"إيلاف" من القاهرة: تواصلت أمس تداعيات الأزمة التي ظهرت للعلن قبل ساعاتٍ من الحفل الذي كان يُفترَض إقامته مساء أمس بشرم الشيخ وتنظمه الإذاعة المصرية التي سبق وأطلقت حملة ترويجية له تحت عنوان عودة حفلات "أضواء المدينة". وهي السهرات التي كان يحييها كبار الفنانين وتوقفت قبل نحو 20 عاماً، علماً بأن الأزمة وصلت للإعلام مع إعلان الفنانة أنغام عبر صفحتها على "فيسبوك" انسحابها من الحفل في ساعةٍ مبكرة من صباح أمس.
وتقرر إحالة رئيس الإذاعة المصرية ونائبتها إلى التحقيق بعد قرار إلغاء الحفل الذي اتُخِذَ قبلها بساعات، علماً بأن بعض من أعضاء الفرقة الموسيقية المصاحبة للفنان وائل جسار وصلوا بالفعل لكنه لم يتحرك من مطار بيروت حيث كان يفترض أن يصل إلى القاهرة قبل ساعاتٍ من الحفل ويستقل بعدها طائرة إلى مطار شرم الشيخ.


نقابة الموسيقيين والإذاعة
ورحبت نقابة الموسيقيين بقرار الفنانة أنغام بالإنسحاب في بيانٍ أصدرته على خلفية عدم تسديد الرسوم النسبية للنقابة عن الحفل والتي كان يُفترَض أن يتم تسديدها قبل أيامٍ من موعده، فيما أصدر إتحاد الإذاعة والتليفزيون بياناً أكدت فيه أن الإذاعة المصرية اتفقت مع منظم الحفلات وليد منصور على تنظيم الحفل وتقاضي من الجهات الراعية مبلغ 675 ألف جنية للتعاقد مع الفنانين وحجز تذاكر الطيران والإقامة، إلا أنهم فوجئوا بما كتبته أنغام عبر صفحتها على "فيسبوك" وهو ما دعا وائل جسار أيضاً للإنسحاب من الحفل.
وقالت رئيسة الإذاعة المصرية، نادية مبروك، أن أنغام أخبرتها في رسالةٍ صوتية أنها لم تحصل على المستحقات وأنها لم تتعاقد مع الإتحاد وعلاقتها بالحفل كانت من خلال منظم الحفل وليد منصور مشيرةً إلى أن قرار إلغاء الحفل جاء بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم مع وعد بتصحيح الخطأ وإقامة الحفل في وقتٍ آخر.

منصور
من جانبه، قال وليد منصور، أن الحفل كان مقرراً إقامته فى "بورتو شرم" فيما عمل رجل الأعمال منصور عامر على تسهيل كافة التفاصيل وتذليل العقبات لإقامة هذا الحدث بوازعٍ وطنى كبير. حيث قام بتوفير مكان الحفل وتحمّل كافة التكاليف الخاصة بالتجهيزات من مسرح وصوت وإغضاءة وتأمين، إلا أنهم فوجِئوا بامتناع الإذاعة عن استكمال باقي المستحقات المادية والمبالغ الخاصة بأجور الفنانين وحجز تذاكر الطيران والتي تتجاوز مبلغ 800 ألف جنيه مصري؛ مع المحاولة لتأجيل دفعها إلى الأسبوع القادم. وهو الأمر الذى قوبل برفضٍ شديد من مديري أعمال الفنانين أنغام ووائل جسار، وذلك لأنه جرت العادة على حصول الفنان على أجره وأجر فرقته الموسيقية كاملاً قبل الحفل.
وأضاف أن فرقة الفنان وائل جسار الموسيقية وصلت صباح الأربعاء 29 مارس من أجل إحياء الحفل. وتوجه الفنان وائل جسار إلى مطار "رفيق الحريرى" للقدوم إلى مصر، وتمت محادثة تليفونية بين الأطراف الثلاثة "وليد منصور والسيدة أمل مسعود والسيد عبده كاسب" قبل تحرك الفنان وائل جسار من لبنان سأل مدير أعماله خلالها عن كيفية الحصول على باقي المستحقات الخاصة بالفرقة والفنان وهي مبلغ 25 ألف دولار الجزء المتبقى من مستحقاته، وفوجئ السيد عبده كاسب بأن الإذاعة سوف تقوم بتسديد جزء من المبلغ على أن يسدد باقي المبلغ في الأسبوع المقبل. وهو الأمر الذى رفضه مدير اعمال الفنان ليعود "جسار" إلى منزله من جديد ويلغي الرحلة بناءً على تلك المكالمة.
وأشار إلى أنه تمت محاولات عديدة لتسليم المستحقات الخاصة بالنجم وائل جسار قبل قدومه إلى القاهرة كما وعدت السيدة أمل مسعود نائب رئيس الإذاعة، إلا أنها لم تقم بتسليمنا أية مبالغ فقرر النجم وائل جسار الإعتذار عن الحفل.


وأضاف أنه فيما يخص موقف أنغام والتى كان محدداً سفرها مساء 29 مارس الساعة الحادية عشر مساءً، فتمت مكالمة بين تامر عبد المنعم مدير أعمال أنغام والسيدة أمل مسعود ووليد منصور من أجل حصول أنغام على باقي مستحقاتها عن الحفل والتي تتجاوز 70% من أجرها. وأخبرنا السيد تامر عبد المنعم بضرورة حصوله على كافة مستحقاته قبل الحفل وهو الأمر الذى لم يحدث. فقرر هو الأخر الإعتذار عن الحفل لحين استكمال مستحقاته المادية عنه. خاصةً وأن فرقة الفنانة أنغام تزيد عن 40 عازف وهو ما لا يمكن معه تأخير مستحقاتهم إلى ما بعد الحفل.
وعبّر وليد منصور عن دهشته من البيان الذى أصدره التليفزيون خاصةً وأنه قام بتنفيذ كافة التزاماته تجاه الحفل مؤكداً أن التليفزيون كان من المفترض أن يدفع مبلغ مليون و500 ألف جنيه، إلا أن المبلغ المدفوع وصل إلى 650 ألف جنيه فقط من الرعاة الرسميين للحفل وكان يتبقى مبلغ 800 ألف جنيه يجب دفعهم قبل إقامة الحفل.
وأكد أن التليفزيون لم يقم بالدور المنوط به فى الحفل بخلاف عدم تسديد مستحقات النجوم والفرق الموسيقية، حيث كان من المفترض أن يقوم بإعفاء الحفل ضريبياً من رسوم "ضريبة الملاهي"، وكذلك لم يقم بدفع الرسوم المقررة من نقابة الموسيقيين عن مشاركة الفنانين الحية. وتم تحرير محضر ضد التليفزيون بذلك لأنهم لم يقوموا بتسديد الرسوم، كما كان هناك مماطلة كبيرة من التليفزيون في الحصول على تصاريح تأمين الحفل من وزارة الداخلية وهو الأمر الذي لم يتم إلا صباح يوم الحفل.
وأشار إلى أن أنغام ووائل جسار أكدا له على حرصهما على إحياء الحفل في وقتٍ لاحق بنفس المقدّم الذى حصلا عليه نظير الحفل على أن يتم دفع باقي مستحقاتهما كاملة قبل الحفل بثلاثة أيام. وذلك حرصاً منهما على عودة "ليالى أضواء المدينة".