ربطت دراسة حديثة بين انخفاض نسبة فيتامين دي لدى الأم الحامل وارتفاع نسبة تعرض الطفل لمرض التوحد. 


لاحظ باحثون أستراليون وجود صلة بين نقص فيتامين (د) خلال الفترة الأولى من الحمل ومرض التوحد، وأدى هذا الاكتشاف إلى رفع وتيرة التوعية حول تناول مكملات فيتامين (د) في أثناء الحمل على نطاق واسع.

وقال البروفيسور جون مكغراث (John McGrath) من جامعة معهد دراسات الأدمغة في كوينزلاند وهو الذي قاد فريق البحث إلى جانب الدكتور هينينغ تياميير (Henning Tiemeier) من مركز إيراسموس الطبي في هولندا: "هذه الدراسة تقدم دليلا إضافيا على أن النسب المنخفضة من فيتامين (د) ترتبط بها الاضطرابات العصبية (مرض التوحد)".

وأضاف ماكغراث أن المكملات الغذائية قد تقلل من الإصابة بمرض التوحد، وهي الحالة التي تؤثر على الحياة بشكل كامل وعلى ارتباط الأفراد بالبيئة المحيطة بهم. وقال: "نحن لا نوصي بالتعرض للمزيد من أشعة الشمس بسبب ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الجلد، ويمكن الحصول على فيتامين (د) من المكملات الغذائية والطرق الأخرى الأقل خطرا".
فنحن نحصل عادة على فيتامين (د) من أشعة الشمس، ولكن يمكن أن يكون هذا الفيتامين موجودا في بعض الأطعمة والمكملات الغذائية. ومن المعروف أن هذا الفيتامين ضروري جدا للحفاظ على صحة العظام، بالإضافة إلى وجود أدلة تثبت ارتباطه بنمو الدماغ.

وتناولت الدراسة ،حسب صحيفة الغارديان، ما يقرب من 4200 عينة دم من النساء الحوامل وأطفالهن، بالاعتماد على دراسة أجريت في روتردام بهولندا لدراسة الأسباب البيئية والوراثية المبكرة في النمو غير العادي والصحة. وشملت عينات الدم مستويات منخفضة من الفيتامين (د). وقال خبير التوحد ونمو الطفل البروفيسور أندرو وايتهاوس من معهد Telethon Kids، إن تناول فيتامين (د) ضروري جدا خلال فترة الحمل، ونتائج هذه الدراسة ليست مفاجئة تماما ويحتمل أن تكون شديدة الأهمية، ولكنها ليست قاطعة وتحتاج أن توضع في إطارها الصحيح.
وأضاف موضحا: "يوجد العشرات إن لم يكن المئات من الآليات المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد".

وسبق أن رُبط نقص فيتامين (د) خلال فترة الحمل بظهور حالات عديدة مختلفة، بما في ذلك الفصام والربو وانخفاض كثافة العظام. في وقت سابق من هذا العام، نُشرت دراسة أسترالية في مجلة Allergy and Clinical Immunology أظهرت أن فيتامين (د) ليس مهما فقط خلال فترة الحمل ولكن في المرحلة الأولى من حياة الطفل. ووجد الباحثون في معهد Murdoch دليلا على وجود صلة واضحة بين نقص فيتامين (د) في مراحل الطفولة المبكرة وأمراض الحساسية مثل الربو والأكزيما.