ضيفة "إيلاف" اليوم هي الإعلاميّة اللبنانيّة ماريا معلوف في حوار مصوّر ننشر جزأه الأوّل أدناه:



 إيلاف من بيروت: إعلاميّة لبنانيّة خلعت عنها عباءة الإعلام لترتدي عباءة من نوع آخر، غاصت في بحر السياسة وحرّكته بأمواج من التصريحات الناريّة والجريئة، أطلقت العديد من المواقف التي يذهب بعضها إلى حدّ التطرّف والشخصنة أحياناً، ولم تنس أن تغرّد دائماً "بلا رقيب" على تويتر.

قراءة في انتخابات البلديّة والمخاتير في بيروت،
بدايةً كان السؤال عن قراءتها انتخابات البلديّة والمخاتير التي أقيمت في العاصمة بيروت، والتي أسفرت عن نسبة تصويت ضئيلة بحقّ لائحة "البيارتة" التي تدعمها السلطة ويترأسّها رئيس تيّار المستقبل اللبنانيّ سعد الحريري بالإشتراك مع الأحزاب اللبنانيّة، فأجابت: " تسمية لائحة السلطة معيبة لأنّ الرئيس سعد الحريري يُعتبر من المعارضين لما يحصل في لبنان، وهو كان شبه موجود في الخارج، وليس على تواصل دائم مع مناصريه، ومهدّد، لذلك بالنسبة لي "لائحة البيارتة" هي اللائحة المعارضة، وهي التي يجب أن تُدعم، والإعتماد كان على أصوات "السُنّة"، وعلى الأصوات التي تحبّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعلى الرغم من أنّ نسبة التصويت كانت منخفضة، إلاّ أنّها بالنسبة للسنوات السابقة إرتفعت نوعاً ما، وذلك لأنّه لدينا "بُعبُع" اسمه الهيمنة الإيرانيّة الشيعيّة في المنطقة، ورفع إصبع السيّد حسن نصرالله، وإيران في المنطقة لتهديد السُنّة والمسيحيين في المنطقة. الرئيس سعد الحريري أثبت أنّه رجل مهما غاب عن لبنان، ومهما حورب مادياً أو إقتصادياً، أو مهما كان هناك بعض المضايقات في مجال ما، ومهما عوّلت بعض الدول الخارجيّة على أكثر من قيادة، وزعامة سنيّة في لبنان، إلاّ أنّ الرئيس سعد الحريري أثبت أنّه لا خيار إلاّ هو كزعيم سنّي في لبنان".

سعد الحريري أثبت أنّه الزعيم السنّي الوحيد

وعن سبب إثارتها دائماً النعرات ما بين السُنة والشعية من خلال تصريحاتها، وعمّا إذا كانت تُختصر بيروت اليوم بأصوات السُنّة فقط، قالت: " بعد الإنتخابات صرّح الرئيس سعد الحريري بأنّه تعرّض لخداع، ولا نقول هنا خيانة، لأنّنا لا نودّ أن نخوّن أحدا، ولكنّ حلفاءه المسيحيين لم يصوّتوا لأسباب لا أعرفها، وعموماً الأصوات أتت من أهل بيروت، ومن مناصري تيّار المستقبل، على الرغم من محاولات ترشّح بعض الشخصيات ضدّ لائحة التيّار، علماً أن "لحم أكتافهم" من رفيق الحريري، ولكن ما أعرفه هو أنّه يجب الإلتفات نحو زعامة وحيدة على الرغم من كلّ الضغوطات التي تتعرّض لها، ورغم كلّ غيابه عن لبنان، يجب أن نرفع له القبّعة، لأنّ سعد الحريري أثبت أنّه الزعيم السنّي الوحيد. 

