"إيلاف - المغرب" من الرباط: حققت الأغنية الجديدة للفنانة أسماء لمنور بعنوان "عندو الزين" والمستلهمة من التراث الشعبي، انتشاراً فنياً واسعاً إلا أنها تعرّضت أيضاً لإنتقاداتٍ واسعة من متابعيها الذين يرون في اختيارها السير في هذا الاتجاه انحرافاً عن المستوى الرفيع الذي بلغته من خلال أدائها بعض الأغاني المتميزة. حيث قال البعض أنها يجب أن تبقى على مستوى أغنية "المحكمة" التي قدمتها إلى جانب الفنان العراقي كاظم الساهر، والتي فتحت لها أبواب الشهرة.

ويرى المعجبون بالفنانة المغربية، أنها أخطأت الإختيار منذ أن قررت أداء عينة من الأغاني قد تضمن لها الرواج التجاري والاستهلاك الإعلامي، ولكنها تُسيء إليها كفنانة تملك صوتاً جميلاً. وأشاروا على سبيل المثال لا الحصر إلى أغنية "درتي ليا الطيارة"، وتتحدث فيها بلسان عاشقة عن حبيبها الذي خلق الإرباك في حياتها بسبب غيابه.

ولقد جاءت مقطوعة "عندو الزين"، لتفجِّر المزيد من الجدل حول نهجها الفني. إلا أنها لم تأبه لكل تلك الإنتقادات، بل عبّرت في تصريحاتٍ أدلت بها مؤخراً لإحدى الإذاعات الخاصة بمدينة الدار البيضاء، عن فرحتها بما نالته هذه الأغنية من ذيوع وانتشار في مختلف وسائط الإعلام والتواصل.

ولم يُفلت شريط فيديو الأغنية الذي أخرجه الفنان أمير الرواني من انتقادات نظراً لما تضمنه من لقطاتٍ اعتبرها البعض مسيئة لسلوكات المرأة المغربية خلال حضورها الأعراس. ولاسيما تلك اللقطة التي تبدو فيها بعض السيدات المدعوات، وقد انهمكن بوضع قطع من اللحم داخل كيس لحمله إلى أطفالهن عند الرجوع إلى بيوتهن.

وفي أول رد فعل لها، اعتبرت "لمنور" اللقطة عادية، وعادت بذاكرتها إلى شريط طفولتها لتؤكد أنها لطالما انتظرت، بشوق ولهفة هي وإخوانها الصغار عودة أمهما من العرس، لتذوّق بعض الحلويات والمأكولات التي قد تجلبها معها. معتبرة أن طريقة نصب الخيمة لاحتضان العرس، كما ظهرت في الشريط، مازالت متداولة في أوساط الأحياء الشعبية.

ولكي تحسم الجدل الدائر حول هذا الموضوع، أكدت أن أي شخص لم يحضر الأعراس الشعبية، بكل ما تتضمنه من أجواءٍ وعادات، لن يستطيع استيعاب مضمون شريط فيديو الأغنية وما اشتمل عليه من مشاهد قد تبدو غريبة للبعض.

الرامي يدافع
وأمام هذه الموجة من الانتقادات التي طالت الأغنية" المصوّرة من إنتاج وتوزيع شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات"، انبرى عبد الوهاب الرامي، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والإتصال للدفاع عنها، قائلاً أنها تحكي قصة امرأة عشقت رجلاً متزوجاً بامرأة جميلة جداً (كناية الحمام)، لكن ذلك لم يثنِ هذه العاشقة عن الذهاب إليه بدافع الغرام الذي ألم بها، على الرغم من أنها تعرف أن الرجل قد لا يهتم بها لمؤانسة المرأة الجميلة له بمنزله.

وأضاف في تدوينةٍ له عبر حسابه الخاص على "فيسبوك":"هذه الأغنية سمعتها مرارا لدرجة أنني أحفظها من نساء البادية، وهن يتغنين بها بحرقة وشجن وحنين في الحفلات والأعراس. أعادت غناءها وتوزيعها أسماء لمنور، فانهال عليها مثقفو القشور هرشاً ونهشاً. وهي أغنية تراثية، لا يمكن بدعوى أن أسماء المنور غنتها بنفسٍ جديد، أن نستغل الفرصة للتنكر للتراث الغنائي، ونرميهما (التراث وأسماء لمنور) تهماً بالإسفاف والسفالة."

وخلص الرامي إلى القول، أن "بعض المغاربة لا يعرفون ما يريدون. وكثير من المنتقدين قد تصادفهم يرقصون على "عندو الزين" في الأعراس وحفر اللهو، ثم يستغلون الفيسبوك لانتقاد الأغنية- الأهزوجة في وضح التكنولوجيات الجديدة بحد الجهل الجارح الذي لا يحسنون إلا إياه."

وكتب في آخر التدوينة: "معذرة إن كنت قاسياً بعض الشيء وبأدب!"، على حد تعبيره.