ترى جمعية الزهايمر الأميركية أن حمية غذائية معينة يمكن أن تقلل خطر ارتفاع عديد المصابين بالزهايمر من 5,1 ملايين اميركي اليوم إلى 13,8 مليونًا في العام 2050.


ماجد الخطيب : لا غرابة أن يطلق العلماء الاميركيون على ألزهايمر اسم" السكري-3"، لأن معدلات هذا المرض بين الاميركيين لا تقل سرعة في ارتفاعها عن معدلات داء السكري. فكما هي الحال عند المعرضين أكثر من غيرهم للسكري وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية، يمكن لحمية غذائية معينة أن تقلل خطر الزهايمر أيضًا.&
&
مسببات غذائية
توصل علماء من جامعة "رش" الاميركية في شيكاغو إلى حمية غذائية معينة يمكن أن تقلل خطر الإصابة بالزهايمر، بحسب دراسة شملت مئات المعرضين لهذا المرض، بحسب تاريخهم الشخصي والعائلي. وظهر أيضًا أن الحمية حققت نجاحًا جيدًا أيضًا لدى مساهمين في الدراسة لم يلتزموا جيدًا بالحمية المذكورة.&
وتثبت الدراسة وجود مسببات غذائية معينة وراء نشوء وتقدم مرض الزهايمر يتطلب الأمر من العلماء دراسات أخرى للكشف عنها. وأشارت الباحثة مارثا كلير موريس، من جامعة رش، إلى نتائج دراسات سابقة كشفت دور التغذية في أصابة هذا الإنسان من عدمه بمرض الزهايمر. وهذا يعني أن دور البيئة والتغذية والعوامل الوراثية تقرر أيضًا مخاطر الإصابة بالزهايمر كما تقرر مخاطر الجلطات القلبية وداء السكري والسكتات الدماغية عند الإنسان.
ويصبح خطر المرض على الإنسان مضاعفًا حين يعاني من السكري أو ارتفاع الضغط أو كلاهما، أو حين يعاني من البدانة.

حمية مركبة&
استخدمت مارثا كلير موريس وزملاؤها حمية مايند MIND التي تجمع بين نظامي حمية البحر الأبيض المتوسط - التدخل لتأخير تلف الأعصاب Mediterranean- Intervention for Neurodegenerative Delay، وحمية داش &Dietary Approaches to Stop Hypertension لوقف ارتفاع ضغط الدم. واعتمد الباحثون على نتائج دراسات سابقة أجريت على أنواع من الأغذية، بحسب حمية مايند، وتأثيرها السلبي أو الايجابي على الدماغ. وسبق لحمية داش أن اختبرت من قبل مجاميع العلماء حول تأثيرها الخفاض لارتفاع ضغط الدم.&
تتألف حمية مايند من ثلاث وجبات يوميًا في الأقل من منتجات الحبوب الكاملة، والسلطة وأنواع الفاكهة وكأس من النبيذ الأحمر مرة في اليوم، إضافة إلى تناول لحم الطيور مرتين في الاسبوع، والسمك مرة في الاسبوع على الأقل، والبقول مرة كل يومين.
ولا يمكن التخلي في حمية مايند عن المكسرات والمعنبات، التي وصفت موريس دورها، وخصوصًا حبة العنب الزرقاء، بالمهم جدًا في حماية الدماغ. وسبق لدراسات أخرى أن تحدثت عن دور ايجابي آخر للفريز في الحماية من التراكمات الضارة في خلايا الدماغ. اما الأغذية التي تنصح تغذية مايند بالابتعاد عنها فهي اللحوم الحمراء، والزبدة، والمارغرينة، والجبنة والحلويات ومعجنات الحنطة البيضاء.
وعمومًا، كشفت الدراسة أن نظام مايند الغذائي ساهم في تقليل خطر الزهايمر بنسبة تصل إلى 53 بالمئة لدى المشاركين الذين اتبعوا النظام بشكل ملتزم، وبنسبة 35 بالمئة عند المشاركين الذين اتبعوا النظام بغير انتظام.
&
دراسة طويلة الأمد
لاحقت موريس وزملاؤها المشاركين في الدراسة طوال فترة دامت كمعدل 4,5 سنة، وكانوا قبلها قد درسوا تغذية هؤلاء المشاركين وتأكدوا من وضعهم الصحي من خلال الفحوصات السريرية والمختبرية.
ساهم في الدراسة 923 امرأة ورجل من أعمار تتراوح بين 58 و98 سنة تغذوا خلال هذه الفترة الطويلة على حمية البحر المتوسط، أو داش، أو على حمية مايند. وكان المشاركون يملأون استمارات يتابع الباحثون من خلالها مدى التزامهم بالتغذية المطلوبة طوال فترة التجربة.
