في اليوم ما قبل الأخير للمعرض الدولي للكتاب والنشر في الدار البيضاء، الذي يختتم أعماله غدًا الأحد، كان للممثلة المغربية جليلة التلمسي، موعد مع الصغار، في إطار فقرة "نجم وحكاية"، ضمن فعاليات برنامج إبداعات الطفل.

إيلاف من الرباط: وسط الشغب الجميل للصغار، القادمين اليوم السبت من مختلف أنحاء المملكة، اختارت التلمسي حكاية "الأمير الصغير"، لسردها على مسامعهم، بصوتها الذي يتميز بنبرة جذابة، وسافرت بهم في عوالم من الخيال.

قالت إن وراء كل حكاية موجّهة إلى الأطفال أكثر من رسالة يتعيّن استيعابها للاستفادة منها في مواجهة متطلبات الحياة، بكل ما تفرضه من تحديات قد تواجه المرء في مختلف مساراته الدراسية والمهنية والاجتماعية.

رفيق لا يمكن الاستغناء عنه
لم يفت التلمسي أن تطرح موضوعًا من الأهمية بمكان، هو القراءة بالنسبة إلى الطفل، ودورها في تغذيته فكريًا وعلميًا ووجدانيًا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن وسائل التكنولوجيا الحديثة، "حاربت الكتاب"، على حد تعبيرها، رغم أنه المصدر الأساسي لنور المعرفة.

وبنوع من الإصرار، أكدت أن الكتاب ضروري، ولا يمكن أبدًا الاستغناء عنه، ويعني لها الشيء الكثير، ولذلك تحرص على أن تجعل بنات أختها يتخذن منه نعم الرفيق والأنيس في جلساتهن، وفي أوقات فراغهن.

أعطت التلمسي المثال بنفسها لكونها كثيرًا ما تقود سيارتها، وفي الوقت نفسه تعطي إصغاءها إلى الكتب الصوتية المسموعة المسجلة بطريقة تقنية وفنية تغري بالمتابعة والإنصات.

في هذا السياق، أوضحت للأطفال أن هناك، إضافة إلى الكتاب المطبوع، تطبيقات عبر الانترنت، تسمح لهم بالإبحار في آفاق المعرفة الثقافية من خلال تسجيلات الكتاب المسموع، بما ينمّي قدراتهم الفكرية وثقافتهم العامة.

زمن الشغب
وبعدما ركزت على أهمية الخيال في تكوين شخصية الطفل، عبر التحفيز على القراءة، دعت الصغار الحاضرين إلى تجريب قراءة القصص حتى منتصفها، ثم إغلاق الكتاب ومحاولة استكمال الأحداث عن طريق تمرين في الكتابة، قد يؤدي إلى اكتشاف المواهب الأدبية الكامنة في نفوسهم، والتي قد لاتحتاج سوى صقلًا ، للإعلان عن نفسها.

وفي فقرة الأسئلة، وبخصوص الأخطاء التي ارتكبتها في صغرها، وعوقبت عليها، ردت بالقول إنها كانت طفلة جد مشاغبة، ولا تتردد في "الخربشة" على الجدران، قبل أن تكفّ عن ذلك بتوجيه من الأسرة والمدرسة، داعية الصغار الى ضرورة الاستماع إلى تعليمات الآباء والأمهات والمؤطرين التربويين، تفاديًا لكل الأخطاء الممكنة.

وسئلت الممثلة التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، وهي ابنة مدينة أسفي (جنوب الدار البيضاء)، وخريجة المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بالرباط: "لماذا اخترت التمثيل؟"، فكان جوابها بكل اختصار: "لأنه الميدان الوحيد الذي أحبه، وقد وضعته نصب عيني منذ أن بدأ وعيي في التشكل والتكوين".

حلق شعر الرأس بالكامل
استجابة لطلب الصغار الذين ألحّوا عليها أن تغني لهم أغنية، من اختيارها، رددت بمعيتهم، وبشكل جماعي، أغنية المطربة اللبنانية فيروز،"تك تك يا إم سليمان، تك تك جوزك وين كان، تك تك كان بالحقلي، عم يقطف خوخ ورمان".

وتعتبر جليلة التليسي أول ممثلة مغربية عمدت إلى حلق شعر رأسها بالكامل، للقيام بدور سينمائي كان يفترض فيها أن تتخلى عن أنوثتها، لتجسد شخصية شاب، في فيلم "أندرومان، من فحم ودم" للمخرج عز العرب العلوي، وفازت عنه بجائزة أفضل دور نسائي في المهرجان الوطني للسينما في مدينة طنجة (شمال المغرب)، وجائزة أحسن ممثلة، في مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط، في الاسكندرية، والمهرجان الثقافي المغاربي للسينما في الجزائر.