"إيلاف" من بيروت: أكد الفنان حسين فهمي الذي ترأس لجنة تحكيم الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أنه لم يتلقَ بشكلٍ رسمي اتصالاً بشأن ترشيحه للعودة إلى رئاسة مهرجان القاهرة مجدداً، مؤكداً على أنه كان يعلم بتقديم رئيسة المهرجان الدكتورة ماجدة واصف استقالتها من منصبها قبل انطلاقه بأسبوعين تقريباً، لكنه فوجئ بالإعلان عنها خلال فاعلياته.

وأضاف في مقابلة مع "إيلاف" أنه وافق على العمل رئيساً للجنة تحكيم المسابقة الدولية لأنه لا يستطع رفض العمل في هذا المهرجان، وبغض النظر عن المناصب. مشيراً إلى أن المناقشات داخل لجنة التحكيم تسير بطريقةٍ سلسلة وبشكلٍ راق لوجود خلفيةٍ ثقافية وخبرة سينمائية لدى جميع أعضائها المؤهلين للتقييم. لافتاً إلى أن تواجده على رأس لجنة التحكيم لا يعني سوى أنه له صوتين فقط عند الإحتكام للأصوات، لكنه لا يفرض إملاءات على الأعضاء أو يحسم الجوائز.



وأشار إلى أن المهرجان بالرغم من الصعوبات التي أقيم فيها إلا أنه نجح في استقطاب عدداً من الأفلام المهمة عربياً وعالمياً مؤكداً على أنه حرص على الإعتذار للمخرج هاني أبو أسعد عن المشكلة التي تعرّض لها فيلمه في عرضه الأول عقب حفل الإفتتاح، وهو الإعتذار الذي تفهمه بشكل كامل ولم يبدِ أي اعتراض خاصةً لحبه للسينما المصرية.

وأكد أن الحادث الإرهابي الذي تعرّضت له مصر لم يكن مبرراً لإطلاق دعوات لوقف المهرجان، لأن هذا الأمر حدث قبل ذلك في دورات عدة، وفي كل مرة لم يكن المهرجان يتوقف. مشيراً إلى أن من يطلقون هذه الدعوات لا يعرفون عن المهرجان إلا مع بدايته ونهايته فقط، ولا يجيدون التعامل مع صناعة السينما بشكلٍ احترافي.
وأشار إلى أن وجود رعاة للمهرجان أمر طبيعي في ظل نقص التمويل المستمر، لكن في الوقت نفسه كان هناك أخطاء حدثت من قبل قنوات dmc الراعية للمهرجان هذا العام، وفي مقدمتها طريقة التعامل مع النجوم على السجادة الحمراء ومنع المحطات الفضائية من التسجيل معهم، بالرغم من ان المهرجان مصري ويجب أن يكون متاحاً لكافة المحطات المصرية والعربية أيضا. لافتاً إلى أن بعض الأخطاء حدثت لأنهم يديرون المهرجان للمرةِ الأولى، وهناك الكثير من الأمور التي لم يتم إستدراكها سريعاً.


"فهمي" الذي ترأس المهرجان لمدة 4 دورات، اعتبر أن الميزانية الضئيلة طوال الوقت هي العائق الأساسي أمام تقدمه. خاصةً أن المخصصات المالية المباشرة من وزارة الثقافة لم تعد تكفي مقارنةً بالميزانيات التي يتم رصدها من الجهات الممولة لباقي المهرجانات السينمائية التي تندرج في نفس الفئة الدولية الخاصة بمهرجان القاهرة، مشيراً إلى أنه كان يضطر للجوء إلى الرعاة والتواصل مع الوزارات المختلفة للحصول على تسهيلات منهم ليتم توجيه الميزانية لأوجه إنفاق أخرى.

ويعترف فهمي بأن مهرجان القاهرة تأثر في السنوات الماضية سلباً بالأحداث السياسية وتحديداً منذ العام 2011 في وقت نمت فيه مهرجانات أخرى وقطعت أشواطاً في محاولة لمجاراة المكانة التي وصل إليها مهرجان القاهرة مؤكداً على أن صنّاع السينما المصريين لديهم رغبة حقيقة في الحفاظ عليه، ووجودهم هذا العام يؤكد حرصهم على الاهتمام به ودعمه.


وشدد على ضرورة أن عودة السوق الذي كان يقام على هامش فاعليات هذ الحدث، لأنه سيساهم في الترويج للمهرجان خارجيا. مشيراً إلى أنه عندما تولى المهرجان حصل على تخفيض بالجمارك الخاصة بمعدات التصوير التي تدخل من خلال السوق وكان صنّاع السينما يستفيدون بشراء هذه الكاميرات.
وأكد على أنه يرفض بشكلٍ كامل أن تتدخل الدولة في صناعة السينما لأن التجارب السينمائية التي قامت بها الدولة في الستينات لم تكن جيدة والأفلام التي قامت بإنتاجها لم تنجح. مشيراً إلى ضرورة توفير تسهيلات لصنّاع الأعمال السينمائية بدلاً من التدخل المباشر في الإنتاج وسيكون أثر التسهيلات إيجابياً ليس فقط على السينما المصرية ولكن قد ينجح في جذب صنّاع السينما العالمية لتصوير أعمالهم في مصر.

وحول مشروعه الدرامي الجديد "خط ساخن" عبّر فهمي عن سعادته بالتجربة التي انطلق تصويرها مؤخراً، مؤكداً على أنه طلب من المخرج حسني صالح تأجيل مشاهده لحين انتهاء المهرجان، لأن هناك استحالة لمشاركته في التصوير بالتزامن مع مهامه كرئيس للجنة تحكيم المسابقة الرسمية.