"إيلاف" من القاهرة: تشهد الدراما الرمضانية ارتباكاً واضحاً لعدد من صنّاعها بسبب الإنسحابات التي تشهدها بعض الأعمال في لحظاتٍ حرجة، علماً بأن بعض المسلسلات قد بدأ التصوير رغم إنجاز حلقة واحدة من السيناريو. 
وعلى ما يبدو فإن الاضطراب سيكون العنوان الرئيسي لعدد ليس بالقليل من الأعمال الدرامية الرمضانية، فبالرغم من التحضيرات والإعلانات المسبقة عن فريق العمل لأكثر من مسلسل هناك أكثر من عمل بدأ صنّاعه بتصويره قبل انتهاء كتابة السيناريو الخاص به. على عكس ما حصل مع مسلسل "الجماعة 2" الذي تسلم مخرجه شريف البنداري الحلقات كاملة قبل بداية تصويره بأكثر من شهرٍ من مؤلفه السيناريست وحيد حامد.


هربانة منها
وأبرز هذه الأعمال التي تعيش ارتباكاً واضحاً هو مسلسل "هربانة منها" الذي تعود من خلاله الفنانة ياسمين عبد العزيز للدراما التليفزيونية بعد غيابٍ طويل. وهو تجربتها الأولى بالبطولة الدرامية بعد عدة بطولات سينمائية ناجحة. حيث انطلق أمس بتصوير المسلسل في شوارع القاهرة بعدد من المشاهد الخارجية علماً أنه تم تغيير فكرة العمل خلال آخر أسبوعين بعد انسحاب الفنان تامر حسني والإكتفاء بالمخرج والكاتب خالد جلال لمواصلة كتابة العمل بالتزامن مع التصوير الذي يتم تحت إدارة المخرج معتز التوني.

واحة الغروب
أما مسلسل "واحة الغروب" فقد تسبب بخلافٍ في الرأي بين السيناريست مريم نعوم والمخرجة كاملة أبو ذكرى بعد أن اتضح عدم اكتمال السيناريو الذي انتهت فقط 16 حلقة منه، بالرغم من أن تصوير العمل قد انطلق قبل 4 أشهر كاملة. وهو ما يعني أن مخرجته بدأت التصوير مع تسلمها أقل من 10 حلقات. علماً بأنه مشروع مؤجل منذ عامين لكثرة التحضيرات، وأماكن التصوير التي يحتاجها العمل.

على سلم الخدامين
وتكرر الأمر نفسه مع الفنانة يسرا التي شهد مسلسلها "على سلم الخدامين" أزمات عدة كادت أن تطيح بدخوله السباق الرمضاني. حيث انسحب السيناريست محمد رجاء وأسندت مهمة متابعة كتابته مع السيناريست إياد عبد المجيد والكاتب هيثم دبور. علماً أن ترشيحات فريق العمل لم تكتمل إلا قبل انطلاقة التصوير بأسبوع.


قاسم
ويشرح الناقد محمود قاسم لـ"إيلاف" عن هذه الظاهرة غير المألوفة في الإرباك الجماعي بتحضير الأعمال، أن جزء من مشكلة الدراما الرمضانية هو الاعتماد على تسويق الأعمال بأسماء النجوم دون التركيز على المحتوى أو باقي عناصر العمل. مشيراً إلى أن التقيد بالعرض في رمضان والإسراع في هذا الأمر يؤدي أحيانا لنتائج عكسية لدى بعض الأعمال.
ولفت إلي أن صنّاع الدراما اعتادوا على هذا الأمر وتعديل الأحداث درامياً خلال التصوير والإستعانة بوحدات تصوير إضافية لإنجاز المسلسلات بوقتها، مؤكداً على أن خطأ المنظومة يحتاج إلي إصلاح جذري في آليات العمل.