أشرف أبوجلالة: على عكس ما هو معروف عن التفكير الايجابي ودوره في تحفيز الأشخاص لبلوغ الأهداف التي يطمحون إليها، فَجَّر خبراء مفاجأة مثيرة مفادها أن الإفراط في التفكير بصورة ايجابية قد يحول دون تحقيق الأشخاص لأهدافهم، لأنه يساهم في تحويلهم إلى أشخاص كسالى أو قنوعين بالوضع الراهن.

وطالب الخبراء في هذا السياق بضرورة التوصل إلى صيغة توازن مناسبة بين التفكير الايجابي والمواقف الواقعية.

ونقلت صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن تيم لوبون، العالم النفسي بجامعة سيتي في لندن، قوله: "مما لا شك فيه أن التعامل بشكل مبسط مع التفكير الايجابي قد ينطوي على بعض المخاطر. فهناك أدلة كثيرة تؤكد أن التخيل بشأن روعة وجمال المستقبل من الممكن أن يقود إلى حدوث قناعة بالوضع الراهن، فضلاً عن أنك تقوم بتهيئة نفسك للشعور بالحزن والصدمة ما لم يأتِ المستقبل بأمور غاية في الايجابية".

وقرَّبت الدايلي ميل الصورة بإشارتها لتلك النظرة الايجابية التي رسمها صديقان دانماركيان لشركة، تعاونا في تأسيسها قبل 15 عاماً، موضحة أن أحدهما بَشَّر الآخر ويدعى مايكل ستوشولم بأن الشركة ينتظرها مستقبل غاية في الروعة، وهو الأمر الذي صدَّقه ستوشولم تماماً، لكن مع مرور الوقت وبدء انهيار الشركة، بدأت تتحول وجهة نظر ستوشولم، ليتعلم مما حدث دروساً لا تقدر بثمن، حيث قال "بإفراطك في الايجابية أو التخيل، قد يستحيل عليك تنفيذ ما تصبو إليه على أرض الواقع، ولهذا من الممكن أن تتحول مع الوقت إلى شخص كسول وقنوع بالوضع الراهن".&

وأوضحت الصحيفة أن ستوشولم تعلم من إخفاقه الأولي أن الإفراط في التفكير الايجابي قد يكون وسيلة سيئة لبدء تحدٍّ جديد.

لكن لوبون عاود هنا ليشدد على أن الحل لا يكمن فقط في الابتعاد عن التفكير الايجابي، وإنما في ضرورة فهم القوى الكامنة للتفكير الايجابي والتفكير السلبي على حد سواء، وهو ما يعني أن الأشخاص يجب أن يبحثوا عن توازن مناسب بين التفكير الايجابي والمواقف الواقعية.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير نقلاً عن الدايلي ميل البريطانية على الرابط التالي.