"إيلاف" من القاهرة: إستقبلت دور العرض العالمية مؤخراً فيلم الرسوم المتحركة الأمريكي THE BOSS BABAY الذي تدور أحداثه حول الطفل تيم صاحب الخيال الواسع والرضيع بوس صاحب الطبيعة غير المعتادة، وهو الفيلم الذي تربّع على عرش إيرادات السينما الأميركية.


الفيلم هو حكاية من مخيلة راوي لا يمكننا الوثوق فيه، فهو اسمه تيم ويبلغ من العمر 7 أعوام، ويعيش مع والديه تيد وجانيس في سعادة ومرح لدرجة جعلته يتمني أن يبقوا هم الثلاثة فقط معاً للأبد، ولكن يوماً ما وجد تيم طفلاً رضيعاً يرتدي بذلة رجال أعمال في منزلهم، وبعد أن سأل والديه قالا بفخر إنه أخيه الصغير.
يشعر تيم بالحقد والحسد من هذا الرضيع خاصةً لأنه جذب انتباههما، وأصبحا يهملان تصرفاته غريبة الأطوار، ويحاولان دائماً إقناعه بأنهما سيكبران سوياً ويحبان بعضهما البعض.
بالتدريج يعرف تيم أن هذا الرضيع ليس عادياً، فهو يمكنه التخاطب كالبالغين، ويطلق على نفسه الرضيع الزعيم (The Boss Baby)، مما دفعه لأن يفكر في طريقة للتخلص منه عن طريق تسجيل اجتماع بين الرضيع وأصدقائه الصغار، ويناقش الرضيع من خلالها أفكاراً مثل كيف أصبحت الكلاب تحظى بالكثير من الحب أكثر من الأطفال الرضع، ولكن ينكشف أمر تيم أثناء تسجيل الاجتماع ويمسك به الأطفال الرضع بعد مطاردة عنيفة، لم ينتهِ أمر الشريط المُسجل إلا بعد قام الرضيع الزعيم بتهديد تيم بتمزيق دميته المفضلة، وفي النهاية تمت معاقبة تيم من قبل والديه لسلوكه أثناء المطاردة.


مع الوقت يبدأ الرضيع الزعيم (بوس) بالتعاون مع تيم، فيشرح له أنه في مهمة لكي يعرف لماذا الكلاب الصغيرة تحظى باهتمام وحب أكثر من الأطفال الرضع، وأنه قد تسلل للعيش مع تيد وجانيس لأن والديه الحقيقيين يعملان في شركة الكلاب الصغيرة (بوبي)، والتي ستطلق جرواً جديداً لعملائها في اليوم الذي يفترض فيه أن يأخذ الموظفين أطفالهم للعمل.
إنه رضيع يتمتع بذكاء فائق، والسر في هذا أنه يشرب حليب سري يسمح للرضع بالتصرف كالبالغين، لكنه سوف يعود كرضيع عادي إذا لم يشربه لفترة معينة، وهو يأمل أن ينال ترقية قبل أن تطلق شركة بوبي جروها الجديد والذي سيكون اسمه "الجرو الأبدي".
ومع تطور الأحداث نعلم أن فرانسيس رئيس شركة بوبي كان يعمل رئيساً لشركات الرضّع، ويعد أن تم طرده يحاول الآن الانتقام، ويسافر تيم وبوس إلى لاس فيجاس لمحاولة إيقاف فرانسيس الذي يخطف والدي تيم ويحبسهما، وسيكون على بوس وتيم تحرير والديهما وإفساد مخطط فرانسيس واستعادة أسرتهما.



الكتاب الذي أثر في "ماكجرات"
فيلم The Boss Baby مأخوذ من كتاب مصوّر يحمل نفس الاسم للكاتبة مارلا فرازي عام 2010، وقد حصل الفيلم على عدة جوائز وتم تصنيفه ضمن أفضل الكتب مبيعاً وفقاً Indie Bestseller List، وأيضاً كأفضل كتاب للأطفال عام 2010 وفق موقع A Publisher's Weekly، كما نال الفيلم إشادة النقاد.
ويقول مخرج الفيلم توم ماكجراث عن الكتاب "كتاب مالا قد أخذ انتباهي منذ أن قرأته، 30 صفحة من السحر، لم أكن أعلم مدى شعبية الكتاب وأنا أقرأه، ولكنه حقاً أعادني لطفولتي ولعائلتي، وبجنون ركلني إلى الخيال الواسع أفكر في كم سيكون الأمر رائعاً لو تحوّل هذا الكتاب إلى فيلم طويل".


