تضمنت كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة تبديل قواتنا المسلحة المشاركة في عملية "إعادة الأمل" باليمن الشقيق، الكثير من النقاط المهمة، وفي مقدمتها التأكيد على الهدف الاستراتيجي لمشاركة دولة الامارات العربية المتحدة في العمليات العسكرية والانسانية باليمن، حيث قال سموه "إننا لم نذهب إلى اليمن لتحقيق مطامع خاصة، ولم نعتد على أحد، ولم نسع إلى الحرب، أو نطلبها، فليس هذا نهجنا أو طريقنا بل فرضت علينا فرضا، بعد استنفاد كل طرق الحل السلمي، وبعد أن أصبح اليمن بموقعه الاستراتيجي المهم وارتباطه الوثيق بمنظومة الأمن القومي العربي، في قبضة ميليشيات مسلحة لديها مشروع طائفي مدمر ليس له فقط، وإنما للمنطقة كلها، ولذلك فإن مشاركتنا في التحالف العسكري العربي في اليمن جاءت في إطار مهمة قومية فرضتها علينا مسؤوليتنا القومية والإنسانية، واستجابة لطلب من الحكومة الشرعية في اليمن وتنفيذا لقرارات الشرعية الدولية"، وهذه هي الصورة الرئيسية التي لا يلم بها الكثيرون في المنطقة والعالم، فالامارات لم تكن يوماً ما من الدول التي تسعى إلى الحروب أو تفتعلها، بل كانت ـ وستظل ـ داعية أمن واستقرار وسلام وركيزة للقيم الانسانية والحضارية التي تنطلق منها تجربة الامارات التنموية، التي تقوم على قيم التعايش والتسامح والوسطية والانفتاح وقبول الآخر.
وإذا كانت دولة الامارات قد ذهبت إلى اليمن استجابة لنداء الحق واغاثة للاشقاء في هذا البلد العربي الشقيق، فإن من البديهي أن يكون موقف الامارات تجاه أبنائها الذين قدموا دمائهم وأرواحهم فداء للوطن ومن أجل تلبية النداء، من البديهي أن يكون هذا الموقف قوياً وصلباً وبعزم لا يلين وكان الوعد البين من القيادة الرشيدة بأن "دماء الشهداء لم ولن تذهب سدى" كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمة سموه بمناسبة تبديل القوات، وهو من سبق له أن اعتبر الشهداء وأبنائهم وذويهم "عظم رقبة"، في تعبيرات لغوية بليغة ومواقف سياسية ووطنية رائعة تبرهن على أن قيادتنا الرشيدة تدرك قيمة ومكانة ماقدمه هؤلاء الأبطال البواسل من الشهداء الأبرار لوطنهم وأمتهم العربية ولأشقائهم في اليمن.
قواتنا المسلحة هي "فخر الوطن وسده المنيع ورمز قوته ومنعته" فهم& "المدافعين عن الحق ضد الظلم والبغي والعدوان" كما قال سموه، وشهداؤنا هم رمز لدفاع الامارات عن قيمها ومبادئها وحرصها على مصالح أمتها العربية جمعاء، فالتضحيات هي المقابل الطبيعي للدفاع عن المثل والمبادىء الانسانية، وتضحيات الامارات لم ولن تذهب بالفعل سدى، فأبطالنا قد سجلوا بحروف من نور تاريخ جديد ليس لليمن فقط بل للمنطقة الخليجية والعربية بأكملها، وأحبطوا مخططاً شيعياً توسعياً كان يستهدف إحكام طوق الحصار على دول مجلس التعاون عبر جماعة الحوثي الموالية لإيران، والتي خانت شعبها وباعت ضميرها لمصلحة أهداف ورؤى أيديولوجية لا علاقة لها بالوطنية والضمير الوطني والانساني.
لم ولن تذهب دماء شهداؤنا سدى، فالانتصارات العسكرية المجيدة التي حققتها قوات تحالف دعم الشرعية الدستورية في اليمن الشقيق، وفي صدارتها القوة التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة، وما تنجزه يومياً على الصعيدين العسكري والانساني، من أجل تخليص الشعب اليمني الشقيق من بين براثن ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح& هو مفخرة لنا جميعاً، كما أن وعد قيادتنا الرشيدة وثباتها على الحق باستمرارها في اليمن يؤكد أن هذه الدماء الطاهرة لن تذهب سدى بل ستتووج بتخليص اليمن الزمرة المارقة وتطهير أرضه من عبث العابثين وحقد الحاقدين.
كيف تذهب دماء الشهداء سدى وهي التي كتبت فصلاً جديداً من فصول المجد والعزة في تاريخ العسكرية الاماراتية المشهود لها بالتضحيات والانجازات، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكيف تذهب التضحيات والدماء سدى وهم أبناء زايد الخير والعطاء الذي لم يبخل يوما ماً طيلة حياته ـ طيب الله ثراه ـ عن نجدة الملهوف واغاثة المستغيث شرقاً وغرباً وبغض النظر عن اللون والعرق والدين، وهو الذي لم يترك للحق طريقاً إلى سلكه، ولم يترك للمظلوم طريقاً إلا ومضى فيه، فقد كانت أمته العربية وقضاياها القومية شاغله الشاغل، وكانت سيادة الشعوب العربية ومصالحها قضيته الأساسية طيلة مراحل حياته.
اليمن الشقيق، أصل العرب، كان موضع وصية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لذا لن يكون أبناء زايد الخير، طيب الله ثراه، ونحن جميعاً أبنائه، وخريجي مدرسته ممن نهلوا من قيمه ومبادئه أقل وفاء لهذا البلد الشقيق من الأب والقائد المؤسس، ولم يكن هناك بد من التصدي للعصابات المتمردة ومن يدعمها ويتحالف معها، لنرد كيدها إلى نحرها وننقذ أهلنا في اليمن الشقيق من بطشها وغلوائها.
لم ولن تذهب دماء الشهداء سدى فوعد قيادتنا الرشيدة بالنصر في معارك الشرف والفخر هو طموحنا وهدفنا جميعاً، ونحن على استعداد جميعاً لنتصدر الصفوف ونفتح الصدور وفاء بهذا الوعد والعهد الغالي.
&