابق مع سياسة الحياد التي يعتمدها العراق اضافة الى ارتباط اليابان بعلاقات سياسية واقتصادية مهمة مع غالبية دول العالم مما يعزز للعراق رصيداً دبلوماسياً مهمًا والاطلاع عن كثب على التجربة اليابانية ومحاولة التوأمة بين البلدين، خصوصاً وان هناك تشابها كبيرا ما بين المأساة العراقية واليابانية بعد تجربة الحروب كما قال في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه.

واشار المستشار الى ان زيارة العبادي تستغرق يومين سيبحث خلالها ملفات تطوير العلاقات بين البلدين و بناء المدن الصناعية و تشجيع الشركات اليابانية الكبرى للدخول كمساهم اساس في مجال الاستثمار والاعتماد على التقدم الياباني في المجال الالكتروني لتطوير مؤسسات الدولة كافة ومساهمة اليابان في اعادة اعمار العراق وحاجة اليابان الى النفط العراقي لكونها دولة صناعية كبرى. 

وبيّن ان العبادي سيلتقي اضافة الى نظيره الياباني مع رؤساء الشركات الصناعية والاستثمارية والتكنولوجية الكبرى ويحضر الجلسة الافتتاحية لمؤتمر طوكيو لدعم خلق فرص عمل والتدريب المهني لتسهيل عمليات الحد من التسليح في المجتمع العراقي.
ويرافق العبادي في زيارته لليابان وفد رفيع المستوى يضم وزراء ومستشارين.

كانت اليابان قد اعلنت في ابريل من العام الماضي عن منح العراق قرضا بقيمة 270 مليون دولار، مشيرة الى ان القرض يأتي لتحسين الظروف المالية للعراق ومساعدة الحكومة على اجراء الاصلاحات. واوضحت السفارة اليابانية في بغداد أن "القرض يهدف إلى تحسين الظروف المالية القاسية وإصلاح مالية البلاد من خلال مساعدة الحكومة العراقية على إصلاحاتها الحالية في مجالي الإدارة والمالية".

قبل ذلك وقعت الحكومتان العراقية واليابانية في مطلع عام 2015 على قرض لتمويل مشروعين تنمويين بقيمة 735 مليون دولار تمنحها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي إلى العراق. وتبلغ قيمة القرض الأول 450 مليون دولار مخصص لمشاريع إعمار الكهرباء من بناء محطات طاقة فرعية في وسط وجنوب البلاد على أن يسدد على مدى 20 عاماً الى جانب فترة سماح تمتد 6 أعوام. اما القرض الثاني وهو بقيمة 285 مليون دولار فقد خصص لإعمار مشاريع الصرف الصحي في أربيل وبفترة سداد تمتد 40 عاماً وفترة سماح 10 سنوات.