توصلت دراسات عديدة الى ان تناول الكحول يوميا باعتدال لا يسبب الخرف كما هو شائع بل يوفر وقاية منه في الواقع.


ولاحظ الكاتب توني ادورز الذي له كتاب عن الكحول والصحة صدر مؤخرا ان هذه الدراسات منشورة في مجلات طبية معروفة. وبعد بحث في مكتبة الجمعية الطبية الملكية البريطانية التي تحفظ مجلات طبية تعود الى 150 سنة وجد ادودز ان واحدة من أول الدراسات في تناول الكحول باعتدال وعلاقته بالخرف أُجريت في التسعينات.

وفي هذه الدراسة تابع باحثون اميركيون 6000 امرأة تزيد اعمارهن على 65 سنة في دار للمسنين ، بعضهن يتناولن الكحول بانتظام ولم يتوقفن عن تناوله حتى خلال اجراء الدراسة. وكانت النساء كلهن بكامل قواهن العقلية في البداية. ودرس الباحثون وضعهن أكثر من ست سنوات كانوا يسجلون خلالها كمية الكحول الذي تتناوله كل واحد ممن يتعاطينه مع تسجيل تاريخ أول تشخيص للاصابة بالخرف.

وأظهرت نتائج الدراسة ان أول الاصابات بالخرف سُجلت بين النساء اللواتي لا يتناولن الكحول بالمرة. وتوفرت للنساء اللواتي كن يتناولن كل يوم 14 غراما من الكحول أو ما يعادل قدحا كبيرا من النبيذ ، بعض الحماية ضد الخرف وان اللواتي كن يتناولن أكثر من هذه الكمية خفضن احتمالات الاصابة بالخرف بنسبة 50 في المئة مقارنة من النساء اللواتي لا يتناولن الكحول. ونُشرت في العام نفسه دراسة اميركية اخرى بنتائج متطابقة تقريبا.

وفي عام 2008 توصل باحثون في كلية امبريال في لندن الى ان تناول الكحول بكميات قليلة الى معتدلة في السنوات الأولى من فترة البلوغ يرتبط بخفض احتمالات الاصابة بالخرف بنسبة 38 في المئة.
وفي دراسة المانية نُشرت نتائجها عام 2011 تابع خبراء بالصحة العقلية على امتداد ثلاثة اعوام 3200 شخص تزيد اعمارهم على 75 سنة نصفهم تقريبا يتناولون الكحول بانتظام. ومرة اخرى اظهرت النتائج ان احتمالات الاصابة بالخرف بين الذين لا يتناولون الكحول تزيد على احتمالاتها بين الذين يتناولونه بانتظام ولكن بكميات معتدلة. وحتى الذين يتناولون الكحول بافراط خفضوا احتمالات إصابتهم بالخرف بنسبة 50 في المئة مقارنة مع الذين لا يقتربون من الخمرة.

ولكن النتيجة اللافتة ان الذين كانوا يتناولون اقل من 40 غراما ـ ما بين 20 و29 غرما من الكحول يوميا ـ خفضوا احتمالات اصابتهم بالخرف على اختلاف انواعه بمقدار الثلثين وخفضوا احتمالات الاصابة بمرض الزهايمر تحديدا الى الصفر تقريبا.

ولاحظ الكاتب ادوردز عدم وجود عقار أو اعشاب أو مكملات فيتنامينات أو نظام غذائي أو غير ذلك من التغييرات في نمط الحياة توفر حتى نسبة من الحماية ضد الخرف التي يوفرها تناول الكحول باعتدال.

&