تدمير القرى بالكامل : 

حسب معايشتي الميدانية وكشاهد اقول , ان سب تدمير بعض القرى بالكامل كما جاء في تقرير (هيومن رايتس وتش للدفاع عن حقوق الإنسان) هو بسبب تحويل تلك القرى الى قاعدة داعمة لداعش وبؤرة لتجنيد وتدريب مقاتليها , وعليه تم استهدافها وتدميرها بالكامل من قبل مقاتلات دول التحالف كضرورة عسكرية حتمية وعلى طريقة (عش الدبابير) البريطانية، التي تعتمد على السماح بتجمع الإرهابيين في مكان واحد لضربهم ضربة واحدة وقاتلة, فعلى سبيل المثال لاالحصر قام عناصر داعش بإستخدام مدارس في قرية (خربردان) و (مهانه) (الواقعة في في غرب مدينة مخمور التي تقع بين قضاء الحويجة والشرقاط والموصل وتبعد عن مركز محافظة نينوى بنحو 50 كيلومترا) ,استخدموا المدارس كقواعد عسكرية لهم، وعليه تم قصفها وتدميرها من قبل طائرات التحالف ,وخاصة بعد ان اتخذت داعش واخواتها عدة اجراءات احترازية بعد تيقنها بقرب تلقيها ضربات عسكرية جوية في سهل نينوى ومناطق وقرى كركوك ،وعليه قررت ان تحول عدد كبير من الحقول والمزارع والمدارس والابنية الى ثكنات عسكرية ومخازن للذخيرة ومقرات لمقاومة الطائرات , بعد ان قامت باخلاء المزارعين وعوائلهم وابعادهم الى مناطق بعيدة عن محلات سكانهم , وذالك قبل اعلان رئيس الوزراء الاتحادي عن بدء عمليات تحرير مدينة الموصل باسابيع !!

و أيضا هناك نقطة مهمة أود الحديث عنها وهي: 

هناك كثير من الأمثلة التي تكشف عن الطرق البشعة التي يستخدمها داعش قبل انسحابها من مناطق تواجدها او أثناء سير المعارك لغرض تدمير الاحياء والبيوت السكنية منها : ( إطلاق الصواريخ والهاونات والقذائف من أماكن مؤقتة بين (المنازل والاحياء السكنية ) قبل إن ينسحبوا منها، وبذلك تكون هذه البيوت والمحلات عرضةً للقصف الجوي والمدفعي.....

( نترات الالمنيوم ) : 

قبل يومين وفي احد انفاق داعش تم العثور على سبع حاويات مدفونة غرب الموصل تحتوي على مادة ( نترات الالمنيوم )( صناعة تركية) , اكرر واقول ( صناعة تركية ) , تستخدم كمادة اولية في صناعة العبوات والسيارات المفخخة حيث تعطي قوة تفجيرية وحرارة اكبر واقوى وحسب المعلومات الاولية انها نفس المادة التي تم استخدامها في تفجيرات ( الكرادة الشرقية ) والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 324 شخصا وجرح 250 آخرين ...اضافة الى الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بالطرق والأبنية ....

 

تقارير مماثلة لتقرير ( هيومن رايتس وتش ) : ـ 

 

وهنا لابد ان نشير الى تقارير مغلوطة ومماثلة لتقارير ( هيومن رايتس وتش )والتي لا تمت للواقع بصله اصدرتها منظمات دولية منها ( العفو الدولية ـ امنستي ) حيث اعتمدت على مصادر غير محايدة في سوريا والتي حاولت خلق المشاكل وزرع بذور الفتنة الطائفية بين مكوّنات المجتمع الواحد , حيث اتهمت المنظمة المذكورة قبل اشهر ابطال وبطلات (وحدات حماية الشعب الكردية ـ المعروفة بـ(YPG ـ Yekîneyên Parastina Gel )