لم أعد مؤمنة بممارسة العمل السياسيّ في لبنان

وعن سبب عدم إقدامها على الإنتخاب في مسقط رأسها زحلة (عاصمة محافظة البقاع اللبنانيّ)، قالت: " في فترة من الفترات ترشّحت للإنتخابات النيابيّة، وانسحبت، ولم أعد مؤمنة بممارسة العمل السياسيّ في لبنان، فأنا أعلّق، وأنتقد، وأعطي رأيي بقسوة وبجرأة زائدة، ولكنّي لا أمارس العمل الإنتخابي، وهذا قرار إتّخذته منذ فترة، أنا شخص يراقب، وأدعم فريق يؤمن بلبنان أوّلاً، ويؤمن بالسيادة اللبنانيّة، وبالتغيير والإصلاح كي نعيد هذا البلد إلى ما كان عليه قبل فترة السبعينيات، حيث كان يُطلق عليه "سويسرا الشرق"... نحن نودّ التخلّص من أيّ احتلال أكان إيرانياً، أو سورياً، أو متطرّفاً سنّياً أو شيعياً، فأنا لبنانيّة في النهاية، ومن حقّي أن أعطي رأيي، ولكنّي أرفض التعاطي السياسيّ في هذا البلد الطائفي، وأرفض الإنتخاب لأنّي جرّبت الدخول في المرحلة الإنتخابيّة، وواجهت الكثير من المصاعب، وكيف يتمّ تركيب الأمور على صعيد نيابيّ.

لم يتمّ صرف الأموال في إنتخابات بيروت البلديّة بالقدر الذي صُرفت فيه في زحلة

وعن كيفيّة تركيب الأمور، قالت ماريا لعدسة "إيلاف": " المال السياسيّ يلعب دوراً أساسياً، وهذا أمر رصدته وزارة الداخليّة في لبنان، ويمكنني القول إنّ الإنتخابات البلديّة في بيروت لم تشهد صرف أموال بقدر ما سمعنا عن الأموال التي تمّ صرفها في زحلة لشراء الأصوات. من جانب آخر لا أودّ أن أتّهم أحدا، ولكن ما سمعته، وما انتشر من أخبار، أنّ هناك لوائح تخصّ الوزير فتّوش، وُجدت مرميّة على الأرض، فبعد أن قبض المنتخبون الأموال، لم يضعوا اللوائح في الصناديق الإنتخابيّة، ورموها أرضاً. لذلك لا يمكنني الدخول في هذا الجوّ الموبوء، فإذا أردت أن أمارس حياتي السياسيّة عليّ أن أمارسها إنطلاقاً من منطقتي، وهذا غير ممكن طالما أنّ في منطقتي مظاهر الفساد، والمحاصصة، والمحسوبيات، وهذا ينطبق على صعيد الوطن ككلّ".

 لا أبرّئ حركات المجتمع المدنيّ في لبنان

وعن قراءتها لظهور حركات المجتمع المدني كـ "طلعت ريحتكم"، و"بدنا نحاسب"، ومؤخراً "بيروت مدينتي" التي أعتبرها العديد من المحلّلين مظهراً للتعبير عن عدم رضى القاعدة الشعبيّة عن النخبة السياسيّة الحاكمة، قالت: " لست معهم، لأنّ منهم من يتصرّف بطريقة عفويّة، ولكنّ بعضهم الآخر مدعوم من دول عربيّة، وسبق لي أن كتبت عن المدارس والأكاديميات التي يتعلّمون فيها "التغيير المأجور"، فبعض الأسماء المنضمّة إلى هذه الحركات منها من درس في البوسنة، ومنها من درس في دولة خليجيّة... هناك أكاديميات تدرّب الأفراد، وتزرع في رؤوسهم أنّ بلادهم فاسدة، وغير جيّدة، ليُستخدموا بعد ذلك كأشخاص في حركات التغيير، ويتمّ تعليمهم كيفية الخطاب، واستقطاب الجماهير، كما حصل في مصر مع وائل غنيم، ولن أستفيض أكثر في هذا المجال، ولكنّي لا أبرّئ هذه الحركات، والموضوع شائك جداً، وهذه الحركات لا تمثّلني، فحركتا "بدنا نحاسب"، و"طلعت ريحتكم" تمتلكان طروحات يتمّ إستغلالها من قبل الناس، ومن قبل بعض الجهات السياسيّة الخارجيّة التي حاولت أن تطيح بالرئيس نبيه برّي، ووليد جنبلاط، وفؤاد السنيورة، وانا كتبت مقالاً عن خطّتهم، وعن الأسماء المطروحة للإطاحة بها، وضرب الطبقة السياسيّة التي لدينا الكثير من المآخذ عليها، ولكن الهدف من ذلك هو إحلال الفوضى من بعدها، والدليل على ذلك هو إقتحامهم وزارة البيئة واحتلالها".

