"إيلاف"من القاهرة: إستقبلت الصالات المصرية مؤخراً الفيلم المرشح للأوسكار THE SHAPE OF WATER الذي يعتبر من أبرز الأفلام المتنافسة على جوائز الأوسكار.


وفي سباق الإضاءة على العمل، نشارككم نبذة مختصرة عما يقدمه صانع الأفلام المخضرم، جييرمو ديل تورو في هذا الفيلم الذي يشكِّل حكاية أسطورية عالمية، تحدث على هامش فترة الحرب الباردة في أميركا خلال ستينات القرن الماضي، داخل معمل حكومي خفي وعلى درجة عالية من التأمين، حيث تعمل إليزا (سالي هوكنز) التي تعيش أسيرة لحياة العزلة. تتغير حياة إليزا إلى الأبد حين تكتشف وزميلتها في العمل زيلدا (أوكتافيا سبنسر) تجربة عملية على درجة كبيرة من السرية بطلها كائن برمائي يصنع مع إليزا قصة حب هائلة.

البداية
2014 هي بداية الأمر كله، حينها استأجر المؤلف والمخرج جييرمو ديل تورو مجموعة من الفنانين والنحاتين من أجل تصميم موديل من الصلصال للكائن البرمائي الذي تدور حوله قصة الفيلم، وهذا من أجل تقديمه إلى ستوديو فوكس لإنتاج الفيلم، تحّمس الاستوديو للقصة دون تردد بمجرد عرضها عليه وبدأت عملية الإنتاج.
في الربيع التالي اجتمع ديل تورو مع فوكس وكاتبة مشاركة محتملة للتعاون معه في كتابة وتطوير السيناريو وشخصية إليزا تحديداً، والتي كانت فانيسا تايلور، وبدأت عملية الكتابة.



تورو
وعن صناعة المخلوق البرمائي، قال ديل تورو "أردت أن يبدو الكائن حقيقياً، وفي الوقت نفسه جميلاً، وهذا كان صعباً للغاية، كنت أعلم أنها ستأخذ وقتاً طويلاً، ولهذا لم أضع هذا في ميزانية الفيلم، وتكفلت بهذا الأمر بنفسي، وأصبح هذا حقاً أصعب كائن قمت بصناعته".
وقد بذل فريق المصممين مجهوداً كبيراً في تحويل السكتش المرسوم إلى ماكيت ثم إلى بذلة كاملة يرتديها الممثل دوج جونز.

هوكنز
وتعلق سالي هوكنز على هذا الأمر قائلةً "أشعر وكأن هذا الكائن هو من أجمل الأشياء التي رأتها عيناي. كان عليَّ أن أقع في حبه من خلال شخصية إليزا، وبسبب العمل الذي بذلوه أصبح هذا أمراً طبيعياً، لم أكن قد شاهدت دوج، ولكن أمامي فقط هذا المخلوق الرائع والغامض. الآخرون يرونه وحشاً، ولكن إليزا ترى شيئاً مختلفاً بالكامل داخله".

فيلم وحوش مختلف عن سابقيه! 
قرر ديل تورو أن يأخذ أفلام الوحوش إلى زاوية مختلفة لم يتطرق لها أحد قبله، أراد أن يدمج الحياة الحقيقية بالحكايات الخيالية، وألا تكون في الوقت نفسه بعيدة عن قصص البالغين، وأن تكون الحكاية أكثر واقعية، وهذا ما جعل الحب هو البطل الرئيسي في الحكاية بالكامل، فاكتشاف الحب بطبقاته المتعددة سواء كانت داخلية أو خارجية كان هو العنصر الأهم بالنسبة إلى ديل تورو، والذي يقول "أردت أن أخلق قصة جميلة ورائعة مع الأمل والخلاص، وضد السخرية من عصرنا الحالي. أردت أن تأخذ القصة شكل الحكايات الخيالية، والتي فيها يتعثر شخص بشري في شيء مختلف يفوق كل ما قابله في حياته من قبل، وبعد ذلك اعتقدت بأنها ستكون فكرة رائعة لو جعلنا هذا الحب مجاوراً لشيء تافه وشرير كالكراهية بين الأمم والشعوب، وهو ما يتمثل في الحرب الباردة، حيث أسباب الكراهية تكمن في المنافسة واللون والقوة والجنس وغير ذلك".
ويؤكد ديل تورو على أن كل شخصيات الفيلم، باختلاف مكاناتهم في المجتمع، تتصارع مع الحب بطريقتها الخاصة، ويقول "هناك حب خالص بين إليزا والكائن البرمائي، كما أن الوكيل الحكومي ستريكلاند يحاول الحصول على الحب، ونكتشف أن الحب بالنسبة له قاسٍ وصارم، وجيليس جار إليزا يبحث عن الحب بطريقة عابسة، وصديقتها المقربة زيلدا تحب رجلاً لا يستحقها، حتى الجنرال المسؤول في المعمل في علاقة حب أبوي مع ستريكلاند".