) بارتكاب انتهاكاتٍ بحق أهالي القرى (العربية في الحسكة ـ غرب كردستان ) ....وعليه وفي أول ردٍّ رسمي من جانب عددٍ من شيوخ ووجهاء العشائر العربية ، نفى السيد ( أياد الدخيل) المُتحدّث باسم مجلس أعيان وشيوخ عشائر الحسكة خلال مؤتمرٍ صحفي عُقِد في (قامشلو) وبحضور جمع شيوخ عشائر 

إضافة إلى عددٍ من الشخصيات عن المكون المسيحي فضلاً عن بعض الشخصيات الكًردية.

، نفى ( الدخيل) قيام وحدات حماية الشعب بتهجير السكان العرب من قراهم في بعض المناطق التي شهِدت نزاعاً مُسلّحاً بين المُدافعين عن المنطقة ومُسلّحي تنظيم داعِش , و اشار( الدخيل )خلال حديثه الى وجود بعض القرى التي تم تدميرها إما بشكلٍ كامل أو جزئي، لكنه أكّد أن ( تنظيم الدولة الإسلامية هو من دمّر تلك القرى، وليست وحدات حماية الشعب كما ادّعى تقرير العفو الدولية ) ....!!

و أكّد المجتمعون في بيانٍ مُشترك أمام وسائل الإعلام المحلية، أن كل التقارير، بما فيه التقرير الأخير للعفو الدولية، التي ادّعت تهجير العرب من منازلهم على يد وحدات حماية الشعب؛ عاريةٌ عن الصحة.

وفي تصريحٍ أمام وسائل الإعلام المحلية والدولية ، استنكر الشيخ (طلال كعود الطلاع) شيخ عشيرة (البكارة) في منطقة جبل (عبد العزيز) ما جاء في تقرير منظمة العفو حول تهجير العرب من المنطقة، وأكّد أن ما حدث هو إخلاء القرى القريبة من منطقة الاشتباكات حرصاً على سلامتهم، وتم إعادتهم فور تحريرها من مُسلّحي تنظيم داعش.

وفي ختام المؤتمر, دعا شيوخ العشائر، منظمة العفو الدولية إلى التّحلي بالمصداقية في نشر تقاريرها عن طريق التواصل مع جهاتٍ ذات صلة بالموضوع، وعدم اتّهام أطرافٍ كان لها الفضل الأكبر في تحرير معظم المناطق التي كان يستولي عليها تنظيم الدولة وباقي الجماعات الإسلامية ....!!

بالضبط كما ادانت ونفت العشائر العربية في محافظة نينوىادعاءات منظمة ( هيومن رايتس وتش ) التي اشارت الى حصول انتهاكات على يد قوات البيشمركة في المناطق التي شهِدت نزاعاً مُسلّحاً بين المُدافعين عن المنطقة ومُسلّحي تنظيم داعِش....!! 

 

اخيرا اقول ان هذه التقارير الدولية فاقدة المصداقية لأسباب عديدة منها : 

إنكار وتقليل أو تشويه الحقائق والكيل بمكاييل من جهة , وهبوط مستوى أداء معدى تلك التقارير الذين لايرون الا بعين واحدة ، ولا يفرقون عمدا بين ( الضحية والجلاد ) من جهة ثانية .

رغم اختلاف الزمان والمكان ذكرني التقرير (هيومن رايتس وتشللدفاع عن حقوق الإنسان او بالاحرى للدفاع عن حقوق المجرمين والقتلة ) ذكرني بتقريرها المعنون (الاعدامات في العراق عدالة كاذبة لمذبحة (سبايكر)(1 ) واتهمت العراق بانتهاك الإجراءات القانونية بحق المدانين وأكدت في تقريرها أن مراقبيها في جلسة المحاكمة وجدوا أنها لم تستوف المعايير الدولية للمحاكمة العادلة، بما في ذلك عدم وجود دفاع فعال عن المتهمين وعدم التحقيق في ادعاءات التعذيب....!! 

