بعد الجهد الكبير الذي بذله السيد دونالد ترامب في حملته الإنتخابية وجولاته المكوكية بين ولايات الأمريكية والذي أصبح الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية بفوزه على منافسته هيلاري كلنتون، وهي التي كانت متوقعة بفوزها بالرئاسة الأمريكية بسبب مواقف ترامب وتصريحاته المثيرة للجدل، فهي كانت تعتقد بأن الشعب الأمريكي لن ينتخبه، لكن ثقتها هذه خانتها وفاز ترامب وهي خسرت.

نعم لم تكن السيدة كلنتون الوحيدة التي كانت تعتقد بأنه من المستحيل أن يتربع ترامب على عرش البيت الأبيض بسبب تلك المواقف، فكان فوز ترامب كصاعقة نزلت على رؤوس الكثيرين من ساسة الدول الأوربية وساسة الولايات المتحدة الأمريكية، هؤلاء الساسة الذين أشعلوا نار الجهنم في منطقة الشرق الأوسط من خلال سماحهم بقيام الجماعات المتطرفة ودعمها لهم، فالكل يعلم كيف كانت الولايات المتحدة الأمريكية تدعم تنظيم القاعدة من أجل محاربة الأخير لاتحاد السوفياتي السابق، وكيف صرح بعض الساسة الأمريكان بأنهم هم من أسسوا داعش وكان أسمه آنذاك (عش الدبور) وكان مطلوب منه أن يتوجه إلى كل منطقة تريدها الولايات المتحدة لبث الفوضى وإشعال فتيل الطائفية فيها وبالتالي تدميرها وتقسيمها، ولكن هذا التنظيم خرج بعض الشئ عن المسار الذي رُسم له من قبل سادته وتجاوز الخطوط الحمراء، وعلى الرغم من ذلك مازال يتلقى الدعم من القوى الدولية والأقليمية، ولما لا؟، فهذا التنطيم ينفذ أجندة تلك الدول ويحقق أهدافها، حيث يقوم بتدمير مؤسسات الدول ويعمل على أضعافها وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، والأمثلة كثيرة في دول الشرق الأوسط.

نعم فاز ترامب بسبب مواقفه وتصريحاته الجريئة التي كان يطلقها، فما كان يقوله ترامب (بأنه وفي حال فوزه سوف يقف في وجه كل الجماعات الإرهابية ولن يقوم بدعمها كما تفعل هيلاري كلنتون والإدارة الأمريكية الحالية، وسوف يطرد كل متطرف من بلاده وهذا من حقه)، وبأن الكثير من الرؤساء الديكتاتوريين والاستبداديين هم موجودون في سدة الحكم لأنهم يدفعون لولايات المتحدة الأمريكية مقابل ذلك. كل هذا الكلام والمواقف يؤمن بها الكثير من ساسة أمريكا والدول الأوربية ولكن لايتجرأ أحد أن يعلنها، حتى لاينعتوا بالعنصرية وبالكره وحقد الجنسيات الأخرى، وبالتالي يخسروا مستقبلهم السياسي.

بفوز الملياردير دونالد ترامب على منافسته هيلاري كلنتون جنب العالم حرب عالمية مدمرة ثالثة، هذه كانت ستختلف عن الحروب السابقة من حيث الأسلحة المستخدمة ومكان التي كانت ستقوم عليه، وبسبب التقدم والتطور في المجالات العسكرية والأسلحة المتطورة والمدمرة، ففي حال إندلاعها الدول لن تستخدم الأسلحة التقليدية بل كانت سوف تستخدم الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وبالتالي كان سيحل الدمار والخراب على العالم.

لو أن كلنتون قد فازت والحمد الله لم تفز فدعمها للجماعات الإرهابية بالسلاح والعتاد كان سيستمر، وبرأي الكثير من المحللين السياسيين والكَتاب بأنها كانت ستوجه سلاحها في وجه الجيش السوري وتقوم بتدمير سلاحه والمنشأت الاقتصادية السورية وتدمر المطارات السورية كما فعلوا في العراق وليبيا، في هذه الحال و لأن روسيا تعتبر سوريا حليفتها في المنطقة فالمنطق يقول بأنها لم تكن تسمح بذلك وأي أحتكاك مع الجيش السوري كان معناه احتكاك مع الجيش الروسي، وروسيا هي ليست الوحيدة التي كانت سوف تقف إلى جانب الجيش السوري فهناك حزب الله وكذلك إيران ومعهم الصين، نعم بهذا الفوز فاز العالم كله وليس ترامب لوحده، فمهما قال وقيل فترامب أفضل ألف مرة من كلنتون، فألف مبروك بفوز ترامب على داعمي الإرهاب والمجرمين.
برلين