الفيلم ونوستالجيا الآباء
وعن الحالة التي ستصيب الجمهور عقب مشاهدة الفيلم يقول المخرج "أعتقد أن الآباء عندما يشاهدون هذا الفيلم سيشعرون بالنوستالجيا، لأنهم سيحظون بتفاصيل جميلة تذكرهم بطفولتهم الخاصة".

نايتو
ويقول منتج الفيلم رامزي نايتو "القصة هي أشبه كثيراً بقصتي، فقد كان لديّ شقيق عمره 7 سنوات، وكان غيوراً جداً بسببي، ولقد ساعدني هذا في الربط بين الشخصيتين"، ويتابع نايتو عن الفيلم قائلاً "الفيلم ليس مضحكاً ومسلي فقط، فالرحلة تأخذكم لمستويات عاطفية مختلفة، فبينما يجلب الطفل الرضيع الفوضى لعائلة تيم، يعلمهم الكثير من القيم والمبادئ عن ما هو حقاً ضروري بالنسبة لهم".
مكولرز
ويقول مايكل مكولرز سيناريست الفيلم "لم يكن هناك الكثير من الأفلام التي تستعرض المشاعر الداخلية للأخ الأكبر عندما تحظى عائلته بطفلٍ جديد، ففكرة الفيلم عن تقاسم الحب بدرجة تجعله أكبر من الغيرة التي قد تنشأ في صدور الأطفال".


الشخصيات والأداء الصوتي
عن شخصية فرانسيس التي تحاول الانتقام يقول النجم ستيف بوشيمي "كنت أحاول الانتقام من خلال إطلاق الكلب الخالد الذي سيحظى بكل الاهتمام، ولكن المشكلة الوحيدة أنه يحتاج إلى لبن الطفل السري ليظل صغيراً دائماً"، ويتابع قائلاً "وفقاً للأحداث سيضطر فرانسيس لسرقة اللبن السري، وهذا ما سينتج عنه مطاردة ممتعة بينه وبين بوس وتيم".
يقوم النجم توبي ماجواير بدور تيم الكبير، ويعلق على أداء بالدوين "فكرة أن يقوم بأداء الطفل الزعيم النجم أليك بالدوين في غاية المتعة والإثارة".
وفي الوقت نفسه يتعاون أليك بالدوين مع شركة Dreamworks للرسوم المتحركة للمرة الثالثة، حيث سبق لهما التعاون سوياً في فيلمي Madagascar: Escape 2 Africa عام 2008 وفيلمRise of the Guardians عام 2012.
ظهر النجم أليك بالدوين في مسلسل Friends كضيف شرف في إحدى الحلقات مع النجمة الكوميدية ليزا كودرو سنة 1994، ليكون تعاونهما بعدها بعد 23 عاماً من خلال فيلم The Baby Boss.


الموسيقى التصويرية وهانز زيمر
إختارت الشركة الموسيقار هانز زيمر، والذي بجانب حصوله على 8 ترشيحات لجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية كان أشهرهما فيلمي Interstellar وInception لم يحصل على الجائزة إلا عام 1995 عن فيلم الرسوم المتحركة The Lion King. وتعاون مع زيمر في موسيقى الفيلم الموسيقار ستيف مازارو الذي قدم معه الكثير من الموسيقى التصويرية.

بلغت التكلفة الإنتاجية للفيلم 125 مليون دولار، وهو أول فيلم تحريك تقدمه DreamWorks في 2017، ويحتل رقم 34 ضمن أفلام الستوديو، وقد حصلت أفلام DreamWorks على جائزتي أوسكار أفضل فيلم تحريك عن فيلمي Shrek عام 2001، وفيلم The Curse of the Were-Rabbit عام 2005، بينما حصد الستوديو 11 ترشيح للجائزة نفسها.

الفيلم من إخراج: توم ماكجراث، سيناريو مايكل مكولرز عن كتاب يحمل نفس الاسم للكاتبة مارلا فرازي، بطولة: أليك بالدوين، ستيف بوشيمي، توبي ماجواير، ليزا كودرو ومدة عرضه 98 دقيقة