رفض قراء "إيلاف" خلال الاستفتاء الأسبوعي أن يستقلوا سيارة تقودهم بنفسها الى وجهتهم المقصودة، وهو ما يعكس عدم الثقة بمركبة تسير وفق نظام إلكتروني مبرمج بدقة عالية للحفاظ على سلامتهم، الى حد تفوقت به على الانسان من حيث التزام قانون السير.

إيلاف من بيروت: أحدثت السيارات ذاتية القيادة ثورة في عالم صناعة السيارات، والتي أثبتت الى اليوم نجاحًا باهرًا إن من حيث ميكانيكية التشغيل أو من حيث درجة الأمان.&فإن تحدثنا عن مستوى الأمان لسيارة تجول في الطرقات العامة دون سائق يسدي لها الأوامر فإنها من أكثر المركبات التي تحترم القانون وتلتزم بنظام المرور بشكل صارم الى حد تفوقت به على البشر بأشواط.&وحققت السيارة ذاتية القيادة التزامًا لا مثيل له، خاصة لجهة ضبط السرعة والتزام أولوية المرور. &

استفتاء "إيلاف" الأسبوعي حول استقصاء رأي القرّاء حول مدى ثقتهم بالسيارة ذاتية القيادة، عكس مدى الخوف من سيارة تقودك دون أن تستطيع السيطرة عليها، فرفضت نسبة 69 %&من القرّاء تسليم نفسها للمركبة، في حين وافقت نسبة 31% على&الأمر.

السؤال جاء على الشكل التالي:
هل تسلم نفسك للسيارة ذاتية القيادة؟
نعم 31%&
لا 69 %&

درجة الأمان

نجحت السيارات ذاتية القيادة في تسجيل معدل حوادث أقل من السيارات التقليدية التي يقودها الإنسان، وفق ما أوضحت دراسة لمعهد فرجينيا لوسائل النقل التقنية.&وتابعت الدراسة، "أسطول غوغل للسيارات ذاتية القيادة فقط، الذي يضم أكثر من 50 سيارة، قطعت 1.3 مليون ميل في ولايتي تكساس وكاليفورنيا".

ونتج عن الدراسة أن سيارات غوغل الخاضعة للاختبار سجلت 17 حادثًا مروريًا خلال الأشهر الستة الأخيرة، ولم يكن من بينها حادث واحد وقع نتيجة خطأ ارتكبته السيارة ذاتية القيادة.
وخلصت الدراسة إلى أن معدل حوادث السيارات العادية التي يقودها سائق بلغ 4.2 حوادث لكل مليون ميل، مقابل 3.2 حوادث للسيارات ذاتية القيادة.

السيارة تتكيّف مع السرعة المحيطة بها&

تهتم الكثير من دول العالم في الوقت الحالي بإعتماد وسائل نقل حديثة صديقة للبيئة، وقامت مؤخراً هيئة المواصلات الفرنسية بأول تجربة لحافلة ذاتية القيادة تعمل بشكل كامل على الكهرباء.&وقطعت مركبة "اي زد 10"، التي صممها المصنع الفرنسي ايزيمايل، مسافة 100 متر تقريباً على ضفاف نهر السين.

وتسير المركبة غير المزودة بمقود أو بحيز للقيادة بسرعة 25 كيلومتراً في الساعة، وسبق أن جربت في هولندا وسنغافورة واليابان وكاليفورنيا وحتى هلسنكي ودبي.&وهي قادرة على تكييف سرعتها مع البيئة المحيطة بها، وبوسعها التوقف بالكامل عند الحاجة، لضمان سلامة المشاة والركاب على حد سواء، بحسب القيمين عليها، وتتسع لنحو 10 ركاب شرط أن يظلوا واقفين.