اضافة الى صيحات واعتراضات ( منظمة العفو الدولية Amnesty Internationa ) على اعدام( 36 )مدان بجريمة ( سبايكر) بعد ان اقروا واعترفوا بجريمتهم البشعة , وعليه اقترح عوائل الضحايا تغيير اسمها من (العفوالدولية) الى(العنف الدولية) بعد ان اصبحت مهمتها الدفاع عن الإرهابيين والمجرمين !!

 

لااستبعد اطلاقأ اصدار تقارير جديدة لـ( هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية ) عن (جرائم وانتهاكات )( الجيش العراقي والبيشمه ركة والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب ) بحق ( داعش واخواتها ) وتحديدا بعد تحرير الموصل من دنس تنظيم داعش ,بحجة قتل واختطاف واعتقال ( السنّة المدنيين ) وانتهاك حقوقهم القانونية والانسانية وتدمير المنازل والاحياء السكنية و(الانفاق المحفورة من قبلجرذان داعش )(2 ) والجسوروالابنية الحكومية والمتاحف والمستشفيات والمساجد والكنائس , وعليه لااستبعد ان تطالب تلك المنظمات الدولية بمحاكمة كل من شارك في (تحرير الموصل) بتهمة اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت ﺻﺎرﺧﺔ ﻟﻘﻮانين الحرب وأﻋﺮاﻓﻬﺎ.... !!

 

وهنا اسأل المنظمـات الدولية على شاكلة ( هيومن رايس وتش والعفو الدولية ) ومن لف لفهما بعلم او غفلة اسأل واقول : 

هل تريدون ان تقاوم (البيشمركة والجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وقوات مكافحة الارهاب و قوات الحشد العشائري ) , هل تريدون ان تقاوم هذه القوات وتسحق جبروت داعش ومفخخاتها واسلحتها الكيمياوية وتصد هجماتها الانتحارية بـ(المكوار العراقيوالمطبكة والماطلي والقبغلي والموزر والفالة و الكاديمي و المقاليع والحجارة والسياط والحدرة و البشتاوة والنك والقامة)(3 ) هل نسيتم بان داعش صنيعة المخابرات الأمريكية وحلفائها في المنطقة ؟ الى متى تكيلون بعدة مكايل وليس مكيالا واحدا ؟ الى متى تتركون الجلاد وتحاكمون الضحية ؟ 

التشخيص الصحيح للظاهرة هو أولى الخطوات نحو العلاج : 

ان هدفي وراء كتابة مقالتي بجزئيها الإثنين هو مجرد محاولة متواضعة لاضاءه شمعة من أجل تسليط الضوء على حقائق ربما سيؤدي الى سطوع أنوار اعلامية محايدة تسلط الضوء على أنبل القضايا الانسانية على الاطلاق ألا وهي قضية الدفاع والتضحية والنضال من اجل الوطن والشعب و حقوق الانسان والعدالة والمساواة والمواطنة الكاملة التامة وقلع الارهاب من جذوره وحماية النسيج المجتمعي من التطرف.وفضح الصمت الذي تمارسة الجهات الحقوقية والسياسية والاعلامية الدولية على جرائم دول تدعم الارهاب والتي من المفترض أن تدافع وتحامي وأن تنتصر للحق ولكنها مع الأسف كانت ولاتزال نصيرا للحكومات المستبدة لاسباب معروفة للجميع ....

وهنا لابد ان نقول بان المنظمات الحقوقية الانسانية مثل منظمة ( هيومن رايتس وتش والعفو الدولية ومجلس حقوق الانسان) وغيرها من المنظمات التي تمتلئ تقاريرها بالدفاع عن الارهابيين , وتتحرك للدفاع عن ارهابي يتم اعتقاله والتحقيق معه أو استجوابه بمعرفة السلطات وفي نفس الوقت تلتزم نفس هذه الجهات (الحقوقية الانسانية جدا ) الصمت والسكوت عن جرائم دول ترتكب بحق الشعوب التي تناضل من اجل حريتها . 

