في عالم الكتابة واختلاف الخطوط الفكرية ونبرات الأقلام وحدتها تجتاح الأسطر ليطفح منها الصحي والجيد من الكلمات العميقة وتغرق العبارات المسطرة للمجاملة والتسلية فهذه فرضية افترضتها عن الكتابة بأنواعها ومن وحي المكاتب ومن هواة المقالات هنا قلم يكتب ليكمل زاوية وهنا قلم من أجل أن يصنع الغد وهناك قلم يكتب من أجل أن يطبل على نجاح المسؤول الفاشل وهذا يطالب بالمعارضة على التغير مع العودة إلى الجهل وذاك ينير الحق حقاً حتى لاننكسف وحكاية الكاتب وحيد صاحب القلم التنويري الذي استدعي إلى التحقيق بسبب سوء فهم الآخرين ليس نقطة سواد في صفحاته القلمية بل هي قصة نجاح في تحول أحرف إلى نبرات صوتية حادة تفاعل معها المجتمع إما للتغير أو للضجر،كاتب أعلن في كتابه التعسف وممارسات التدين في جهل الصحوي في مجتمع السعودي جذوره مهما بترت تنمو على التعسف في الدين وهو وسطي وهذا ما طالب فيه كتابه "حكاية تديّن السعودي".

التنوير يحارب من الجهلاء الذين يطالبون بالقمع وتنمية المجتمع بهذه العصا، وليس هو وحيد وحده من استدعي إلى التحقيق في بعض التغريدات التنويرية فهذه مسألة لم تربط يديه عن الكتابة لكنها ردة فعل من المحرضين عليه أنه يحارب دينه وفي الصحيح يحارب التيار الإخواني الصحوي الذي يؤيد داعش أحيانا وينادي بالإرهاب من أجل الجهاد في سبيل الله.

لم يخلو الناجح من المتربصين له بالزلات لكن اصطيادها في صفوتها لا يعطيني حقاً في التوقف حتى وإن خضعت للتحقيق في مسالة تغريدة صدرت في موقع التواصل الإجتماعي "التويتر " فالكّاتب هو طير وتسيل أحرفه وتنساق في أغصان تتفرع له آفاق وتساؤلات تجعله يبحر في الفضاء، وتصرخ أراءه عبر كل وسم.
أكتب أو لا تكتب عبارة لابد أن تعلق على مكتب صاحب كل قلم فمنها نستنجد أخطاؤنا اللامكتوبة وعاداتنا اللادينية ورغباتنا المكتومة، فالكاتب الصريح ليس في قلمه حبر المجاملات الحقيقية تجعل القرّاء متعطشين لقراءة كتاباته في الغد.

اُسلوب آخر الكتابة اتخذه العمالقة الكتاب بترك المقالات الصحفية وجعلوا التغريد في التويتر يغني عن كل الصحف كما اتخذها المفكر والكاتب الكبير الدكتور الحمد تركي ليهرس التوعية والنقد البناء ووضع القضايا في تغاريد وهذا تصرف عبقري جعل المتعطشين له في قراءة أفكاره كل لحظة وساعة قرب الكاتب وجعل النقاش مفتوح ودائم ولكن ينهش الكتاب بالرجم المستمر والمصطلحات التكفيرية التي لم يخلو منها كتاب السعودية من ذويهم المتشددين في آرائهم عن عاداتهم وتقاليدهم التي هي في أعينهم الحجرية لا شيء قابل للتغيير ومع الأدباء والمفكرين كل شيء يتغير مادم عقلك وخلايا جسدك تتجدد لا مستحيل في قواميسهم.

الشجرة المثمرة ترجم دائما كما أنا الآن أكتب ولا أمسح لأَنِّي مقتنع تماماً أنها تريح ضميري عندما أكون مسلم وطني وأخشى عليها من ضياع المتطرفين هكذا هي كانت نوايا الغامدي وحيد وهو ليس الوحيد الذي استوقف عن الكتابة والتغريد، كونوا كما تخالجوا أرواحكم وحديث النفس صادق حتى وإن كان محرج فكن صادقا في كتاباتك لتكون حكايات ملموسة وقريبة للواقع مثل حكاية وحيد مع التدين والتحقيق.