"إيلاف" من سيدني: ربما يبدو الأمر غريباً، أن يصدر النجم العالمي خوليو إغليسياس ألبوماً غنائياً، بشكلٍ رسمي، يحتوي على أغاني بطريقة الدويتو. لكنه في النهاية، ومن خلال هذا الألبوم، إستطاع أن يكمل مسيرته الفنية الطويلة والرائعة بفضل جديده "المكسيك وأصدقاء"(Mexico & Amigos)، الألبوم الجديد الذي سيصدر في الخامس من شهر مايو المقبل، والذي يضمّ أسماء أشهر زملائه في المهنة، أمثال خوان لويس غيرّا، وبلاسيدو دومينغو، وخواكين سابينا، وبابلو ألبوران، وأندريس كالامارو، ودييغو توريس، وثاليا، وإيروس رامازوتي، وماريو دوم، وسين بانديراس، وأومارا بورتوندز. علماً أن هذا الألبوم لا يُعدّ تكريماً لكبار الفنانين المكسيكيين فقط، بل هو يشارك فيه غناءً مع مجموعة مختارة من المطربين العالميين الكبار. ويقول أن "أغنيات هذا الألبوم كلها مهداة إلى أولئك المؤلفين الكبار، الذين جيل بعد جيل، أغرقوا حياتنا بالحب، والحنين، والذكريات، ولحظاتٍ ما زالت تعيش في أعماقنا، رغم مرور العمر. أكنّ لهم كل إحترامي وإعجابي. والشكر أيضاً لجميع الفنانين الذين تعاونوا معي في هذا الألبوم لحبهم الكبير وموهبتهم غير العادية. مودتي وإمتناني إلى الأبد".

الجدير ذكر أنه يعود بهذا العمل الغنائي بعد إصداره ألبوم "المكسيك" في العام 2015، تعبيراً عن مدى حبه لهذا البلد، ليجدد علاقته معه مغنياً بكل أحاسيسه ومشاعره، تكريماً لكبار الفنانين المكسيكيين. وسيتضمن الألبوم 12 أغنية بنكهة مكسيكية بحتة، جميعها أغنيات خالدة مصحوبة بأصوات كبار المغنين المشهورين عالمياً من أمريكا اللاتينية، الذين سيمنحون كل أغنية لمسة مميّزة وخاصة، وممزوجة بصوت الفنان الرومانسي الأشهر في عالم الموسيقى".


ويغني المقطوعة الكلاسيكية "خورامي" لماريّا غريفير، مع خوان لويس غيرّا، وأخرى من نمط الكوريدو (نوع من الموسيقى المكسيكية تروي قصة عن طريق أغنية أو شعر)، بعنوان "خوان جارّاسكيادو"، لفيكتور كورديرو برفقة المغني الرائع أندريس كالامارو، من خلال أداءٍ جريء ومميّز جداً. كما أنه يلتقي من جديد مع صديقه العظيم بلاسيدو دومينغو، الذي غنّى معه في مناسباتٍ عديدة في السابق، ولكن هذه المرة عبر "فاياستي كوراسون" للمغني والمؤلف المكسيكي كوكو سانجيث.

ومن المعروف عنه أنه غالباً ما يتعاون مع فنانين من جيلٍ آخر، ممن لهم مسيرة فنية متألقة، وهذه المرة وقع إختياره على الثنائي المكسيكي "سين بانديراس" لتسجيل أغنية "إليا" لمؤلف الأغاني الشهير خوسيه ألفريدو خيمينيث. وعلى ذات المنوال، إشترك "المغني الإسباني" أيضاً ولأول مرة مع فنانين ومؤلفين لهم باع طويل في مجال الموسيقى الإسبانية المعاصرة، مثل بابلو ألبوران، الذي شكّل دويتو مثير في أغنية "أمانيسي إن توس براسوس"، وهي أيضاً للمكسيكي خوسيه ألفريدو خيمينيث.
والميزة الأخرى التي يتصف بها هذا الألبوم، هي تعاونه للمرةٍ الأولى مع الفنان الرائع خواكين سابينا في "إي نوس دييرون لا ديس"، وهي أغنية من نوع المارياتشي (موسيقى فولكلورية مكسيكية).

