"إيلاف" من بيروت: قرر صنّاع برنامج "حكاية كل بيت" تقديم 39 فيلماً روائياً قصيراً ضمن حلقات البرنامج بمعدل فيلم في كل حلقة، لتصبح هذه تجربة جديدة ورائدة في مجال البرامج التليفزيونية. وعن هذه التجربة، يقول مقدّم البرنامج وكاتب حلقاته والعديد من الأفلام التي سيتم عرضها ضمن الحلقات محمد رفعت: "كلنا نحمل شغفاً واهتماماً خاصاً بالسينما، ونحاول في تجربتنا هذه أن ننتصر للسينما بمعناها الحقيقي.

ولا أعني هنا مهاجمة ما يطلقون عليه تسمية أفلاماً تجارية. نحن ضد أن يصنع البعض فيلماً على أنه تجارياً ولا يصل للجمهور، أو يحقق الغرض التجاري فقط. فهذا ضد صناعة الترفيه ويضر الجميع. فهناك موجة سينمائية نحبها جميعاً، وتربينا عليها. وهي الواقعية الجديدة كأفلام محمد خان، وعاطف الطيب وجيلهم وما قدموه من تجارب مليئة بالمشاعر. وأعد الجمهور أنه لن يجد أفلامنا تعليمية بل سينمائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وسنقدم من خلالها وجوهاً جديدة كثيرة من إخراج وتمثيل وتصوير، وحتى كتّاب. فأنا لن أنفرد بالكتابة لهذه الأفلام. بل نحن منفتحون لحماسة وموهبة أي مبدع حقيقي يقدِّم لنا أفلاما تنطبق عليها المواصفات الجماهيرية والسينمائية.

وحول إمكانية مشاركة هذه الأفلام في المهرجانات، يقول رفعت: "ليس هناك من يصنع أفلاماً خصيصاً من أجل المهرجانات. نحن نصنع الأفلام كي نستمتع بها ونقدِّم التجارب الفنية المتكاملة الأركان، ليحبها الجمهور". ويضيف: "أنا أقول دائما أن المهرجانات الحقيقية هي التي تعتني بالأفلام التي يكون فيها إخلاصاً في كل مراحل صناعتها. ولو خرجت الأفلام التي سنقدّمها بصورةٍ صالحة لتمثيل السينما المصرية والعربية في أي محفل سينمائي، فسنقدّمها فوراً".

ويتابع: "عموما ليس هذا هو هاجسنا الرئيسي. نحن فقط نهتم بتقديم تجارب مخلصة وصادقة وحقيقية وفيها كل العناصر الفنية التي لا نخجل من وضع أسمائنا عليها. والمعنى الذي أقصده هو صفة العالمية التي يحاول البعض اقتناص لقبها.
وللشرح سأخبركم أن هناك أسماء مثل محمد منير، عمرو دياب، عبد الحليم حافظ، أم كلثوم، يوسف شاهين ونجيب محفوظ وأخرين يمكن القول أنهم عالميين لأنهم قدموا قضاياهم وأفكارهم الحقيقية بلغة فنية راقية. وهو ما يحترمه العالم. فنحن هنا معنيين بتقديم أفلام تتحدث عن حالنا ومخاوفنا وأحلامنا. والسينما يجب أن تُقدَّم للجمهور، وأفلامنا بشكلٍ عام لطالما تعني الجمهور، فيمكن تقديمها في أية مكان وبأية طريقة حتى ولو كانت مادة منفصلة بعيداً عن البرنامج.

وحول كونه سيكتب الأفلام كلها، يقول "رفعت": "أنا بدأت المشروع كمؤلف لهذه الأفلام. وهذا ليس جديداً بالنسبة لي كما تعرفون. فأنا لدي أعمالاً سينمائية وتليفزيونية كثيرة. ولا شك أن هذا الموضوع مجهِد جداً. ولكنني أقول دوماً أن من يخلص لمهنته لا يهتم بالجهد المبذول للنجاح فيها. والكاتب المخلص لمهنته لا يجد صعوبةً في الحديث عن شخص أو موضوع معين. والفنان الكبير الراحل نور الشريف، كان يقول لي دوماً في بداياتي الفنية "الكاتب يجب أن يملك وجهة نظر حتى لو كانت خاطئة". وهذه هي طبيعة الحياة. وأنا إستطعت إستخدام مهنتي ككاتب في حكاية قصص عن حياة الناس بشكلٍ فني وسينمائي.