وتبقى سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن وافعانستان ودول كثيرة اخرى شاهدة على بشاعة وقباحة الولايات المتحدة التي تدعم الارهابيين المجرمين طبعا بمساعدة حلفائها واصدقائها على سبيل المثال (تركيا ,قطر , والمملكة العربيّة السعُوديّة وايران ..والخ ) نعم هذه الدول التي ترتدي قناع الخير والسلام وتدعي الحرية والدفاع عن الانسان زورا وبهتانا وترتكب على الأرض وبحجة محاربة الإرهاب ابشع انواع الإبادة الجماعية بحق الشعوب والاقليات والطوائف والمذاهب ..... !! 


اختتم مقالتي بمقولة الرئيس الفلبيني ( رودريغو دوتيرتي ) في هذا الجانب قد تختصر كل المعاني وهي : ( تذكروا أن داعش لا تملك ذرة من حقوق الإنسان , صدقوني ، لن أسمح ببساطة أن يذبح شعبي من أجل حقوق الإنسان , هذا هراء ) ........!!

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(1 ) مجزرة سبايكر , نفذها (داعش) الارهابي ، ويتهم بعثيون من ايتام نظام العراقي البائد بالمشاركة بها، عقب أسر جنود عراقيين من قاعدة سبايكر فى يوم 11 يونيو 2014، بعد سيطرة التنظيم على مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين ومدينة الموصل بمحافظة نينوي، حيث أسروا 1700 جندى وقادوهم إلى الصحراء وقاموا بقتلهم رمياً بالرصاص ودفن بعضهم أحياء، وقد صور عناصر (داعش) المجزرة، التى نجا منها بعض الجنود العراقيين، ورووا ماحدث من تسليم القاعدة وهروب القادة العسكريين, وبعد تحرير المدينة اكتشف الجيش العراقي مقابر جماعية والتي ضمت رفات مئات من الضحايا الابرياء ، فيما لا يزال الباقون في عداد المفقودين.

 

( 2 ) استخدم تنظيم داعش الارهابي (سلاح الانفاق) في مدن صلاح الدين، الفلوجة، الرمادي وحزام بغداد الشمالي والجنوبي والحويجة ومخمور ومناطق وقرى كركوك وشنكال وزمار وامرلي وسهل نينوى وفي مناطق كثيرة اخرى واخيرا في معركة الموصل . حيث كشفت القوات المشتركة من ا(لجيش والبيشمه ركة )خلال الايام الماضية عن شبكة انفاق مرتبطة ببعضها في العديد من المناطق التي تم تحريرها بمحافظة نينوى بعد ان اضاف داعش تكتيكا جديدا من اجل تطوير ذلك السلاح الفتاك والخطير , حيث قام التنظيم بمليء الخنادق بـ(النفط الاسود والمتفجرات ) من اجل تفجيرها عند الضرورة لتكون مصيدة للقوات العراقية المهاجمة ......!! 

(3 ) اسلحة وادوات تميز بها العراقيون في معاركهم ,على سبيل المثال(المكوار) باللهجة العراقية الدارجة عصا غليضة برأس مستديرة من القار الصلب , هو السلاح الذي يعتبره أهل الفرات الأوسط سلاح الابطال وكان (المكوار) أكثر فاعلية من رشاشات الإنكليز، ودخل القاموس العسكري، كاختراع عراقي استخدم ضد المحتل الانكليزي , وان أهزوجت الثوارالعشرين لازالت ترن في آذان العدو والصديق ( الطوب أحسن لو مكواري ) فهي جملة يفتخر بها ثوار العشرين ويرتعد ويرهب منها أفراد العدو البريطاني..... !!

 

انتهى