لم يسبق للمدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو العمل خارج أوروبا أبداً، فقد نجح في تحقيق مجد تدريبي يجعله من بين الأفضل في تاريخ كرة القدم من خلال تجاربه مع أندية أوروبية عملاقة، وعلى رأسها تشيلسي، وريال مدريد، وانتر ميلان، وهي تجارب ناجحة في مسيرته، كما أن هناك فترات من التراجع وربما "فقدان البريق المؤقت"، وخاصة مع مان يونايتد وتوتنهام، في حين تفاوتت تجربته الأخيرة مع روما بين النجاح والإخفاق، وكأنها تلخص مسيرته التدريبية بأكملها.

"الرجل الخاص"
على أي حال مورينيو ليس مجرد عقل تدريبي، بل هو كما يقولون في الصحافة البريطانية "بائع جرائد" في إشارة إلى جاذبيته الإعلامية، والكاريزما التي يتمتع بها، وقدرته على إثارة الجدل، والإيحاء للصحافة بأفضل العناوين، وهو كما يطلقون عليه "سبيشل ون" أي "الرجل الخاص"، وهو لقب منحه مورينيو لنفسه في يومه الأول بالملاعب الإنكليزية حينما أتى لتدريب تشيلسي في عام 2004، في إشارة إلى أنه "سبيشل ون" وليس مجرد مدرب عادي لأنه كان قد حصل للتو على لقب دوري الأبطال مع فريق بورتو البرتغالي.

القادسية وجهته المقبلة؟
خلال الساعات الماضية، أفادت تقارير صحفية عالمية وسعودية، بأن مورينيو يقترب من تدريب أحد الأندية السعودية، ومن المرجح أن يكون هذا النادي هو القادسية العائد لدوري المحترفين، والذي يحظى بدعم شركة "أرامكو" العملاقة بعد انتقال ملكيته للشركة صيف العام الماضي، وقد تكون وجهته صوب فريق آخر في الدوري السعودي، ولكن غالبية التقارير ترجح كفة فريق القادسية الذي يقع مقره في المنطقة الشرقية، وتحديداً في مدينة الخبر على شاطئ الخليج العربي.

قوة ناعمة على طريقة رونالدو
وجود مورينيو في الدوري السعودي في حال تمت الصفقة، سوف يكون مؤثراً بصورة تضاهي تأثير كريستيانو رونالدو نجم نادي النصر من الناحية الإعلامية والجماهيرية، خاصة أن المدرب البرتغالي يتمتع بنجومية تفوق غالبية اللاعبين، الأمر الذي يجعله موضع اهتمام وسائل الإعلام العالمية، ومن ثم سوف يتحقق جزء من الهدف السعودي، وهو المزيد من القوة الناعمة للمشروع السعودي النهضوي.

ماذا سيفعل مع إعلامنا؟
نترقب لنرى تعامل مورينيو مع الإعلام والحكام، ومع ثقافة جديدة خارج حدود القارة الأوروبية، وهو على الأرجح يملك ما يكفي من الذكاء لنقل خبراته وتأثيره التدريبي بأقل قدر من المصادمات خاصة أنه يشتهر بعصبيته المفرطة، ولكن الأهم من ذلك نترقب لكي نرى مقدرة مورينيو على التأثير في عقل اللاعب العربي، وهل يمكنه أن يجعله يقترب من احترافية نجوم أوروبا أم لا.