الأبطال
أكد ديل تورو على أن كل شخصية مكتوبة للممثل الذي يؤديها، خاصةً سالي هوكنز "التي لم تكن فقط خياري الأول، لقد كانت خياري الوحيد، فأنا قد كتبت الفيلم من أجل سالي، أردت أن تكون شخصية إليزا جميلة، بطريقتها الخاصة، ليس من النوع الذي يشبه فتاة تضع العطر في إعلان تجاري. هذه الشخصية حقيقية بالدرجة التي تجعلك تصدق بأنها امرأة من الممكن أن تكون جالسة بجوارك في الحافلة، ولكنها في الوقت نفسه تمتلك قدراً من التألق والجمال والسحر الأثير"، وقالت هوكنز عن مشاركتها في الفيلم "هذا فيلم خاص جداً، والمشاركة فيه يعني الكثير بالنسبة لي، إنها قصة ستكون دائماً قطعة من قلبي".

جونز
اختيار دوج جونز لأداء شخصية الوحش البرمائي كان غريباً بالنسبة للبعض، فمن النادر الإستعانة بالممثلين لأداء مثل هذه الأدوار، ويتحدث عنه ديل تورو قائلاً "هو واحد من الممثلين القلائل الذين يؤدون شخصيات حيوانات وفي الوقت نفسه ممثل درامي على أعلى مستوى. وهاتان الموهبتان منفصلتان تماماً، ودوج يمتلك كليهما، هو ممثل رائع بدون أي مكياج، فإن لم تكن تمتلك ممثلاً داخل سترة المخلوق البرمائي، فلا هناك فيلم، ودوج ليس مؤدي، إنه ممثل".

شانون
النجم مايكل شانون قال عن مشاركته: "انجذبت للعمل لأنه يمتلك المقومات التي تلهم الناس ليكونوا أكثر لطفاً مع بعضهم البعض، إنها حقاً قصة عن مدى قيمة وجود الحب في حياتنا مهما كلفنا هذا الأمر، ففي بعض الأحيان يتطلب الحب أن نواجه مخاوفنا أو أن نقوم بتضحيات، وفي النهاية تكتشف أن الأمر كله يستحق"، فيما قال ريتشارد جينكيز "الفيلم لا يشبه أي شيء قمت به مسبقاً، إنه يتخطى أي وصف ممكن".

ستولبيرج وسبينسر
ويصف مايكل ستولبيرج الفيلم قائلاً "The Shape of Water يتملك روحاً وقلباً كبيرين، هو لا يشبه أي شيء شاركت فيه من قبل في أفضل الأحوال"، فيما تقول أوكتافيا سبينسر"الفيلم عن الاكتشاف والحب، وإدراك قوتك الداخلية والعثور عليها، وقوة العثور على الحب في أكثر الأماكن غير المعتادة".
رحلة جوائز وترشيحات لا تنتهي!

الجدير ذكره، أن الفيلم فاز بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بـ 4 جوائز من بينها جائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم وجائزة أفضل موسيقى تصويرية لـ"ألكسندر ديسبلا". كما حصد جييرمو ديل تورو جائزة أفضل مخرج في الجولدن جلوب، وفاز "ديسبلا" بجائزة أفضل موسيقى تصويرية بالإضافة إلى 5 ترشيحات أخرى، وفي الأوسكار أصبح الفيلم صاحب النصيب الأكبر في الترشيحات.