إيلاف من بيروت: الإنطباع السائد حتى الآن عن الموسيقار ملحم بركات بأنه سليط اللسان، يهوى "الشو الإعلامي" مستعد لقول أو فعل أي شيء ليبقى في دائرة الضوء، وهو أمر قد يكون مقبولاً ومعتاداً في عالم الفن، شرط أن تعرف أين هي خطوطك الحمر ولا تتعداها.

لكن بركات لم يعد يكتفي بمهاجمة زملائه لغنائهم بلهجات أخرى غير اللبنانية، وإنتقاد هذا أو ذاك، أو إفتعال قصص غرامية مع هذه أو تلك من نجمات الفن والدخول معهن في صراعات كلامية وقضائية، وإنما إنتقل لمرحلة متقدمة من الإستعراض البذيء هذا الصيف إذ قام في أحد المهرجانات بسب بعض اللبنانيين بإبشع الألفاظ وأكثرها بذاءة لأنهم يعرقلون وصول زعيمه المفضل للرئاسة، وعندما رأى أن بذاءاته يحتفى بها من قبل البعض تمادى في غيه ليقوم بسب وطرد مصور تلفزيوني يقوم بعمله في تصوير حفله بمهرجان قرطبا، وعلى الأغلب كان المصور يأخذ لقطات لريبورتاج إخباري تلفزيوني يلقي الضوء على الحدث، أي أنه يقوم بخدمة للموسيقار ولا يضره.

بركات صرخ بعد أن اطلق سيل شتائمه: "هذه حفلات يدفع لها ملايين"، إذن مشكلتك مادية وليست مع المصور إنما مع المتعهد الذي سمح بالتصوير، وحلها الآدمي والطبيعي أن ترسل بطلب المتعهد وتهمس في أذنه بأن يوقف التصوير بكياسة، دون الإعتداء على كرامة الرجل دون مبرر، هذا إن كنت تفهم في الأصول، ولم يشفع للمصور إعتذاره وتوقفه عن التصوير عندما طلب منه ذلك، وللأسف لم ينتصر أي من الجمهور الحاضر للضحية ويستنكر هذا التصرف المشين، بل على العكس قوبل بتصفيق وتهليل وتشجيع.

ملحم بركات أساء الأدب علناً ويحق للمصور مقاضاته، وربما لن يفعل لأنه لا يريد الدخول في متاهات المحاكم والمشاكل، وهنا نسأل وسيلته الإعلامية إن كانت ستنتصر له، وبقية وسائل الإعلام إن كانت ستتخذ موقفاً ضده كأن تقاطع أخباره أو تغطية فعالياته الفنية حتى يقدم إعتذاراً علنياً للمصور والجمهور.

كما نسأل النقابات المعنية إن كانت ستتخذ موقفاً رادعاً ضد الموسيقار الذي لم تعد حركاته "مهضومة" بل " مستهجنة"، أم سيمر هذا السفه مرور الكرام كالعادة؟

 سؤال نضعه برسم نقيبي الفنانين والصحفيين.