"إيلاف" من القاهرة: شاب تعرّض للظلم في حياته ودخل السجن زوراً وبهتاناً، فقرّر فور خروجه التمرّد على فكرة الظلم نفسها ووضع قانونه الخاص ضمن الدراما الإجتماعية التشويقيّة "قانون عمر" للكاتب فداء الشندويلي والمخرج أحمد شفيق.

وتنطلق الأحداث في مُسلسل "قانون عمر" مع مهندس ميكانيكي يدعى عمر يلعب دوره الفنان "حمادة هلال". وهو يعمل في مركز صيانة للسيارات لدى صاحب المصنع وهو الفنان "فتوح أحمد"، ويقع في حب ابنته مريم التي تجسد دورها الفنانة "إيمان العاصي". لكن رحلته لن تكون طبيعية طوال الوقت، بل يتعرّض لأحداث متتابعة ومتلاحقة تقلب حياته رأساً على عقب. وفي موازاة هذا الخط الدرامي، يحفل المسلسل بقصصٍ وخطوط أخرى بين الحب والرومانسية والمؤامرات والتحديات تضفي عليه المزيد من التشويق والإثارة.

هلال
ويوضح "هلال" أن المسلسل هو ثاني تعاون له مع الشركة المنتجة والأول مع كل من الكاتب فداء الشندويلي والمخرج أحمد شفيق". ويقول: "اسم العمل لفتني وكلمة قانون عمر، قصد منها الكاتب مغزى معيناً. إذ يتعرض البطل للظلم منذ الحلقة الأولى، وهي صورة مشابهة للظلم الذي يتعرّض له الكثير من الناس في العالم العربي، عندما يُظلم الشباب في دراستهم ومهنتهم ومستقبلهم". ويتابع: "لقد حاولنا توزيع حبكة الظلم على مدار 30 حلقة وبإيقاعٍ سريع وجذاب، وهو إيقاع أسرع من أي مسلسل قدمته سابقاً. ولأن للكاتب فداء الشندويلي بصمته الخاصة في عالم الرومانسية، فلن تغيب قصص الحب عن العمل. حيث ستكون الرومانسية بمثابة الموسيقى التي تأخذ المشاهد إلى المتعة في الحديث عن حبٍ من طرف واحد حين تقع سارة الشابة الجميلة، بحب عمر وتخطّط لأن يكون جزءاً من ممتلكاتها، وتجسِّد دورها الممثلة فاطمة ناصر. وفي هذا الوقت، يتعلّق قلب عمر بمريم، لكن قصة حبهما ستواجه عوائق كثيرة ليدخل سوء التفاهم على الخط ويجعل أحدهما يرفض الآخر في بعض الأحيان". 

وفيما يشير إلى أن هذا اللقاء هو الثاني له مع إيمان العاصي، يقول أن هناك كيمياء جميلة بينهما لاحظها الجمهور سابقاً عند قيامهما ببطولة فيلم سينمائي قبل بضعة أعوام، وسيلاحظها أكثر في هذا العمل. ويضيف أن "العمل هو خليط من كل شيء لكننا لا نقدم الكوميديا الا في سياقها الطبيعي، ونعتمد كوميديا الموقف، خصوصاً أن معنا مجموعة من نجوم الكوميديا أمثال حجاج عبد العظيم ومصطفى أبو سريع وغيرهما. وهناك نماذج تمثل الشرّ في المسلسل، ويعبّر عنها محسن منصور وإيهاب فهمي، وكذلك فاطمة ناصر".

وعن معنى تسمية العمل بـ"قانون عمر" والقصد منها، يؤكد أنهم لا يقصدون تعليم الناس البلطجة، لكنهم يسألون عن حقوق الناس المظلومة وكيفية استرداد حقوقهم ضمن توليفة ارتآها الكاتب وعبّر عنها في هذا العمل.