وسبق لمدينة ليون الواقعة في الوسط الشرقي لفرنسا أن أطلقت، في مطلع سبتمبر 2016، تجربتها الخاصة للحافلات ذاتية القيادة مع مركبتين من تصميم شركة "نافيا" الفرنسية، تغطيان مسافة 1,3 كيلومتر بسرعة 20 كيلومتراً في الساعة ومع 15 راكباً كحد أقصى.

سيارة تهوى الانضباط&

من جهته، توقع رئيس مجلس ادارة مجموعة "رينو-نيسان" كارلوس غصن أن تستخدم السيارات ذاتية القيادة اولاً في الدول التي يتمتع سائقوها بـ"الانضباط"، مستبعدًا في الوقت الراهن البرازيل والهند من هذه الفئة.

وأتى كلام غصن ردًا على سؤال صحافي برازيلي خلال مؤتمر صحافي على هامش معرض باريس للسيارات، حول احتمال انتشار السيارات ذاتية القيادة في البرازيل، في وقت وعدت "رينو-نيسان" بعشر سيارات مجهزة بهذه التقنية بحلول العام 2020.

وأوضح غصن المولود في البرازيل، أن السيارات ذاتية القيادة بحاجة الى مسح دقيق للطرقات وللاشارات المرورية، "فضلاً عن احترام قانون السير، لأن السيارات ذاتية القيادة تحترم هذا القانون".

ومضى يقول مازحًا "السيارات ذاتية القيادة تتوقف عند الاشارة الحمراء. إنها حواسيب. وإن كانت السيارات الوحيدة التي ستتوقف يمكن تصور عدد الحوادث الذي سيسجل في البرازيل".

ومضى غصن يقول إنه في بومباي (الهند) "لا يحترم الناس ايضًا قانون السير على الدوام. البعض يسير في الاتجاه المعاكس عند المستديرات. لا يمكن نشر سيارات ذاتية القيادة على الطرقات في ظروف كهذه.

البدايات

السيارة ذاتية القيادة مشروع قامت به غوغل، ينطوي على تطوير التكنولوجيا للسيارات ذاتية التحكم، والسيارات الكهربائية بشكل خاص.&ويسمى البرنامج المحرك لسيارات غوغل بـ "السائق غوغل". وقامت الشركة &بكتابة حروف على جانب كل سيارة تحدد بأنها "سيارة ذاتية القيادة".

سمح بقانون القيادة الذاتية في العاصمة الأميركية واشنطن وأربع ولايات أخرى. وأصدرت ولاية نيفادا في 29 يونيو عام 2011 قانوناً يسمح بقيادة السيارات ذاتية القيادة في الولاية، بعد ان قامت غوغل بالتأثير على قوانين السيارات الروبوتية في تلك الولاية. دخل قانون ولاية نيفادا للسيارات ذاتية القيادة حيز التطبيق في 1 مارس عام&2012، وأصدرت وزارة نيفادا للمركبات ذات المحركات أول رخصة لسيارة ذاتية القيادة في مايو 2012، لسيارات تويوتا بريوس المعدلة مع تقنية غوغل التجريبية للقيادة الذاتية في أبريل 2012.

أصبحت فلوريدا ثاني ولاية تسمح لاختبار السيارات ذاتية القيادة على الطرق العامة. وبعد ذلك، أصبحت كاليفورنيا ثالث ولاية عندما وقع الحاكم جيري براون على قانون القيادة الذاتية في مقر غوغل في ماونتن فيو.&

وفي ديسمبر 2013، أصبحت ميشيغان الولاية الرابعة التي تسمح باختبار السيارات ذاتية القيادة في الطرق العامة في يوليو عام 2014. اعتمدت مدينة كور دي أليني ايداهو بيان الروبوتات، الذي يتضمن أحكاماً تسمح للسيارات ذاتية القيادة. في 28 مايو عام 2014، قدمت غوغل نموذجًا جديدًا من سياراتهم ذاتية القيادة من دون عجلة قيادة ولا دواسات.