أغلقت مدينة شيجياتشوانغ الصينية المدارس بسبب كثافة سحب الضباب الدخاني التي تخيم على معظم أنحاء البلاد لليوم السادس على التوالي، على نحو أذكى غضب المواطنين من تباطؤ الاستجابة لمواجهة التهديدات الصحية على الأطفال.

وتعصف سحب دخانية خانقة بمعظم أنحاء منطقة شمال شرق الصين منذ يوم الجمعة الماضي مما أدى إلى معاناة ما يربو على 460 مليون شخص من صعوبات في التنفس. وتعتبر شيجياتشوانغ، عاصمة مقاطعة خبي، واحدة من بين أكثر من 20 مدينة رفعت مستويات التأهب إلى المستوى "الأقصى" واتخذت مجموعة من التدابير بموجب خطة طارئة للحد من التلوث كان من بينها إغلاق مصانع ملوثة ومنع سير المركبات في الطرق.

وعلى الرغم من أن شيجياتشوانغ من أكثر المدن تضررا مع ارتفاع نسبة التلوث، أرجأ قطاع التعليم في المدينة قراره حتى مساء الثلاثاء لتعطيل العمل في المدارس الابتدائية ودور الحضانة في أعقاب قرار مماثل اتخذته مدينتا بكين وشيانجين.

وأشار بيان المدينة إلى أن الأمر سيظل متروكا لمدارس المرحلتين الإعدادية والثانوية لتقييم الوضع واتخاذ قرار بتعطيل الدراسة بها. وأذكى البيان الذي نشرته إدارة التعليم على صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الغضب العام.

Cyclists ride along a road in heavy smog on 23 December 2015 in Beijing, China

وقال أحد المواطنين معلقا بسخرية على البيان: "هل أجسام طلبة المرحلة الإعدادية تنقي الهواء؟ هل تنتظرون جميعا حتى يصيبنا المرض قبل اتخاذكم القرار بمواجهة الأمر؟"

وغطت سحب من الدخان الأسود شوارع شيجياتشوانغ، التي يبلغ تعداد سكانها 10.7 مليون نسمة، يوم الأربعاء، في حين أسرع المارة وراكبو الدرجات في التحرك بعيدا عن سحب الدخان الكثيفة.

وارتدى مجموعة من المواطنين أقنعة الوقاية التي أصبحت من المشاهد المألوفة في بكين منذ أن أصدرت الحكومة أول بيان لها يرفع حالة التأهب إلى المستوى "الأقصى" في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي.

وشهدت شيجياتشوانغ 10 نوبات تلوث كبيرة للهواء خلال الشتاء الجاري، بحسب صحيفة "تشاينا ديلي" التي أشارت إلى أن ذلك جعل مركز المدينة يحتل صدارة قائمة وزارة البيئة الصينية للمدن الأسوأ تلوثا للهواء.

وتشتهر المدينة الصناعية بمنتجاتها الطبية وصناعة المنسوجات، وكلاهما من المصادر الرئيسية للتلوث.

A Chinese woman wearing mask walks in a shopping street during a hazy day in Beijing city, China, 22 December 2015

وقالت وزارة البيئة الشهر الماضي إن التلوث سجل مستويات سيئة في أكتوبر/تشرين الأول خلال نفس الفترة العام الماضي، على الرغم من الاتجاه الإيجابي عموما في تحسن جودة الهواء.

وتقول الصحيفة إن المشكلة قد تستمر سوءا بحسب ما ترصده البيانات والتوقعات، مشيرة إلى أن "شهر ديسمبر/كانون الأول سيواصل تسجيل اتجاه متراجعا أو سوء جودة للهواء".

وتسعى الحكومة الصينية إلى الحد من التلوث عن طريق إغلاق مصانع ملوثة لإنتاج الحديد الصلب، كما أدى فرض قيود على الانبعاثات إلى ارتفاع أسعار الحديد، حسبما نقلت الصحيفة عن خبير متخصص في الصناعة.

Vehicles run in the heavy smog on 23 December 2015 in Shijiazhuang, Hebei Province of Chin

ونشرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" مقالا ينتقد مسؤولين في المدينة ويتهمهم بالتباطؤ في تعطيل العمل بالمدارس لمواجهة الضباب الدخاني. وقالت: "إذا تجاهل المسؤولون الأمر أو تصرفوا بطريقة تتسم باللامبالاة، وتعرض المواطنين، لاسيما صغار السن، إلى مخاطر صحية محتملة، فذلك بدون شك يعد تقاعسا في أداء الواجب".