أظهرت بيانات لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا (NHS) أن عدد الأشخاص الذين أدخلوا المستشفيات بسبب الإصابة بفرط الحساسية أو صدمات الحساسية زاد بأكثر من الثلث خلال السنوات الخمس الماضية.

ووفقا لبيانات القسم الرقمي في هيئة الخدمات الصحية فإن المستشفيات استقبلت 29544 شخصا يعانون من الحساسية خلال عام 2015/2016، مقارنة بـ22206 أشخاص في 2011/2012.

ويقول الأطباء إن زيادة مستويات النظافة قللت من مقاومة الأشخاص الطبيعية للبكتريا والأتربة التي تسبب أمراض الحساسية المعتادة.

وقال الدكتور دونالد هودج من "مجلس أمناء مستشفيات جامعة ليدز التعليمية" إن "حقيقة أننا نعيش في عالم أكثر نظافة بكثير مقارنة بمائة عام مضى هو السبب الرئيسي في زيادة أعداد الحالات التي تستقبلها المستشفيات بسبب أمراض الحساسية".

وأضاف: "لقد شاهدنا زيادة كبيرة في أعداد إحالات الأطفال (للمستشفيات في انجلترا) الذين أصبوا بالحساسية، وهذا من دون شك يعود إلى أن زيادة النظافة قللت من قدرتنا على تعزيز المقاومة للمواد مثل الأتربة واللقاحات".

ويُصاب الأشخاص بفرط الحساسية بسبب عدم تفاعل الجهاز المناعي للجسم بشكل غير متناسب مع مادة تعتبر غير ضارة في المعتاد.

والبيانات التي تشير إلى عدد الأشخاص الذين يعانون من نوع من أنواع الحساسية في بريطانيا غير شاملة، لكن مؤسسة أمراض الحساسية الخيرية في بريطانيا "UK Allergy" تقول إن نحو 50 في المئة من الأطفال يعانون حاليا من أحد أمراض فرط الحساسية.

يُصاب الأشخاص بفرط الحساسية بسبب عدم تفاعل الجهاز المناعي للجسم بشكل غير متناسب مع مواد تعتبر غير ضارة في المعتاد

وسينشر القسم الرقمي في هيئة الخدمات الصحية البريطانية رسميا أرقام في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل توضح زيادة مطردة في عدد الأفراد الذين يدخلون المستشفيات بسبب وجود فرط في الحساسية أو صدمة الحساسية.

وتشير البيانات المتعلقة باستقبال المستشفيات لهذه الحالات إلى أن بعض إدارات المستشفيات الفرعية (التابعة لهيئة الخدمات الوطنية) سجلت زيادات كبيرة في أعداد الأشخاص الذين يدخلون مستشفياتها جراء الحساسية.

وأعلنت الإدارة الفرعية لهيئة الخدمات الوطنية في جامعة لندن كوليدج زيادة بعشرة أضعاف في عدد الأشخاص الذين استقبلتهم مستشفياتها بسبب أمراض الحساسية، إذ سجلت الإدارة استقبال 1163 حالة في عام 2015/2016 مقارنة بـ103 فقط في عام 2011/2012.

لكن الزيادة في عدد الأشخاص الذين أدخلوا المستشفيات بسبب إصابتهم بصدمات الحساسية، وهي نوع من فرط الحساسية الأكثر خطورة، كانت أقل بقليل، فقد زاد عدد حالات استقبال الأشخاص الذين يعانون من صدمات الحساسية بواقع 19 في المئة في جميع أنحاء انجلترا.