"إيلاف" من بيروت:أحدثت الإستاذة الجامعية للأدب الإنجليزي في جامعة السويس منى برنس ضجة كبيرة في مصر بعدما نشرت عبر صفحتها الخاصة على "فيسبوك" مقطع فيديو تؤدي فيه رقصةً شرقية. 
وفيما تباينت ردود الفعل بين الطلاب وأساتذة الجامعة انقسم رواد مواقع التواصل الإجتماعي بين "الجلاد والمحامي" عن الدكتورة وسط وجهتي نظر متناقضتين تحاكيان التناقض في المجتمع المصري والعربي الذي لا يقيم وزناً للحريات الشخصية في غالب الأحيان". فالبعض يرى في نشرها لرقصتها الشرقية بالفيديو وصورها السابقة بملابس السباحة أمراً طبيعياً تمارسه في حياتها اليومية، فيما يتشدد آخرون برفض هذا التصرف باعتباره معيباً بمسلك أستاذة ومربية يجب أن تكون قدوة صالحة للأجيال الطالعة.

وسط هذا الجدل المحتدم على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، ذكرت بعض الوسائل الإعلامية المصرية أن "الجامعة" قررت إحالة الأستاذة على التحقيق. فيما أعلن حزب "العيش والحرية" في محافظة السويس، تضامنه الكامل معها مطلقاً الوسم #تضامنوا_مع_الدكتورة_منى ، بينما نُقِلَ عن "برنس" تمسكها بحقها بالتصرّف بحرية على مواقع التواصل وحياتها اليومية. حيث قالت رداً على التهديدات بإيقافها عن العمل، أنّ بعض الأساتذة في جامعتها قد استغلوا تلك الواقعة، وحرّضوا الطلاب ضدها".

والجدير ذكره أنها في حديثها ضمن برنامج "العاشرة مساءً" على قناة "دريم" مع الإعلامي وائل الإبراشي، اتهمت عدداً من أساتذة الجامعة" بـ "التحرّش جنسياً بالطالبات"، موضحة أنّ "وقائع تحرّش الأساتذة بالطالبات معروفة جداً... ومش جايبة الكلام ده من عندي... ده كلام من الطالبات أنفسهن، ولكنّني لن أذكر أي أسماء". وأضافت: "الفيديو الذي نُشِرَ على المواقع الإلكترونية كافة، يتعلق بحياتي الخاصة، والجامعة تحاسب المدرّس أو الأستاذ على مستوى التدريس والأداء، وليس من حقها التدخل في الحياة الخاصة".


وفيما ضجت صفحتها بالمواقف الداعمة لها، نشرت بدورها المقالات المدافعة عنها، وكتبت تدوينة عبر "فيسبوك" شكرت فيها كل المتضامنين معها، مشيرةً إلى احترامها لكل الآراء المختلفة، قائلة: "مشروعي المقبل، زي ما كتبت قبل كده هو ترجمة رواية أليس ووكر (اللون القرمزي)... وهذا حلم عمر بالنسبة لي... وهبتدي آخد الخطوات لتحقيق الحلم ده... في نفس الوقت، هاخد كل الخطوات القانونية المتبعة الخاصة بموضوع الصور والفيديو... الجامعة... ربنا معاكو".


واللافت أن أحد المدافعين عنها قد استغرب الهجوم عليها بسبب صورها بثوب السباحة، ونشر في معرض توضيحه لرأيه بالحرية الشخصية صوراً للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ثوب السباحة وكتب معلقاً: "الحمدلله المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مش استاذة في جامعة السويس وإلا كانوا زمانهم بيحاكموها بتهمة ارتداء المايوه وإفساد الطلبة والطالبات وتشويه صورة الجامعة! كل التحيّة والتقدير للمستشارة الألمانية السيدة انجيلا ميركل <3 #متضامن مع الدكتورة Mona Prince 

يبقى السؤال أين الخطأ بظهور أستاذة جامعية بفيديو تظهر فيه محتشمة بعباءة وترقص لتعبّر عن لحظة فرح وانسجام مع أغنية وموسيقى في أواقتها الخاصة؟ فهل بينكم من لا يرقص بلحظة فرح؟! وهل بات المرء أسير مهنته في أروقة منزله أيضاً؟ أم أن الأستاذ غير المهندس والطبيب ولا يحق له التعبير عن فرحه؟ مهلاً، فلنسأل أنفسنا: هل كانت هذه الأستاذة مبتذلة قي أداء رقصتها أم أنها عبّرت حرية شخصية بعباءة محتشمة؟! ألا ترقص الوالدة أمام أبنائها ومعهم لترفه عنهم؟ أم أن السمعة تموت في لحظة غضب جماهيري من مشهد طبيعي هناك من لا يتقبله؟ ....وإلى متى ستحكم الآراء الشخصية على الآخرين لتُطلِق عليهم أحكاماً بالإعدام المهني لصالح قناعات شخصية؟!