أحد أجزاء التمثال

عُثر على تمثال، يُرجح أنه للملك رمسيس الثاني، مكسورا إلى أجزاء كبيرة

أعلنت وزارة الآثار المصرية اكتشاف تمثالين فرعونيين، أحدهما يرجح أنه للملك رمسيس الثاني، والآخر للملك سيتي الثاني، في منطقة المطرية، شرق العاصمة القاهرة.

ويعود التمثالان لعصر الأسرة التاسعة عشر، وعثر عليهما في محيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني، الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة.

وقد تدول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور لانتشال تمثالين أثريين باستخدام جرافات آلية، وأصدرت وزارة الأثار المصرية بيانا ردت فيه على انتقادات لاستخدامها جرافة في انتشال الآثار.

وأوضح رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عفيفي، أن التمثال الثاني، الذي يرجح أنه للملك رمسيس الثاني، عُثر عليه مكسورا إلى أجزاء كبيرة. وهو مصنوع من حجر الكوارتز، ويبلغ طوله حوالي ثمانية أمتار.

وقال عفيفي إنه لم يتم رفع التمثال، ولكن جزء من رأسه، باستخدام الرافعة نظرا لثقل وزنه، وذلك بعد تدعيم الكتلة بواسطة العروق الخشبية وألواح الفلين لفصلها عن الجسم المعدني للرافعة. كما تم رفعها مع كمية كبيرة من التربة الطينية التي كانت تحيط بها.

وأُجريت أعمال الحفر والتنقيب بالتعاون مع البعثة الأثريةالمصرية-الألمانية المشتركة. وعُثر على الجزء العلوي من تمثال بالحجم الطبيعي الملك سيتي، وهو مصنوع من الحجر الجيري.

وأضاف عفيفي أن "باقي أجزاء التمثال ما زالت موجودة بالموقع وجار دراسة كيفية رفعها".

وتابع قائلا إن الرفع تم تحت إشراف مباشر من الأثريين والمرممين المصريين والألمان العاملين بالموقع، نظراً "لوجود التمثال غارقاً في المياه الجوفية بأرض طينية".

وأكد رئيس البعثة الألمانية، ديترش رو، أن الجزء الذي رُفع من التمثال لم يُمس بسوء، ولم يتعرض للخدش أو الكسر، كما أُشيع في مواقع التواصل الاجتماعي، بل في حالة جيدة.

التمثال داخل رافعة

دُعمت الكتلة بواسطة العروق الخشبية وألواح الفلين لفصلها عن الجسم المعدني للرافعة

وقال رئيس الفريق المصري بالبعثة الألمانية، الدكتور أيمن عشماوي، إن التمثال لا يوجد عليه أية نقوش تحدد صاحبه من الملوك، "إلا أن وجوده أمام بوابة الملك رمسيس الثاني يرجح أنه يعود إليه". وتستمر أعمال التنقيب لاكتشاف باقي أجزاء التمثال.

وكان معبد أون، موقع اكتشاف التمثالين، من أكبر المعابد بمصر القديمة، إذ بلغ حجمه ضعف معبد الكرنك بمدينة الأقصر. لكنه تعرض للتدمير خلال العصور اليونانية الرومانية، ونُقلت العديد من المسلات والتماثيل التي كانت تزينه إلي مدينة الإسكندرية وأوروبا. كما استخدمت أحجاره في العصور الإسلامية في بناء القاهرة التاريخية.

ومن المقرر نقل التمثالين إلى المتحف المصري الكبير، وترميم التمثال المرجح أنه للملك رمسيس الثاني، ليكونا ضمن المعروضات عند افتتاح المتحف جزئيا خلال عام 2018.