العاصي
من جانبها، تعرب إيمان العاصي عن سعادتها بلقاء حمادة هلال لثاني مرة أمام الكاميرا، واصفة إياه بالشخصية العفوية. وتؤكد بـ"أننا استمعتنا بالتصوير إذ لم أكن أشعر بأننا في موقع تصوير بل في بيتي بسبب الراحة النفسية المؤمنة في العمل".
وتضيف: "أجسّد دور مريم، وهي شخصيّة قيادية جداً، وتعيش تحديات طوال الوقت. هذا هو الظاهر عن الشخصية لكنها في الواقع طيبة ومنكسرة"، وتقول: "أحببت الدور لأنه يحمل التحديات، خصوصاً أن مريم مرّت بظروفٍ صعبة بسبب وفاة والدتها".

وتتوقف عند التعامل مع المخرج أحمد شفيق لأول مرة، فتقول "رغم أن هناك صداقة تجمع بيننا، لكنني لم يسبق لي أن وقفت أمام كاميرته. إنه مخرج سهل التعامل، ويعطي راحة نفسيّة للممثل". وعن نص الكاتب فداء الشندويلي، تشير إلى أن "القصة تحمل خطوطاً دراميّة متعددة، مع بعض التعقيدات إضافة إلى وجود الأجواء الرومانسية أيضاً، الذي يشهد مشاكل وخلافات طوال الوقت.

الشندويلي
ويوضح الكاتب فداء الشندويلي أن "المسلسل يتناول فكرة العدل بشكلٍ عام، وقد استنتج بعض الناس خطأ أن القصة هي انتقام وأخذ بالثأر أو بلطجة، وأن البطل سيفرض قانونه على الناس، لكن في الواقع أن الحكاية مختلفة تماماً عن ذلك"، شارحاً أن "البطل سيُظلم فعلاً، لكن فكرة المسلسل والسطر الرئيسي فيه سيكون مفاجأة للمشاهد، حيث يتكلم عمّا يشعر به الإنسان عندما يتعرض للظلم، محاولاً استعادة حقه من دون اللجوء إلى فكرة الانتقام التقليدية التي نراها تتكرر دوماً".
ويضيف: "لسنا أمام منتقم بل أمام إنسان قرر ألاّ يتعرض لظلم آخر مجدداً وألاّ يعود للسجن مرة أخرى، ويستطيع من دون ذرف نقطة دم واحدة أن يستعيد كافة حقوقه. ويتفرّع عن هذا الخط الدرامي، مجموعة من القصص خلال المسلسل كل منها تعطينا معنى إنساني جديد مرتبط بالمعنى الأساسي للقضية المطروحة، ونخاطب فيها مختلف شرائح المشاهدين بكل انتماءاتهم". ويختم: "حاولنا الابتعاد عن الإصطناع، لنقدم طرحاً عميقاً بأحداث متلاحقة وسريعة الإيقاع ضمن مسلسل تشويقي بامتياز، وبكلمة واحدة أقول قانون عمر هو قانون يبحث فيه البطل عن العدالة". 

شفيق
من جهته، يتحدث المخرج أحمد شفيق حول تسمية العمل ليقول أنها مستوحاة من السياق الدرامي للأحداث، حيث يتعرض حمادة هلال إلى الظلم ويتم الحكم عليه وفق مستندات ملفقة أثبتت أنه مذنب، ثم يتعرّض لظلمٍ آخر. لكن المشاهد سيرى كيف سيواجه البطل الظلم الذي طاله ضمن حلقات المسلسل. ويقول: "إذا نفذنا حكماً ظالماً بالسجن ضد أحد وظهرت براءتنا لاحقاً عند انتهاء مدة السجن، هل تكون السنوات التي سُجن فيها الإنسان ظلماً سابقاً كافية لتسد مكان السنوات التي يفترض أن يمضيها في السجن نتيجة حادث السير، أم يجب أن يسجن من جديد؟". ويثني شفيق على النجوم والممثلين الذين يشاركون في العمل ومنهم حمادة هلال، إيمان العاصي، فاطمة ناصر، حجاج عبد العظيم، إيهاب فهمي، محسن منصور، مصطفى أبو سريع، حمادة بركات، فتوح أحمد، والوجه الجديد نسمة بهي وآخرين.