لا نسمع عن جبران باسيل سوى أنّه يملأ الأموال في جيوبه

وعمّا إذا كانت تعتبر بأنّ الشعب ربّما قد طفح به الكيل، قالت: " من المؤكّد أنّ الشعب طفح به الكيل، ومن المؤكّد أن الشعب جائع، ويعاني الفقر، ويريد التغيير، والدنيا ليست بألف خير في لبنان، واقتصادنا ليس جيّداً، وليس لدينا زوّاراً خليجيين، وهناك مغتربون لبنانيون يعودون من الخليج، وستتفاقم مشكلة البطالة، كما أنّنا نعاني من أزمة النفايات والكهرباء، ولكن مثلاً بعدما إستلمت حركة التغيير والإصلاح الحكم، بعد 17 سنة من الغياب(لزعيمها العماد ميشال عون في باريس)، ومنذ أن أتى صهره جبران باسيل لم نعد نسمع سوى أنّه يملأ جيوبه بالأموال، لقد تعاطفنا في وقت من الأوقات مع الناس التي تريد لبنان، ولكن عندما يصلون إلى الكرسي لا يعملون سوى لمصالحهم ولجيوبهم".

من لم يكن سورياً في لبنان؟

وعن مصداقيتها التي أصبحت على المحكّ بعد أن كانت تدعم سوريا الأسد، والمقاومة وأمين عامها حسن نصر الله في حرب تمّوز، لتنتقل بعد ذلك إلى دعم محور المعارضة السوريّة، والإيرانيّة، والرئيس سعد الحريري، ولم تتردّد أن تصبغ شعرها باللون الأزرق (لون راية تيّار المستقبل)، وأن تكتب على "تويتر": "حريريون حتّى النخاع"، قالت ماريا لعدسة "إيلاف": " من لم يكن سورياً في لبنان؟! كلّ النوّاب، والطبقة السياسيّة، والإعلاميّة كانت مع سوريا، لستُ الوحيدة التي رأت الحقيقة وواجهتها، هناك من يخاف، ولكنّي لا أخاف، وفي العام 2010 وجدت السبيل كي لا أسكت عن حقّي الذي ضاع كلّ هذه السنوات، وعن حقّ كلّ الناس المغشوشة بهذه المواقف. وعلى فكرة، لم يكن من حقّي التدخّل في النظام السوريّ لو لم يحصل التغيير من قبل الشعب، ولو لم تُقطع أصابع الثلاثة عشر طفلاً في درعا، وإنتُهكت حرمة نساء رجال القبائل في درعا، والنقطة الثانية هي بقراري في الدفاع عن بلدي، فلماذا عليّ أن أردّد شعارات "سوريا الكبرى"، و"سوريا العظيمة"، و"سوريا راعية العروبة"... ماذا قدّموا لفلسطين؟ لقد تاجروا بالقضيّة الفلسطينيّة حتّى شبعوا، وسرقوا الأموال حتّى شبعوا، وبيت الأسد سرقوا من الأموال حتّى شبعوا، وبيت مخلوف نهبوا البلد حتّى شبعوا، فإذا إنتفض الشعب ألن أقف معه... شعاري منذ دخلت عالم الإعلام في برنامج "بلا رقيب" انّه برنامج الشعوب إلى ضمائر الحكّام، فإذا وقفت مع الشعب المصري، أو التونسيّ، أو الليبيّ، أو العراقيّ، ألن أقف مع شعب هذا البلد) سوريا) الذي لم يترك سياسياً في لبنان إلاّ ودعس على رأس، لقد حكمونا على مدى 17 عاماً من الإذلال (أقاطعها).

لم أستفد بنقطة من السوريين

ولكنّ مناصرتك لهم كانت خلال فترة الحكم والوجود السوريّ في لبنان التي تتكلّمين عنها!
فأجابت: " عندما قُتل الرئيس الحريري إستفقت... ولم أستفد منهم حتّى بنقطة! فلو كان هناك شيء من هذا القبيل، كانوا ليعرضوه على الملأ ليحرقوني، ويجلسوني في منزلي، فلو كنت أتعامل معهم بناء على مبدأ تلقّي الأموال، لكنت شبيهة بالكثير من الشخصيات السياسيّة التي تراها اليوم تُفضح بحالات الفساد، والشيكات بملايين الدولارات، ليس لديهم أيّ شيء ضدّي."

