ما الذي فعله المدرب الاسباني الشاب تشابي ألونسو في غضون عدة أشهر لكي يصبح حديث العالم؟ ألونسو لا يتجاوز 42 عاماً، ولكنه خطف أنظار الملايين حول العالم من عشاق كرة القدم، بعبقريته التدريبية "الصادمة المفاجئة"، والتي جعلته يبدو وكأنه هبط على هذا العالم بـ"الباراشوت".

معجزة ليفركوزن
ألونسو قاد فريق ليفركوزن للفوز بالدوري الألماني للمرة الأولى في تاريخ النادي، وهي معجزة كروية خالصة، لأنه حقق هذا الدوري على حساب العملاق البافاري بايرن ميونيخ المتوج باللقب والمحتكر الرسمي له في آخر 11 موسماً على التوالي.

ليس هذا فحسب بل إن فريق ألونسو لم يخسر في 45 مباراة متتالية في جميع المسابقات، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً لفريق في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، متخطياً الرقم القياسي السابق المسجل باسم يوفنتوس بـ43 مباراة من أيار (مايو) 2011 إلى أيار (مايو) 2012.

ولم يخسر ليفركوزن أي مباراة هذا الموسم، فحقق 25 فوزاً، وخمسة تعادلات في 29 مباراة، وفي جميع المسابقات، وصل الفريق إلى 45 مباراة متتالية دون هزيمة هذا الموسم، وما زال ينافس على ثلاثة ألقاب بعدما توج بالدورى والتأهل إلى نهائي كأس ألمانيا، ونصف نهائي الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".

ما السر؟
وهنا السؤال.. ما سر هذا المدرب الشاب الذي انتزع لنفسه مكاناً ومكانة في كوكب العقول التدريبية، وتتهافت عليه الأندية الكبرى للحصول على توقيعه.. ما سره؟ الأمر ببساطة يرتبط بالشغف والدراسة وتطوير الذات، وكذلك بخبراته كلاعب والتي وظفها في عالمه التدريبي، ومن المشاهدات التي تكشف البعض من أسرار ألونسو أنه يحرص على أن يقوم فريقه باعتماد طريقة التمرير الأرضي القصير، ويبدو الأمر طوال الوقت وكأنه يمنع التمريرات الطولية العالية.

تخرين الخبرات
بالطبع ليس هذا هو السر فحسب، بل إنه تدرب طوال مشواره كلاعب على يد أفضل المدربين، ومن أسرار هذه المرحلة أنه كان يقوم بتخزين الخبرات التدريبية، لأنه يعلم جيداً أن هذا هو مستقبله، فضلاً عن أن ألونسو يتميز بالهدوء والثقة في الذات، ولا يميل مطلقاً للاستعراض أو كثرة الكلام.

لا تقل "ليس لي مكان"
وبالنظر إلى سمات هذا المدرب الشاب، فهو يعطي المثل لملايين الشباب في كيفية معانقة النجاح المدوي، ويرسم لهم طريق الطموح، دون الخوف من وجود زحام من العباقرة في المجال الذي تعمل به، فقد انتزع ألونسو الأضواء من عالم المدربين الذي يوجد به بيب غوارديولا، ويورغن كلوب، وكارلو أنشيلوتي، وغيرهم من المدربين الأكثر خبرة وشهرة وتجربة، ولم يقل لنفسه أن هذا العالم به ما يكفي من "العباقرة" فتحقق له ما أراد، وأصبح واحداً من أفضل المدربين في العالم في غضون عدة أشهر.