"إيلاف" من بيروت: إحتفل الفنان الكبير عادل إمام بعيد ميلاده مؤخراً خلال تصوير مشاهده بمسلسل "عفاريت عدلي علام" بعد مسيرةٍ حافلة تخللها الكثير من المواقف التي لا تُنسى، بعضها طريفاً وبعضها مخيفاً ولافتاً، خاصةً لجهة الهدية التي وصلته من الرئيس الراحل أنور #السادات والتهديد بالقتل من قبل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

لهذه المناسبة تستعرض "إيلاف" بعض المحطات الموثقة إعلامياً من سيرة حياته الفنية ومواقفه الطريفة بعد مسيرةٍ زاخرة من العطاء استحق خلالها لقب "الزعيم" لكونه تميّز بأعماله الهادفة والتي حارب من خلالها الإرهاب والتطرف ومنها "الإرهاب والكباب"، و"الإرهابي"، كما أنه قدّم مسرحيته في جامعة أسيوط تضامناً مع الطلاب الذين تعرضوا لاعتداءات من جانب جماعة متطرفة آنذاك على خلفية تقديمهم لعرضٍ على مسرح الجامعة.

مع زوجته "هالة الشلقاني" التي ارتبط بها بعد قصة حبٍ كبيرة ورامي الذي يعمل مخرجاً، والممثل محمد. فيما تزوجت سارة وتفرّغت لرعاية عائلتها.

 

شهرته
الجدير ذكره أن مكتشف موهبة "إمام" هو الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي وأول عمل مسرحي قام به كان "البيجامة الحمراء". إلا أن هناك من يقول أنه انطلق مسرحيا بدور "دسوقي أفندي" مع فؤاد المهندس في مسرحية "أنا وهو وهي" في منتصف الستينيات. ثم كانت "مدرسة المشاغبين" القفزة التي انطلق بعدها إمام نحو قمة المسرح وقدم مسرحيات استمرت لفترات طويلة مثل "شاهد ما شافش حاجة" و"الواد سيد الشغال"، "والزعيم" و"بودي جارد "، وغيرها من الأعمال اللافتة. علماً أنه شارك بعدد ٍ كبير من الأعمال السينمائية ولمع نجمه بفيلم "البحث عن فضيحة" مع ميرفت أمين وسمير صبري.

شهادة العندليب
ويمكن القول أن إمام قد تربع على عرش الكوميديا من خلال سلسلة أفلام "رجب فوق صفيح ساخن"، و"شعبان تحت الصف"، و"رمضان فوق البركان" و"عنتر شايل سيفه"، و"البحث عن المتاعب"، وشارك أيضاً مع الفنان الكبير الراحل عبد الحليم حافظ في مسلسلٍ إذاعي نادر بعنوان "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، حيث تحدث "العندليب الأسمر" خلال تمرينات العمل عن "إمام" قائلاً أنه "أجمل اختراع للقضاء على الحزن".

مواقف مع الزعماء وأخرى طريفة
وكان "إمام" قد ذكر في أحد تصريحاته الإعلامية أنه تلقى هديةً مميزة من الرئيس أنور السادات في أواخر سبعينات القرن الماضي. حين أنه عندما كان يقدِّم مسرحية "قصة الحي الغربي"- التي حملت الكثير من مشاهد النقد الساخر للأوضاع في مصر آنذاك- تلقى اتصالاً هاتفياً من زوجته التي أخبرته بأن هناك اتصالاً جاءه من #رئاسة_الجمهورية ويريدونه لأمرٍ هام، وأنهم سيزورونه في المنزل. فاعتقد أن المسرحية قد أغضبت الرئيس ليتصل به. وعاد إلى منزله ينتظرهم على شرفة منزله. وفوجِئ بسيارةٍ فخمة تقف أمام باب العقار ترجّل منها أربعة أشخاص يرتدون الملابس البيضاء ويطرقون باب منزله. فظن أنهم من مستشفى الأمراض العقلية وأتوا ليودعوه المستشفى. لكنهم فتحوا علبةً كبيرة أحرجوا منها كلباً كان هديةً قدمها الرئيس "السادات".

هدية السادات
وشرح أن الرئيس ظنه مولعاً بتربية الكلاب لكونه تحدث في أحد تصريحاته عن حبه لهم. لكنه لم يكن يجيد العناية بهم. إلا أن هذا الكلب لقي عنايةً خاصة منه ومن أسرته باعتباره هدية من الرئاسة. لكنه عهد برعايته وتدريبه لأحد الأشخاص، ففوجِئ به يعض أحد أبناء الجيران الذي حرر شكوى ضده، إلا أنه عندما دخل على وكيل النيابة وأخبره أن "الكلب" هدية من الرئيس "السادات" إنتهى التحقيق بغرامة 10 جنيهات فقط! وأضاف أيضاً أن أصدقائه كانوا يخشون التحدث بحرية بوجود هذا الكلب خوفاً من أن يكون مجهزاً للتنصت!

تهديد القذافي
هذا وتذكر التقارير الصحافية أيضاً ما سرده الفنان "محمد عشوب" أن "إمام" كان قد تعرّض لموقفٍ آخر مع الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي الذي حاول قتله لاعتقاده أنه يسخر منه في مسرحية "الزعيم" ويقلده بشكلٍ كوميدي. حيث أنه طلب عرض المسرحية في ليبيا للتخلص منه باستئجار مجموعة من البلطجية يحضرون العرض وينقضون عليه بنهايته، الأمر الذي عرفه من صديقٍ لهم قريب من المخابرات والقيادة الليبية.

وشرح أنه تم بالفعل الإتفاق على عرض المسرحية في ليبيا ولكن بعد ورود هذه المعلومات، لجأ إلى وزير الإعلام الليبي آنذاك (عبدالله منصور)، وحذّره من حدوث مشكلة دبلوماسية كبيرة في المنطقة العربية إذا حدث أي مكروه للزعيم في ليبيا. وعليه أصدر الوزير قراراً بإلغاء عرض المسرحية، وأفسد على "القذافي" تنفيذ مخططه، فأصدر على الفور قراراً باعتقال وزير الإعلام على خلفية إلغائه للعرض المسرحي.

هذا ويوجد في الصحف الموثقة والمواقع الإخبارية الكثير من الاخبار الطريفة التي تعرّض لها أو صنعها "إمام" بنفسه. وكان أحدها أثناء عقد قران ابنته سارة على زوجها بحضور شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي حيث حاول التنصل من موافقته على الزواج ليضحك الحاضرين.

ومن جهته الفنان #فاروق_الفيشاوي قال في حواره في برنامج "صاحبة السعادة" أنه رفض في البداية المشاركة بفيلم "المشبوه" بسبب المشهد الذي يصفع به "إمام" على وجهه، قائلاً: "إزاي همسك عادل أمام واصفعه على وجهه وهو البطل الشعبي على مرأى ومسمع الملايين؟". إلا أنه عاد واقتنع بأداء الدور بعد لقائه مع واصف فايز منتج الفيلم، والمخرج سمير سيف.