هذا وتضمّ سيدة الغناء الأولى في كوبا أومارا بورتوندو صوتها أيضاً إلى صوت "المغني الرومانسي" في "إيجامة آ مي لا كولبا"، أغنية خوسيه آنخيل إسبينوزا آراغون، المعروف بـ"فيروسكيّا"، مغني ومؤلف وممثل مكسيكي يعود إلى الفترة التي أطلق عليها "العصر الذهبي للسينما المكسيكية"، وقد ضمها "خوليو" إلى فقرات برنامجه الغنائي منذ سنواتٍ طويلة. ومن خلال مغني البوب والمؤلف ماريو دوم "كاميلا"، يعود إلى الفنانين المكسيكيين الحاليين، ليبعث الحياة في الأغنية الكلاسيكية المعروفة "سي مي أولفيدو أوترى بيث" للمكسيكي الراحل خوان غابرييل. كما يقدّم برفقة المطربة "ثاليا" أغنية المامبو "كيين سيرا"، لكل من المغني والمؤلف الشعبي لويس ديميتريو، ومؤلف الأغاني وقائد فرقة موسيقية بابلو بيلتران.


ولم تغب أغنية "أوستيد" لغابرييل رويث غاليندو، وخوسيه أنتونيو زوريليا عن الألبوم، حيث يغنيها بمعية المطرب المعروف دييغو توريس. بينما يتقاسم خوليو بصوته "لا ميديا فويلتا" أغنية خوسيه ألفريدو خيمينيث، مع الفنان الإيطالي إيروس رامازوتي، ومن ثمّ يختتم والد المغني إنريكه إغليسياس الألبوم بأغنية منفردة وخالدة، عنوانها "مكسيكو ليندو" لجوجو مونخي، مؤلف أشهر الأغاني الرومانسية على المستوى العالمي.

وبعد أن سجّل ألبومه الأول تكريماً للمكسيك في عام 1975، يعود "عاشق الموسيقى اللاتينية" والأكثر نجاحاً في تاريخها، لتكريم هذا البلد الذي كان له الدور الكبير في إطلاق شهرته خلال بداية ولوجه معترك الغناء. حيث أن حفله الغنائي الأول في المكسيك كان في أوائل السبعينات، وسرعان ما تعاطف معه الجمهور هناك. وبنفس الطريقة، عشق "خوليو" المكسيك، وأضحى واضحاً عشقه للثقافة والتاريخ والموسيقى والعادات المكسيكية.

يُذكر أنه في الوقت الذي كان يضع اللمسات الأخيرة على ألبومه "المكسيك"، قال: "أحب هذا البلد بعمق. المكسيكيون تركوا في حياتي لحظات جميلة لا يمكن أن أنساها. أحب المكسيك كما لو كان موطني، وأحمله دائماً في قلبي. الموسيقى المكسيكية عالمية، ومؤلفيها أساطير".

ومع هذا الألبوم، تكون إصدرات "إيغليسياس" الغنائية قد تجاوزت ألـ82 ألبوماً، منذ أن بدأ مشواره الفني في العام 1968، ليكمل مسيرته الموسيقية التي بلغ عمرها 48 عاماً، مليئة بالنجاحات، والجولات الغنائية، وتحقيق الأرقام القياسية في المبيعات في القارات الخمس. علماً أنه غنّى بأكثر من 12 لغة، الأمر الذي عزّز من مكانته كأفضل موسيقي في التاريخ، حيث أنه يُعد من بين الفنانين الخمسة الأكثر مبيعاً للألبومات الغنائية. ولقد نال في العام 1983 لقب الفنان الأكثر مبيعاً، حيث باع ألبومات غنائية بأكبر عدد من اللغاتٍ المختلفة، وفي سنة 2013 حمل لقب الفنان اللاتيني الأكثر مبيعاً في تاريخ الموسيقى.