لستُ "14 آذار" وإنّما 14 ++

وعمّا إذا كانت تنتمي فعلياً لحركة "14 آذار" حيث لا نراها تُدعى إلى جلساتهم، ومؤتمراتهم، ولا نراها في "بيت الوسط" التابع للرئيس الحريري، ولا في "معراب" مثلاً التابعة لرئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع، قالت: " أنا لستُ 14 آذار، وإنّما 14 ++ ، أنا أنتمي لخطّ الرئيس رفيق الحريري، ولخطّ لبنان أوّلاً، وخطّ هذا الوطن الذي لا يريد أن يكون مرهوناً للخارج، وخطّ أنّي لبنانيّة أودّ أن أعيش بكرامة، ولا أريد أن أحمل الحقيبة وأهاجر، أودّ أن أعيش في بلد يؤمّن لي كلّ مقوّمات الحياة، التي تسمح لي بأنّ أعلّم إبني، وعائلتي، وأنتج، وأشعر بأنّي إنسانة سعيدة، وأنا أزايد أحياناً على 14 آذار، فهم في بعض الأحيان يدرسون خطاباتهم، فمثلاً عندما رشّح الرئيس الحريري سليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهوريّة، كنت في ذلك الوقت أنادي بالدكتور سمير جعجع رئيساً للجمهوريّة، ففي 14 آذار ليس هناك تعليمات تُفرض، وليس هناك أمر يُسقط من الأعلى، ويجب أن يطبّق على الجميع كما هي الأمور في حزب البعث، هم يتمتّعون بهذه المرونة والحريّة، وأنا أنتمي لهم، وهم سعيدون بذلك، وأنا أيضاً سعيدة بهم، أنا أنتمي لفكرهم، ونهجهم، وعندما يتغيّرون، لن أنتمي إليهم آنذاك، أمّا بخصوص تلبية الدعوات، وتواجدي معهم، فأنا لا أتواجد كثيراً في المناسبات الإجتماعيّة، وحتّى أنّي لا أحضر في الأعياد الوطنيّة، ولكنّي في الوقت نفسه يمكن أن أكتب كلمة في مقال، أو على تويتر تضاهي حضوري في أيّ مؤتمر، أو في أيّ مهرجان، وسأبشّرك بالخير، هناك مهرجان سيُعقد قريباً لصالح تيّار المستقبل في "البيال"، وأنا سأقدّمه".

لا أؤيّد المصالحة المسيحيّة – المسيحيّة ولا أعارضها!

وعن قراءتها المصالحة المسيحيّة – المسيحيّة ما بين الدكتور سمير جعجع وما بين العماد ميشال عون، قالت: " المسيحيون في لبنان مغلوب على أمرهم، وكي نختصر الإجابة أنا أنتظر الإنتخابات الرئاسيّة كي تحسم من هو الأقوى على الأرض مسيحياً، وتوافقياً. لا أؤيّد هذه المصالحة، ولا أرفضها، ولكنّي أعلم أنّ هناك ظروفاً معيّنة يعيشها المسيحيون، ولذلك عليهم التكاتف، والإتّفاق على مرشّح مسيحيّ موحّد، وقويّ ويفرض نفسه لتحترمه كلّ الأطراف الداخليّة والخارجيّة".

 أحمد الأسير لم يؤذ لبنان بقدر ما أذى حسن نصر الله سوريا

بعد ذلك، سألناها: " بعد إعتداء الشيخ أحمد الأسير على الجيش في عبرا، وبعد محاولته الهروب بطريقة غير شرعيّة عبر مطار بيروت، إلاّ أنّ ماريا معلوف لم تتردّد أن تجلس مع الشيوخ السلفيين الذين يدعمونه، لتدافع عنه وتستفزّ فئة كبيرة من اللبنانيين، لماذا؟"

فأجابت: "هذا تمايزي عن 14 آذار، أجد في الأسير شخصاً مظلوماً، وينتمي إلى فئة معيّنة ليست خطرة على لبنان، لماذا نرى النملة، ولا نرى الفيل، هناك فيل يرسل الفيلة إلى سوريا... لديك حسن نصر الله الذي يُرسل الأسلحة إلى سوريا، ويقاتل ضدّ شعب بأكمله، ترى أحمد الأسير الذي حاول أن يشكّل حركة مناهضة للأحاديّة التهديديّة لكلّ مواطن، وعلينا ألاّ ننسى ما حصل في 7 أيّار من قبل حسن نصر الله ، وحزب المقاولة، تجد أنّ هذا الرجل لم يؤذ لبنان، بقدر ما أذى حسن نصر الله الشعب السوري".

