إيلاف من أبو ظبي: تعثّرالقائمون على مسلسل "الهيبة" في تجسيد الواقع الحقيقي للعشائر اللبنانية البقاعية،على الرغم من ان الفكرة جديدة ومشوّقة، إلاّ أن بعض العناصرالرئيسية قد فشلت في تكوين صورة واقعية تنقل المشاهد إلى عقر دار إي عشيرة بقاعية، فكيف إذا وقع الاختيارعلى عائلة تُخضِع بلدة باكملها لقوانينها كما رأينا في الاحداث المتتابعة للمسلسل.

الممثلون

تيم حسن فشل هذه المرة في تجسيد شخصية (جبل) الآمر الناهي في البلدة. فقد انتقدت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي في لبنان اللهجة السورية لجبل، ابن الهيبة اللبنانية البقاعية، ولم يبرر كون امه شامية عدم اتقانه اللهجة المناسبة للدور. لا بل لم تكن اللهجة هي العائق الوحيد امامه فتيم لم يتقمص الشخصية مطلقا، كان مؤدّي لدور يتطلب اكثر من ما اعطاه بكثير. والشاهد الجليّ على ذلك هو الدور الذي يعتبر الاهم في هذا المسلسل، والذي حظي بثناء الكثير من المتابعين، لام جبل الفنانة القديرة، منى واصف، التي اثبتت وبجدارة الشخصية البقاعية لزوجة رجل عشائري زرع فيها مبادئ وعادات وتقاليد ربّت ابناءها عليها. هي أم جبل شاميّة الجنسية واللهجة ولكن عمق و قوة اداءها في إحياء هذه الشخصية من الورقٍ جعل المشاهد يتغاضى عن كونها غيرلبنانية. هنا يقف المشاهد غير حائرعند ضعف اداء تيم حسن وعدم اتقانه الدور المنشود. 

وبالانتقال إلى اداء نادين نجيم، فيمكن القول انه اداء عادي جداً، فهي تتمتع بشخصية سلسلة جداً نراها في جميع ادوارها على الشاشة مؤخراً باختلاف الاسماء المنتقاة لها فقط. و يجدر الإضاءة على اللغة الإنجليزية الكندية التي لم تتقنها بشكل جيد.

اما الادوار الاخرى التي اثرت ايجابا فهي دور كل من الممثلين السوريين اويس مخللتي، الذي اتقن دورالاخ الاصغر لجبل(صخر)، نعم لهجته شامية غير بقاعية بتاتا إنما قوة اداءه حالت دون التركيزعلى هذا الامر. أما زميله سامر كحلاوي فقد برز في دوره لهجةً و اداءً، فهو يمثل الصاحب الوفي ذو الشهامة البقاعية، وقد حظي دوره بالإجمال بمحبة المشاهدين. في المقابل فقد اوقع دورعبدو شاهين الذي يجسد دور شاهين ابن عم جبل، المشاهد في حيرة فتارة يجعلك تعتقد انّه ابن المنطقة وأخرى تعتقد أنّه زائرٌ آتٍ من بيروت، إذا ينتقل من لهجته البقاعية إلى البيروتية مرارا و تكرارا.

 الإنتاج

من جهة الانتاج، فقد سهى المنتج في اختيارالمنزل الناسب لعائلة شيخ الجبل إذ أنه لم يتوافق مع الصورة التي تجسّد حياة العائلة التي تدير منطقة الهيبة بأكملها والذي تدور فيه معظم الاحداث. فقد ترك المسلسل انطباع أن العائلة تتمتع بثراءٍ فاحش لدى المشاهد وهذا ما يتناقض مع الجماليات الحسيّة المنتقاة. أقل ما كان يمكن التركيز عليه هوالتصوير في إحدى القصورالجبلية الكبيرة،وما أكثرها، كبيت لهذه العائلة. حيث انه من المعروف أنّ هذه العائلات تعيش في قصورتحيط به الحدائق الخضراء الشاسعة والبساتين التي لاتحصرالعين مداها.

وفي الاخطاء التقنية الجليّة التي يلاحظه ابن العشر سنوات فقد مرت في العديد من المشاهد وليس في مشهدا واحد، فقد رأينا على سبيل المثال جبل قد خرج من البيت في سيارة بلوحة ارقام متجها إلى مكان ما، ليتفاجأ المشاهد بجبل بنفس السيارة وفي نفس الوقت ولكنها بدون لوحة وفي تسلسل احداث يدل على عدم تغيير السيارة. صحيح ان السيارات المستعملة كلها من نفس الطراز لكن ذلك لم يمنع المشاهد من ملاحظة الفرق بوضوح.


هذا وقد لاقى المسلسل العديد من الانتقادات وبالاخص اختيار ممثلين سوريين لتجسيد واقع عشائري لبناني بحت، وقد هاجم العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تيم حسن منتقدين عدم اتقانه اللهجة المناسبة للدور كما يعتمد العديد من الممثلين اللبنانيين حين يجسدون واقع في غير بلدهم. الامر الذي ازعج النجمة نادين نجيم فكتبت على احد حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي مدافعة عن تيم انها لم ترى لهجة تيم السورية خاطئة بل طبيعية كون والدته شامية، الامر الذي لم يقنع المتابعين. 

وفي سياق آخر، تناقلت بعض الوسائل الاعلامية خبر احتمال عدم تكرار ديو ندين نجيم وتيم حسن في عمل مشترك في رمضان المقبل.