وعن سبب استعانته بالدراما في برنامجه، يقول أن الدراما دوماً هي الأكثر جذباً للمشاهدة والدليل أن الأبحاث التسويقية، أكدت أنه عند صناعة الإعلانات أو الرغبة في توصيل رسالة يصدقها الجمهور فإن الإستعانة بأبطال الأعمال الدرامية يجعل الرسالة تصل أسرع. ومن هنا قررنا الربط بين الإثنين لتحقيق نفس الهدف بالإضافة لتحقيق نسبة مشاهدة عالية أيضاً. فالجمهور عندما يخرج من السينما بعد مشاهدته لفيلم، يبدأ في الحديث عنه ومناقشته. ومن هنا جاءتنا فكرة الدردشة(الـ Chat) مع الجمهور عبر الإنترنت بعد إنتهاء إذاعة الحلقة. وهي فكرة جديدة أيضاً على البرامج التليفزيونية. وفي إعتقادي أنها لم تُقدّم حتى الأن، وسيكون لنا السبق.


وينقسم البرنامج لمجموعة من الفقرات كما يقول كاتبه وصاحب فكرته ومقدمه محمد رفعت: "نحن هنا في البرنامج نقدم البرنامج الحواري بمعناه الأكاديمي، على أن يكون قوامه الكلام وجوهره الفعل، ليحاكي الجمهور بما سيقوم به من تغييراتٍ في حياة كل أسرة. فنحن نتحدث عن حياة الناس بالمفهوم الحقيقي. ومن وجهة نظر الأسرة سواء الجوانب المضيئة أو المختَلف عليها، أو حتى الأمور الخاطئة التي تحتاج إلى التصحيح.

ويشرح أن كل فقرات البرنامج لها إسمها الذي يبدأ بـ"حكاية": "فمثلا فقرة الأفلام التي يُعرَض فيها فيلماً قصيراً في كل حلقة اسمها "حكاية مننا" بمعنى أنها حكاية تخصنا. وبعد عرض كل فيلم يحدث نقاشاً عفوياً بيني وبين زميلتي زهرة رامي لا نخضع فيه لافكارٍ ثابتة.
ولدينا فقرة أخرى عن الفيديوهات المنزلية التي تُثير الضحك والتي سنقوم بعرضها تحت عنوان حكاية تضحك. فكل فيديو سيتم عرضه من المؤكد أنع يستعرض حكاية أسعدت أصحاب هذا الفيديو.
ويوجد أيضا قسماً ثالثاً إسمه "حكاية بنتعلمها مع بعض" وهو عبارة عن مواقف عملية نحاول فيها تقديم المعلومات الصحيحة عن هذه المواقف التي تتكرر في حياتنا جميعاً.
وهناك قسم إسمه "حكاية جملة بتتقال كثير". وإسم هذه الفقرة يشرح محتواها. فهي جملة يقولها الناس كثيراً في بيوتهم ونقوم بتحليلها ليس من منطق الصواب والخطأ، بل من منطق إلقاء حجر في المياه الراكدة وتحليل مقولاتنا المسلّمة ومحاولة فهمها.

وختم قائلاً: بإختصار، هذا البرنامج تفاعلي، يكمن فيه جوهر البرامج الحوارية التي يجب أن تكون قائمة على قضايا الناس. لأنه من الضروري أن ينفتح فريق الإعداد على الناس، ويجب علينا أن نقدِّم في البداية للجمهور الوسائل التي ستشجعهم على مشاركتنا تجربتهم. وسنختتمه بفقرة "حكاية حلوة" من طقوسنا وعاداتنا مع إلقاء الضوء على نماذج لأشخاص ينتمون لمجتمعنا وحققوا نجاحاً كبيراً والناس لا يعرفون عنهم شيئاً.

مرتضى
من جهته المنتج تامر مرتضى، أكد أن البرنامج بالنسبة له مناسب تماما لسياسة شركته التي تعتمد ومنذ دخلت مجال الإنتاج تقديم الأعمال المختلفة. التي تحمل إبهاراً ومحتوى درامي قادر على جذب الجمهور المصري والعربي. مع التأكيد دوماً على أننا نستطيع تقديم أعمالاً مختلفة ومبهرة وذات مضمون في الوقت نفسه.

يُذكر أن ثاني حلقات البرنامج عُرِضَت يوم أمس الجمعة في تمام السادسة مساءً على شبكة قنوات dmc. وهي من تقديم دكتور محمد رفعت وزهرة رامي واخراج كريم شعبان وإنتاج اروما بيكتشرز - تامر مرتضى- وراديو وان - خالد حلمي.