في لبنان نعاقب على أساس الثأر والكيديّة السياسيّة

وتضيف: "صيدا عاصمة ممنوع الإعتداء عليها، وهي مدينة لها خصوصيتها، وفيها بيت الحريري، وفيها قوى سياسيّة وأحزاب، وفيها حركة دينيّة موجودة لم تشكّل خطراً على أحد، وكذلك الأمر في طرابلس، وعرسال... لو كان أحمد الأسير رجلاً يمتلك هذا القدر من الشرّ، ومن النوايا السيّئة، والإستعداد لتخريب البلد، ولضرب الجيش، ولو كان مدعوماً من الخارج، لما حصل له ما حصل، العهر الأساسيّ يكمن في عهر حزب الله، وعهر قيادة حزب الله في قتل الشعب السوريّ، وتدمير سوريا، ونشر الفسق، والسوء. وما جرى في حادثة عبرا مع الأسير، أنّه تعرّض للهجوم، وهو دافع عن نفسه، وهو لا يمتلك المدفعية، ولا سلاحاً جبّاراً، ولو كان يمتلك هذه الإمكانات الخطيرة، لما حاول أن يهرب بهذه الطريقة، أنا لستُ مع ما كان يدور في رأس أحمد الأسير من مخطّطات، وإنّما أنا مع شخص مظلوم يجلس في سجن يُسمّى بسجن الريحانيّة الذي لا تتوفّر فيه أدنى الحقوق لأيّ سجين، حتى ولو كان إرهابياً من الطراز الأوّل، فعندما قابلت "كارلوس" الموجود في السجون الفرنسيّة وجدته يتكلّم على الهاتف، ويأكل جيّداً، ولكنّنا هنا نعاقب الإنسان لأنّه لدينا ثأر، ولدينا كيديّة سياسيّة، ولا ننظر بشكل إنسانيّ، لقد رأيت عائلة الأسير، وقابلت والده، ووالدته، وأخته، ورأيت الشعب الذي يمشي خلفه، ليس هناك أحد منهم يريد تفجير لبنان، ولا أحد يريد إغتيال بطرس حرب، ولا أحد إغتال محمّد شطح. الأسير لا يمتلك هذه القدرة، وكلّ قدرته كانت تتمحور على قول لا لإيران، ولا لولاية الفقيه، ولا لهيمنة حزب الله، ولذلك "راح فيها" الرجل، وكما يقال، وقعت البقرة وكثر سلّاخوها، وأعود لأقول إنّ موقفي مع الأسير هو موقف إنسانيّ لا أكثر ولا أقلّ".

الكثير من الخارجين عن القانون يتخفّون في الضاحية

وعن إتّهامها حزب الله بممارسة الدعارة المقنّعة تحت شعار المتعة، قالت: "نعم هناك شبكة دعارة كُشفت، وهم متورّطون بها، وهناك الكثيرون ممّن لديهم قضايا السرقة والنهب والخروج عن القانون يذهبون للتخفّي في الضاحية الجنوبيّة، وكلّ السيّارات التي تمّ استخدامها للإغتيالات في لبنان، ومنها تلك التي إستخدمت في محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، كان هناك خيوط تدلّ على أنّها خرجت من الضاحية، وهنا لا أعني كلّ أهل الضاحية، لا بل بالعكس، الآن هناك نقمة على سياسة حزب الله، حيث لا يرون سوى التوابيت التي تعود من سوريا، وعلى فكرة ليست كلّ الطائفة الشيعيّة تؤيّد حسن نصر الله، فهناك من هم ضدّ هذا التوجّه، وهناك شيعة تابعون للسيّد فضل الله، وآخرون تابعون للنجف، وآخرون تابعون لقمّ أيّ لولاية الفقيه، ليس كلّ الشيعة يوافقون على سياسة حزب الله في الذهاب إلى سوريا، والمشاركة في الحرب للدفاع عن نظام الأسد، ونحن لا نرى سوى توابيت، ومن المؤكّد أنّ هناك نقمة شعبيّة ستظهر فيما بعد، وهناك أشخاص من قلب الضاحية يوافقونني الرأي أنّ هناك زنديقا يجب ضربه".

تصوير فوتوغرافي: علي كاظم
تصوير فيديو ومونتاج: كارن كيلايتا