أصيب 144 مشاركًا خلال فترة الدراسة بمرض الزهايمر، في حين ظهر أن مخاطر الزهايمر انخفضت بنسبة 53 بالمئة بين الذين اتبعوا حمية مايند بشكل صارم، لكنها انخفضت أيضًا بين من اتبع هذه الحمية بشكل معتدل بنسبة 35 بالمئة. وكتبت موريس في صحيفة جمعية الزهايمر الاميركية أن مخاطر الزهايمر انخفضت أيضًا لدى المشاركين الذين لم يلتزموا كثيرًا بحمية مايند، واعتبرت ذلك مشجعًا للجميع على اتباع مثل هذه الحمية.
الاستنتاج المهم الآخر الذي توصلت إليه الباحثة الأميركية هو أن مخاطر مرض الزهايمر تقل على الإنسان كلما بدأ بحمية مايند مبكرًا، وان هذه المخاطر تتناسب عكسيًا مع فترة اتباع الحمية.&
&
العلاقة بالكوليسترين
يمكن لارتفاع الكوليسترين في الدم، وتراكمه في الأوعية الدموية، أن يسبب الجلطات القلبية والدماغية، وأن يفاقم أمراض الدورة الدموية عمومًا، لكن أصابع الاتهام تشير إليه أيضًا في قضية الاصابة بمرض الزهايمر.
وكانت دراسة فنلندية حديثة حذرت من علاقة الكوليسترول بألزهايمر، وقالت إن من يعاني من انخفاض كوليسترول LDL في منتصف العمر أقل عرضة لالزهايمر عند الشيخوخة.
وجاء في الدراسة من جامعة كيوبو الفنلندية أن من يعاني من ارتفاع الكوليسترول إلى 250 مغم وهو في الأربعين يكون معرضًا لخطر الزهايمر 3 مرات أكثر من غيره حينما يبلغ الشيخوخة.&
والعلاقة بين الزهايمر والكوليسترين واضحة عند ملاحظة الفرق في انتشار أمراض القلب بين العالم الصناعي والعالم الثالث، إذ يصيب مرض الزهايمر أكثر من 40 مليون إنسان على المستوى العالمي مع ميل واضح للارتفاع وخصوصًا في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، تمامًا كما هي الحال مع الجلطات القلبية والدماغية.
وارتفعت نسبة الوفيات بسبب الزهايمر في الولايات المتحدة بنسبة 71 بالئمة بين 2000-2013 وخصوصًا بين الناس من عمر يزيد عن 64 سنة. وهكذا قفز الزهايمر إلى المرتبة السادسة من الأمراض الأكثر قتلًا بالانسان، وإلى المرتبة الخامسة من قائمة ضحايا الأمراض الخبيثة بعد عمر 65 سنة.
&
نصائح الجمعية الأميركية لمرض الزهايمر
فضلًا عن حمية مايند، تنصح جمعية الزهايمر الاميركية الراغبين بالبقاء بعيدًا عن شبح الزهايمر بتناول ملعقة صغيرة من القرفة بين فترة وأخرى، قد تساهم في الحدّ من إنتاج بروتينات المخ التي تحفّز ظهور الأعراض الأولية للمرض، وشرب قدح من عصير التفاح يوميًا بهدف تعزيز إنتاج أحد المواد الكيميائية في المخ، والمرتبطة بتحسين القدرة على التعلّم وتقوية الذاكرة وتحسين المزاج العام، وتناول القهوة التي تتمتع بخواص مضادة للالتهابات وكشفت بعض الدراسات أن تناول 3-5 أقداح منها يوميًا يحدّ من خطر الإصابة بالمرض. كما تنصح بتحسين العلاقات الاجتماعية والانشغال بزيارة الأقارب والأصدقاء.
ومن المهم الحفاظ على قوة النظر لأن العين تعتبر مؤشرًا جيدًا للغاية على كيفية عمل المخ وجودة الوظائف التي يؤديها.&
وكشفت الأبحاث أن التمتع بنظر قوي وعين صحية قد يحدّ من خطر الإصابة بالمرض بنسبة 63 بالمئة. التأمل واليوغا مهمان كذلك، لأنهما يحدّان من ارتفاع ضغط الدم ويقللان الضغوط والتوتر والقلق الذي يتعرض له الإنسان، وهو ما يعزز من تدفق الدم إلى المخ ويحدّ من مرض ألزهايمر.
&