"إيلاف" من سيدني: لم تتردد الممثلة المكسيكية كيت ديل كاستيلو في الحديث عن "ال تشابو" والسياسة والفساد ووضعها القانوني والمكسيك خلال زيارتها إلى مدريد للترويج للمسلسل التلفزيوني "صعب المراس"، الذي تؤدي فيه دور السيدة الأولى. فمنذ أكثرمن عام لم تطأ قدمي هذه الممثلة البالغة من العمر 44 عاماً أرض بلدها المكسيك، خوفاً من أن يتم توقيفها، بسبب الأمر بإلقاء القبض عليها الصادر عن السلطات القضائية المكسيكية، باعتبارها متهمة بالإرتباط بعلاقة مع تاجر المخدرات المكسيكي الشهيرخواكين غوزمان "ال تشابو".

وكانت قد لعبت الظروف القانونية والشخصية دوراً رئيسياً في وضع العراقيل أمام إنتاج "صعب المراس"، المسلسل الذي بدأت شركة "نيتفليكس" الترفيهية بثه لأول مرة في 24 مارس الماضي على النطاق العالمي، والذي قامت الممثلة المعروفة كيت ديل كاستيلو بزيارة العاصمة الإسبانية للترويج عنه.
وكانت عملية تصوير المسلسل قد توقفت لبعض الوقت. إذ كيف يمكن تصوير مسلسل تدور أحداثه في الأجواء المكسيكية، مع ممثلة ممنوع عليها دخول الأراضي المكسيكية؟! لكن، على الرغم من ذلك، قررت "نيتفليكس" الإبقاء على "دي كاستيلو" بطلة للمسلسل، الأمر الذي دفعها لتعرب عن شكرها وإمتنانها للقائمين على الشركة التلفزيونية، الذين اختاروا بديلةً لها في اللقطات التي تطلبت وجودها في المكسيك. وشخصية "إيميليا" التي تجسدها "دي كاستيلو" هي زوجة رئيس جمهورية المكسيك. وهي إمرأة إتخذت قرارها بالإنفصال عن زوجها، وعلى إثر خلاف حاد وقرار حاسم، تتحول إلى أول مشتبه به بقتل الرئيس.وهي بعد أن أدركت أن هناك من يريد توريطها، قررت الممثلة المكسيكية الهروب كي تتمكن من إثبات براءتها. وهنا تتشابه الظروف التي أحاطت بدورها في العمل الفني من هروب ومطاردة، مع التي تمر بها في حياتها الواقعية!

كيت ديل كاستيلو



والحقيقة أنها منذ حوالي أكثر من عام وجدت بطلة المسلسل التلفزيوني الشهير "ملكة الجنوب" نفسها متورطة في قضية كبيرة مثيرة للجدل، عندما قامت بترتيب لقاء بين الممثل الهوليوودي شون بن وبارون المخدرات المكسيكي "إل تشابو"، أثناء فترة فرار الأخير من السجن، وقضيتها هذه تلتقي بشكل كبير مع شخصيتها في مسلسلها الأخير "صعب المراس". وليس لدى الممثلة أي مشكلة عندما يتعلق الأمر بالحديث عن وضعها الحالي، والظروف المحيطة بها. حيث تقول: "أنا مسؤولة عن أفعالي، ولكن ليس بمقدوري أن أكون مسؤولة عن أمر ليس بيدي، تلاعبوا به وحرفوه من جميع النواحي. أعاني من حزن وإحباط كبيرين بسبب عدم إستطاعتي زيارة بلدي، وإتهامي بقضية أنا بريئة منها. قد يعجب الناس أو العكس ما فعلته، وأنا أحترم ذلك. لكن أن أكون مجرمة، ويعاملونني على ضوء ذلك، هذا لا يبدو عادلاً".

كيت ديل كاستيلو وشون بن، يتوسطهما "إل تشابو"


وتدور أحداث مسلسل "صعب المراس" حول عملية إغتيال. لقد تم قتل رئيس الدولة، والمشتبه الأول به هي المرأة التي لا تزال زوجته، والتي كانت على وشك الإنفصال عنه. وتقوم السلطات حالياً بالبحث عنها من أجل إلقاء القبض عليها. ومع ذلك، ورغم أن الأحدات تعطي إنطباعاً بأن المسلسل يدور حول أزمة يعاني منها زوجين لها نهاية سيئة، إلاّ أنها تتطابق كثيراً وحياة "ديل كاستيلو" في الواقع.

ويشير ماكسي إيغليسياس، الذي يؤدي دور هكر إسباني، أنه بدءاً من الحلقة الثالثة، يطرأ تغييراً جلياً على المسلسل، حيث يتناول أكثر من حدثٍ سياسي، وفساد حكومي، وشخصيات مختلفة. وتوضح ديل كاستيلو قائلة "المسلسل يجسّد المكسيك كما هي بعيوبها وفساد أجهزتها. ويقول: "أعتقد أن المسلسل سيكون مثيراً لأنه يتحدث عن حكومة فاسدة. لا أعتقد أن هناك حكومة غير فاسدة. إلى جانب ذلك، تتوفر في المسلسل الكثير من الأمور الجيدة التي يتمنى المشاهد أن يراها في نيتفليكس. هناك خيانة حب، والكثير الكثير حول ما يتعلق بالأسرة".
وتشكل المكسيك جزءاً مهماً من مسلسل "صعب المراس"، وحسب الممثلة "لقد تم تصوير المكسيك كما هي، بثرواتها، وجمالها، وثقافتها، وتاريخها، بكل روعتها، ومن ثم بفقرها، وبمناطقها المهمشة. وأن الأكثر إثارة للإهتمام كان الربط بين هذين العالمين".

لقطة من المسلسل تجمع بين كيت ديل كاستيلو وإيريك هايسر


لم تستطع "ديل كاستيلو" التصوير في شوارع المكسيك، عكس ماكسي إيغليسياس الذي يتذكر التعقيدات التي رافقت ذلك، ومدى خطورتها. فقد كان الأمر قد بلغ إلى حد أنه أثناء تصوير مشاهد المسلسل، كانت هناك على مبعدة مسافة قليلة من مكان تجمع الطاقم الفني، حالات إطلاق النار في الشوارع.
ووفقاً للممثلة "أن قصة مسلسل "إنغوبيرنابلي" أو "صعب المراس" خيالية، إقتبست من وحي عالم المخدرات، لكنه يلتقي في أحداثه، إلى حدٍّ بعيد، مع واقع البلد الذي يعيش ذات الأجواء التي تشكل مصدر قلق وإنزعاج بالنسبة للحكومة المكسيكية".

هذا وتختم "ديل كاستيلو" حديثها قائلة "أعتقد أن المكسيكيين سوف لن يستوعبوا ما سيشاهدونه. أنا أتحدث عن الجمهور. الآن، أعرف أن الحكومة قلقة جداً حيال المسلسل. وأن أروع ما لدى نيتفليكس عدم وجود الرقابة فيها. رغم أن ما نقدمه هو مجرد خيال، وأن الشخصيات هي الأخرى خيالية، إلاّ أن أغلب الأحداث حقيقية. كما هو الحال بالنسبة للإختطاف الجماعي بإغوالا عام 2014، حيث فقد 43 طالباً من كلية راؤول إيسيدرو في أيوتزينابا في إغوالا، حيث لا تزل تفاصيل ما حدث غير واضحة".