منذ 15 سنة ويشكو رودرويغو مونتيرو (66 سنة)من سان خوسيه بكوستاريكا من آلام كلما قام بحركة بسيطة او بنزهة قصيرة وعندما خضع لفحوصات مخبرية اتضح بانه مصاب بالتهاب المفاصل الحادة، بعدها انتقل الوجع الى أصابع يديه ووركيه.


سان خوسيه: يقول الدكتور فرناندو كوميز إختصاصي في أمراض الروماتيزم بان التهاب المفاصل أكثر الأمراض التي تصيب الانسان ما فوق سن الـ 65 ، وفي العالم ما يقارب من 70 مليون إصابة معظمها تصيب الركب واليدين أو الوركين. وهذا المرض له عدة أسباب من أهمها التقدم بالسن وثقل الوزن، لكن هناك أسباب مرضية منها إصابة مفصل بالتهابات او بترقرق العظام وفقدان قوة العضلات في دعم المفاصل وضعف الأعصاب الطرفية وهذا يسبب حركات غير منسقة تزيد الضغط على المفاصل.

أما ما يسبب الألم فهو إصابة الأنسجة الغضروفية بالتآكل والتلف وهي طبقة لزجة واقية تحمي العظام من الاحتكاك على بعضها البعض. واذا ما تآكلت هذا المادة الضرورية فان الجسم لا ينتجها مرة ثانية، عندها فان كل حركة يرافقها ألم نتيجة احتكاك العظام الدائم، وهذا يؤدي الى التهابات تصيب جوف المفصل مصحوبة بألم شديد . ومع ان مادة الغضروف في كل مفاصل الجسم معرضة للتلف إلا ان مفاصل الورك والركبة هما الأكثر عرضة للضرر لأنها تحمل وزن الانسان.

وإضافة الى الآلام الدائمة فان لالتهاب المفاصل عدة أعراض منها خشونة المفاصل بسبب تراجع كمية الغضروف بين المفصلين، وعند الحركة تصدر طقطقة من الركبة ويصاب المريض في بعض الاحيان بتقلصات لا إرادية للعضلات مع ظهور انتفاخ في المفاصل بالاخص مفاصل اليدين.

مسببا اختفاء الغضروف

يتغذى غضروف المفاصل من السائل الزليلي الذي ينتج الغشاء الزليلي وبالأخص عندما يتحرك الانسان. لكن وعدا عن الأسباب السابقة الذكر يمكن لهذا الغضروف ان يتلف بسبب حادث أو خلال ممارسة رياضة قوية مثل كرة القدم أيضا القيام باعمال تتطلب الجهد الكبير والضغط على المفاصل مثل الحمل الثقيل. ويمكن للتشوهات الخلقية في شكل الساقين ان تجهد المفاصل ، لكن قد يكون سبب فقدان نسيج الغضروف عوامل وراثية.

وخلال الاصابة بالالتهابات يصبح الغضروف رقيقا الى ان يختفي تماما وفي مراحل لاحقة تحتك اطراف العظام على بعضها ما يؤيد الى تغير شكلها. وبسبب اختفاء الغضروف فان العظام السائل الزليلي ينتج سائل زليلي اكثر يتجمع في المفاصل التي تصبح ضخمة ودافئة وهذا ينتج عنه آلام التهاب المفاصل.

وآلام المفاصل لا تأتي فجأة بل تصدر إنذارا، مثلا بعد جلوس لمدة طويلة ثم النهوض والقيام بحركة يشعر المصاب بالألم او بتصلب يختفي بعد دقائق قليلة، واذا ما تكررت الحالة يجب استشارة الطبيب العائلة او طبيب أمراض العظام. والعلاج السريع والمؤقت لاسكان الألم هي مسكنات خفيفة او ضمادات ساخنة وباردة إضافة الى قلة الحركة.

الكشف عن المرض والعلاج

عند استشارة الطبيب المختص على المريض شرح أشكال الآلام التي تصيبه وفي أية وضيعة يحدث الألم بعدها تجرى له الفحوصات السريرية، ثم ينتقل الطبيب الى الفحص الاعمق لتحديد مدى متانة أربطة العضلات ونسبة تآكل الغضروف.

يتم ذلك عبر أجهزة خاصة منها الرنان المغناطيسي او التصوير المقطعي وعلى اساس النتائج يتم وضع العلاج، فاما علاج عن طريق العقاقير الطبية او التمارين الفيزيائية والرياضة او بالجراحة. الا ان الدكتور فرناندو كوميز لا ينصح بالعلاج الجراحي فورا الا في حالات شديدة السوء على سبيل المثال ان المريض لم يعد يتحمل الالام والمشي.

فهو ينصح مرضاه بممارسة أنواع من الرياضة غير قاسية مثل السباحة والمشي وركوب الدراجة مع تمارين معينة بهدف تقوية العضلات، فعندما تقوى تحمل جزءا من وزن الانسان وتخفف العبأ على المفاصل، كما يجب الالتزام بنظام غذائي معين يقره الطبيب. وفي حال اجراء عملية جراحية وهي غير معقدة فانه يتم زرع غضروف اصطناعي يكون بمثابة وسادة بين المفصل.

وبعد العلاج في المستشفى على المريض ممارسة نوع من الرياضة الخفيفة كي يعتاد جسمه على الغضروف الجديد، وأهم نصيحة يقدمها الطبيب ان لا يزيد وزن المريض لان الوسادة تكون قد صنعت على اساس وزنه قبل العملية الجراحية وإلا فانه سوف يعاني من مشاكل بعد فترة وجيزة.

 

 

 

.