من فكرة لطالما راودتها حين وقفت للمرّة الاولى على خشبة مسرح جامعتها إلى واقع حقّقته اليوم بعد مرور أعوام عديدة بإفتتاح مسرح "ذا بالاس" في العاصمة اللبنانيّة بيروت. الإعلاميّة اللبنانيّة رانيا برغوت تفتتح مسرحاً جديداً وتتطلّع إلى مشهد مسرحيّ ملؤه التفاؤل والإبداع. "إيلاف" واكبت حفل الإفتتاح، وعادت بهذا التقرير المصوّر:



بيروت: لم تمنعها السنوات الطويلة التي قضتها في الإعلام، وفي تقديم البرامج التلفزيونيّة من تحقيق حلمها بإمتلاك مسرح تودّ أن تجعله مساحة ومتنفّساً أمام المواهب اللبنانيّة، أو تلك التي تعيش في لبنان لتفجّر إبداعاتها على خشبته. صفحة جديدة ومشرقة تفتحها رانيا برغوت اليوم في كتاب المسرح اللبنانيّ من خلال "ذا بالاس".

عمّا إذا كانت تعتبر خطوتها بإفتتاح مسرح جديد في بيروت إنتحاراً فنيّاً في وقت يتعرّض فيه المشهد المسرحيّ اللبنانيّ لتراجع كبير، إضافةً إلى عدم إقبال من قبل الجمهور، قالت رانيا لعدسة "إيلاف": " لا أشعر أنّ جمهور المسرح يقلّ، لا بالعكس هناك عودة نحو المسرح، وهذا ما شجّعني أكثر وأكثر كي أقدم على هذه الخطوة التي إتّهمني بها معظم الناس بالجنون، ولكنّي أقول لك بأنّنا في لبنان إذا لم نقدّم ما هو جريء فلن يكون بإستطاعتنا أن نقدّم أيّ شيء، وإذا أردنا إنتظار الأحوال كي تتحسّن، فهذا أمر صعب جداً، نحن نحسّن الأحوال، ونحن نطلق المبادرات، ونحن نحاول أن نقدّم الأعمال الجديدة، ومنذ أن وقفت على خشبة المسرح في جامعة "بي. يو. سي." التي تحوّلت اليوم إلى جامعة "أل. آي. يو"، وضعت في بالي فكرة إفتتاح مسرح يوماً ما، وها أنا قد حقّقت هذه الفكرة اليوم".

وتابعت برغوت قائلةً: "هذا المسرح ليس لي، وإنّما هو لكلّ الطاقات اللبنانيّة، والعربيّة المقيمة في لبنان، كي تأتي لتقدّم أعمالها أمامي، وأمام الجمهور طبعاً، وتعرض لنا طاقاتها وإبداعاتها، لنؤمن بهم، وليؤمنوا بإمكانيتنا على تقديم يد المساعدة لهم، ونعطيهم أرضيّة خصبة، وجيّدة، وقويّة كي يبدأوا من مسرحنا".

وعن جدول الأعمال الفنيّة التي ستقدّم على خشبة مسرح "ذا بالاس"، قالت: "لن نقدّم فقط المسرحيّات، فبعد الإفتتاح لدينا مهرجان بيروت الدولي للتانغو، الذي يرأسه مازن كيوان، والذي سيكون بدوره مسؤولاً عن اللوحات الراقصة التي ستكون بمثابة "توقيع" يميّز "ذا بالاس"، ويشاركه في هذا الأمر الموسيقيّ اللبنانيّ زياد سحّاب، وبعد ذلك سنطلق ألبوماً لفرقة لبنانيّة مشهورة، ولكن ليس بإستطاعتي الكشف عن إسمها الآن، لنتابع بعد ذلك بورشات عمل مكثّفة بعيداً عن الإستعراض والمسرحيات وما شابه. وخلال شهر رمضان الكريم، سنقدّم سهرات رمضانيّة تتضمّن "الحكواتي"، والعود، والجلسات الجميلة، والكوميديا، والغناء الصوفيّ، وكلّ ذلك بمواهب لبنانيّة، أو أخرى تعيش في لبنان".

وفي دردشة مع وزير السياحة اللبنانيّ ميشال فرعون قال: " نحن نودّ أن ندعم الشباب اللبنانيّ بالجوّ الحضاريّ الذي نريده جميعاً، فكما يحمي الجيش اللبنانيّ سيادة الأراضي اللبنانيّة، كذلك يفعل الشباب، والمجتمع، والمنظّمات غير الحكوميّة عندما يحمون سيادة الحضارة، والفنّ، والتراث، والإبداع. هناك نبع من الإبداع الشبابيّ الفنيّ التراثيّ اللبنانيّ الذي يجب أن نحافظ عليه، وذلك بفضل مبادرات المجتمع المدنيّ، ومنهم السيّدة رانيا برغوت بالطبع، قبل أن يكون هناك فضل للدولة التي عليها أيضاً أن تواكب هذه المبادرات".

وقال الممثّل اللبنانيّ القدير عدنان تيزاني الشهير بـ "أبو سليم" لعدسة "إيلاف": " كلّما إفتُتح مسرح في لبنان، نعتبره بيتاً جديداً لنا، وخاصّةً هذه الصالة التي كانت مقفلة قبل أن تعيد رانيا برغوت إفتتاحها اليوم، وأتمنّى أن يكون ذلك فأل خير لهؤلاء الشباب، الذين يدرسون التمثيل ويقدّمون مجهوداً كي يجدوا مكاناً ليعرضوا فيه أعمالهم، وهذا المسرح يعدّ صرحاً كبيراً ليس فقط في لبنان، وإنّما في العالم العربيّ أيضاً".
وفي التقرير دردشات مع نقيب الصحافة اللبنانيّة عوني الكعكي، والفنّانة جاهدة وهبي، والممثّلة عايدة صبرا، والإعلاميّة غيدا مجذوب، وخبيرة الموضة والمظهر لمى لاوند الذين أدلوا بآرائهم حول هذه الخطوة المبشّرة بإفتتاح مسرح "ذا بالاس".

تصوير فوتوغرافي: علي كاظم
تصوير فيديو ومونتاج: كارن كيلايتا