أجرت إيلاف إستطلاعاً للرأي حول مدى إعجاب قراءها بـ "وقاحة" ابلة فاهيتا فقال غالبية القراء انهم لا يتابعوها في مقابل إنقسام بين معجب بالوقاحة ومن يرفضها. فيما فسر خبراء نتائج الإستطلاع بأحاديث مفصلة في التقرير التالي.


&

القاهرة: إنتقل الجدل الذي يصاحب إطلالة الدمية الساخرة "أبلة فاهيتا"، التي تطل على الشاشات في موسمها الثالث، إلى قراء إيلاف عندما سألناهم فيما إذا كانت "وقاحة" الأبلة تعجبهم، فإنقسموا في الإجابة على السؤال، فبينما ذهبت النسبة الأكبر بواقع 54.58% الى عدم مشاهدة البرنامج، قال 25.12% أن وقاحتها تعجبهم في مقابل 20.30% أجابوا بلا على السؤال.

&

يذكر أن محطة cbc تقوم بإذاعة حلقات الدوبلكس كاملة على اليوتيوب دون مونتاج أو تشويش للفقرات، &بينما تضطر إلى حذف فقرات كاملة على الشاشة لجرأتها.

نتائج الإستفتاء تؤكد حالة الانقسام التي وجدت ايضا لدى أساتذة الإعلام الذين تحدثت معهم إيلاف لمعرفة رأيهم في البرنامج الذي يحظي بدعاية مكثفة واقبال جماهيري يكاد يكون الأكبر بحسب استطلاعات الرأي بين البرامج الساخرة المختلفة التي تقدم على الشاشة.

وبحسب أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الحديثة محمد خليل فإن الانقسام الجماهيري حول ما تقدمه الدمية الساخرة امر طبيعي في ظل وجود شريحة ترى فيها متنفساً كوميدياً لا تقدمه المحطات الأخرى بالإضافة الى القبول الذي تحظى به لدى فئة ليست بالقليلة من جمهورها مشيراً إلى أن عرض البرنامج للكبار فقط وفي العاشرة مساءً أمر معمول به بعدة قنوات حول العالم في مثل هذه البرامج التليفزيونية.

وأضاف أن الدور الأكبر على الأسر في عدم السماح لأطفالهم بمشاهدتها حتى يدركوا ما تتضمنه الحلقات خاصة وان البرنامج يتخلله عدد لا بأس به من الألفاظ والإيحاءات الجنسية وإن كانت فئة عريضة من الأجيال تتابعها بعيداً عن رقابة الأهل بحكم تطور وسائل الاتصال والاطلاع عبر الانترنت التي وفرت إمكانيات لم تكن موجودة من قبل.

برأي خليل أن فاهيتا تناقش واقع المجتمع كما تراه من وجهة نظرها وبرؤية تقترب من زواية المعالجة التي يتحدث بها المواطنين العاديين رغم ضعف فقراتها في كثير من الاحيان وعدم تقديمها أي جديد للجمهور إلا أن شخصيتها وأسلوبها في الحديث هي التي تجعل هناك إقبال على الاستماع لها مشيراً إلى أن أي مطالبات بمنع البرنامج أو وقفه ليست منطقية لأن السخرية من الاحداث والشخصيات العامة من الامور التي تأخر الإعلام المصري بتقديمها لأسباب مرتبطة بالأنظمة السياسية التي كانت موجودة قبل الربيع العربي.

وبرأي الناقد محمود قاسم فإن جماهيرية ابلة فاهيتا موجودة لدى قطاع محدد من جمهور السوشيال ميديا الذي يهتم بمقاطع تغيير كلام الضيوف من مناسبة للأخرى أو الادلاء بتصريحات كوميدية وغير واقعية معتبراً ان كل برنامج له متابعيه ولولا تغطية نفقات الاعلانات للبرنامج لما استمرت قناة cbc في تقديم مواسم جديدة منه لأن هذه البرامج هدفها الرئيسي العائد المادي والدليل على ذلك توقف البرامج التي لم يرحب بها الجمهور.

يشير قاسم الي ان وجود البرنامج على قناة cbc المصرية احد الاسباب الرئيسية في عدم التركيز على الاحداث بالوطن العربي وكذلك عدم وجود جماهيرية كبيرة لها خارج مصر لأن من يعيش خارج البلد قد لا يفهم التفاصيل التي تتحدث فيها فاهيتا.

يشير الدكتور احمد عبد المنعم استاذ الإعلام الى ان تجربة ابلة فاهيتا تعتبر احد النماذج التي تعبر عن قدرة الجمهور بالتأثير على المعلنين في نقل ما يرغب بمشاهدته الى الشاشة لأن الظهور الاول لها كان عبر الانترنت من خلال مقاطع الفيديو مشيراً إلى ان هذا الجمهور وحده الذي يمكنه ايقافها ايضا إذ شعر انها لم تعد تقدم ما اعتاده منها وشخصيتها كسيدة "قبيحة" وطريقتها في التعامل احد ابرز أسباب نجاحها.

ويضيف عبد المنعم الى ان تأثير جمهور مواقع التواصل الاجتماعي على فاهيتا كبير للغاية وهو ما برز في تعاملها مع أزمة مراسلها شادي ابو زيد واعتذارها بعد تعرضها للهجوم، لافتاً إلى ان الالفاظ الخارجة التي تصدر عنها تشكل نفس اللغة التي يستخدمها عدد ليس بالقليل من جمهورها وهو ما يظهر في تعليقات بعض ممن يحضرون تصوير الحلقات بتتر البرنامج.

&