افتتحت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة واحة العين، أول موقع مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة .


الواحة تهدف إلى توفير تجربة ثقافية تثري معارف المواطنين والمقيمين والزوار حول التاريخ التراثي والثقافي الغني لمدينة العين وإمارة أبوظبي على نطاق أوسع. 

تتكون واحة العين، التي تتولى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الإشراف على تطويرها وتحديث تجربتها التراثية الثقافية، من عدة مناطق توفر كل منها برامج متنوعة وأدوات تفاعلية وتعريفية للزوار ترتبط فيما بينها بممرات مخصصة لجولات الزوار يستكشفون من خلالها أبرز المعالم الطبيعية للواحة والطراز المعماري الفريد لمبانيها ومرافقها.

وتتضمن تجربة الزوار منطقة "الواحة المصغرة"، وهي تجربة تفاعلية تحاكي الواحة الحقيقية تمكن الزائر من اكتشاف شبكة نظام الفلج التي تنقل المياه إلى مزارع النخيل من الجبال القريبة، بالإضافة إلى الاسترخاء في الطبيعة مع توفر المقومات الحديثة للترفيه من خلال المطاعم والمقاهي ومحلات بيع منتجات الواحة في "واحة العين بلازا". 
"البلازا" 
أما منطقة "البلازا" فتتكون من عدد من المبان المنخفضة الارتفاع التي استلهم تصميمها من خطوط الهندسة المعمارية التجريدية البسيطة، وذلك باستخدام المنتجات ومواد البناء التقليدية الموجودة في البيئة المحلية. ويأخذ نظام الري الزوار إلى "معرض البوابة الغربية" الذي يوفر لهم تجربة تفاعلية فريدة على طول الممرات المائية المتدفقة إلى مزارع النخيل، في حين تقدم "حديقة الواحة" فرصة للتعرف على نموذج الزراعة ثلاثية الدورات التي ساهمت في تحقيق الاكتفاء الذاتي لسكان العين قديماً وخلق مناخ بيئي تنفرد به الواحة. 
"المركز البيئي"
ويوفر "المركز البيئي" للزوار تجربة شاملة تتضمن العديد من المرافق والمجسمات والألعاب التعليمية والمعروضات التي تروي قصة نشأة الواحة وأهميتها بالنسبة لأبناء العين وأبوظبي ككل. ويعكس التصميم المبتكر لـلمركز التكوين العضوي لعناصر الواحة، ويضم كسوة مستوحاة من سعف النخيل المتشابك، بالاضافة إلى استخدام مواد صديقة للبيئة.

كما تقدم الواحة للزوار فرصة للاسترخاء ومشاهدة المناظر الطبيعية لمدينة العين من "نقطة النجفة"، والتي تعكس أصالتها وتميزها وبيئتها الصحراوية الفريدة. وتشتمل التجربة على العديد من العناصر التراثية الأخرى التي تجسد تقاليد الحياة اليومية في الواحة، ومنها حوض "الشريعة" الذي يعد مكوناً هاماً من نظام الفلج استخدمه الأجداد في الماضي لري عطشهم وظمأ حيواناتهم. ولعبت "الشريعة" دوراً اجتماعياً هاماً باعتبارها فضاء للحوار والترفيه والاستخدامات اليومية. 

وتتضمن تجربة "جولة الواحة" عرضاً للبيئة الصحراوية والهندسة المعمارية التاريخية والتراث الثقافي والممارسات التقليدية إلى جانب تعريف الزوّار على نظامها البيئي الذي استطاع التعايش والتغلب على الظروف المناخية القاسية في الصحراء، وهو ما يتيح آفاقاً واسعة للدراسات والأبحاث المتخصصة في البيئات المناخية الصعبة.

وتشمل كذلك جولة تعريفية بالحفريات الأثرية التي تعود إلى العصرين الحجري والبرونزي والتي تروي سيرة تطور المجتمعات في المنطقة على مر التاريخ وما امتلكته ابن المنطقة من براعة ومرونة للتكيف على تحدي الصعاب. وترسم هذه المواقع الأثرية صورة واضحة للتحول الثقافي عند الانتقال من المجتمعات المرتحلة إلى المجتمعات المستقرة حول الواحات التي شكلت مهداً لازدهار الثقافة الإماراتية. وتعتبر هذه الجولة عنصراً محورياً في التجربة المتكاملة في واحة العين، حيث تؤكد قدرة سكان المنطقة على التكيف مع البيئة الصحراوية القاسية، وتأسيس مجتمعات مستقرة عاشت بها بشكل مستمر من العصر الحجري الحديث حتى اليوم.