كيف كانت حركة الأسواق خلال عيد الفطر لهذا العام في لبنان، مع ما يعانيه الشعب اللبناني من أزمة إقتصادية حادة وبطالة تطال خصوصًا فئة الشباب وتدفعهم إلى الهجرة لكسب مورد رزقهم؟.

إيلاف من بيروت: يأتي عيد الفطر في هذا العام، ولبنان يعاني من أزمة إقتصادية ومن بطالة حادة لدى المواطنين، فكيف انعكس الأمر على حركة الأسواق في بيروت عمومًا خلال هذا الموسم؟.

في سوق الحدث يقول رئيس التجار فيها أنطوان عبود لـ"إيلاف" إن الحركة التجارية ليست كما يجب. أما هل هناك عرب وأجانب داخل الأسواق عشية عيد الفطر؟ فيجيب: "بأعداد قليلة جدًا، هناك زبائن من ضواحي بيروت، لأن سوق الحدث تجمع الضاحية وكفرشيما وبعبدا، وإجمالًا يقول عبود إن سوق عيد الفطر لم يكن كما يجب أن يكون، فبعض محال الثياب للأولاد اشتغلت، ولكن ليس كما يجب.

يشير عبود إلى التنزيلات التي قامت بها الأسواق، لكن رغم ذلك لم تتحرك الأسواق. يضيف: "مع وجود التخفيضات في الأسعار كنا نأمل أن تنشط الحركة الشرائية".

بحسب عبود يشتكي التجار كثيرًا اليوم، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فسوف تعلن بعض المؤسسات إفلاسها. يضيف: "تبقى الضروريات من مأكل ومشرب مستمرة في البيع، لكن يمكن القول إن كل المحال التجارية تراجع فيها البيع بنسبة كبيرة، خلال هذا العام في كل المناطق، عندما نسأل التجار يقولون الأمر نفسه.

"أما هذه الخسائر فلا يتم التعويض عنها، وكل المستحقات يدفعها التجار ، رغم ذلك لا أحد يعوّض عليهم خسائرهم". ويتطرّق عبود إلى انقطاع التيار الكهربائي الذي يضيف إلى كاهل التجار مبالغ طائلة للمولّدات الخاصة.

مار إلياس
عدنان فاكهاني، رئيس تجار شارع مار إلياس يقول لـ"إيلاف" إن "منطقة مار إلياس هي جزء من لبنان، وكأي سوق عندما تكون هناك حركة فتلاحظ في جميع الأسواق، والعكس صحيح". 

ويضيف: "الوضع مأساوي في الحقيقة، ومخيّب للآمال جدًا، ورمضان لم نشعر بفرحته في هذا العام، لا حركة أعياد، رغم أننا قمنا بواجباتنا من زينة جميلة في الأسواق، لكن لا حياة لمن تنادي، وسبب ذلك يعيده فاكهاني إلى كل ما يجري حولنا، وإلى عدم تشكيل الحكومة اللبنانية". يتابع قائلًا: "منذ فترة طويلة وسوق مار إلياس تعاني. وقد مرت أهم أيام في رمضان، ولم نشهد أي حركة.

حرق أسعار
يعتبر فاكهاني أن: "هناك تسابقًا بين التجار فالكل يريد بيع بضائعه من خلال حرق الأسعار، والتاجر يضطر في الكثير من الأحيان لأن يدفع ديونه للمصارف وللشركات، لديه واجبات، وضريبة الدخل والضريبة على القيمة المضافة".

يتابع: "قمنا بتخفيضات في مار إلياس، رغم ذلك لم تتحرك السوق، ونحن رسالتنا هي أن نترك فسحة أمل من السعادة لزبائننا، وليست هدفنا فقط التجارة".

يأمل فاكهاني بعد الأعياد، وفي حال تشكلت الحكومة اللبنانية بسرعة، أن تعود الحركة نوعًا ما إلى الأسواق في بيروت، ومن بينها سوق مار إلياس، لأن الحياة السياسية هي "الدينامو" المحرك لأي نشاط إقتصادي في لبنان، ومتى ارتاحت نفسية الناس في لبنان لجهة الأوضاع السياسية فيه استطاعوا حينها الشراء بحرية أكثر.