تثير بيانات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بوضع الاطفال الصحي القلق، ففي تقريرها الأخير أشارت الى ان طفل من أصل ستة أطفال في العالم وبالاخص في البلدان الصناعية والغنية مصاب بالسمنة المفرطة.


 
سان خوسيه: تشير منظمة الصحة العالمية الى ان السمنة لدى الأطفال لا علاقة لها دائما بالعامل الوراثي بل تسهم قلة الحركة واعتماد الاهل نظاما غذائيا خاطئا كالطعام الملئ بالمواد الدهنية والحلويات في تفاقم تلك الظاهرة.

وحيال قلق الكثير من الأمهات اللواتي يشكون من سمنة أولادهم في سن ما بين العام والعشرة أعوام تنصح لورين سانشيس طبيبة الأطفال في سان خوسيه بعدم اللجوء الى الحمية الصارمة بل اتباع نظام الخطوة خطوة من أجل تخفيض وزن الطفل.

وعلى الأم قبل كل شيء وبشكل بطئ تغيير عادات الأكل والشرب واعتماد الأطعمة المغذية، ومن المفضل تطبيق ذلك ليس فقط على الطفل السمين بل وعلى كل أفراد العائلة.

وتضيف الطبيبة، من أجل ضمان وزن طبيعي لطفلها على الأم اتباع خطة غذائية عندما يكون طفلها في عمر الأشهر، فالكثير من البروتين الحيواني والخبز الابيض والسكر والحلوى والطعام المليء بالدهون الكاذبة بالاخص اللحم عناصر تزيد من وزن الطفل.

وفي أي المواد الغذائية يتواجد الدهن السيء او غير المشبعة؟ 

سؤال يطرحه الاهل عندما يريدون اعتماد نظام غذائي صحي لهم ولأولادهم، هنا تقول الطبيبة انه متواجد في أطعمة عديدة يتناول الطفل خلال النهار او ما بين الوجبات الغذائية منها الكعك والرقائق والبسكويت والفوشار والمأكولات الاميركية السريعة. 

وسبب السمنة الزائدة قد يعود أيضا لعادة أكل سيئة في العائلة ككثرة تناول السكريات والحلويات والوجبات السريعة والاكثار من المشروبات الغازية المشبعة بالسكر والشوكولاته وقلة الحركة.

الوزن الزائد يسبب أمراض كثيرة

والمشاكل الصحية المرتبطة بالوزن الزائد لدى الأطفال كثيرة، اذ دلت بحوث طبية أميركية الى إصابة أطفال بعمر الخامسة بالسكري من النوع الثاني . كما قد تؤدي السمنة الى الاصابة بحصى في المرارة والكبد الدهني ومشاكل في العامود الفقري وآلام في الظهر. 

وتشكل السمنة ضغطا على المفاصل ما يؤدي الى اعوجاج في الساقين أو ضرب الركبتين او تباعدهما.

وقد ينتج عن الوزن الزائد اضطرابات في الهورمونات وجهاز التنفس يسبب الشخير والتسريع في انهاء فترة المراهقة واحتمال الاصابة بالعقم .وليس نادرا ما يصاب الطفل السمين جدا بتدني الاحترام الذاتي والاستقواء عليه من قبل الاطفال الآخرين.

ما العمل كي ينقص الطفل وزنه

برأي الدكتورة لورين سانشيس ان التغذية الصحية تبدأ مباشرة بعد الولادة، فحليب الام هو الغذاء الافضل للطفل في الأشهر الاولى من حياته، فكل وجبة فيها كل المقومات الغذائية منها البروتين ( 2،6 غرام/ في 100ملغ) واعتبارا من الاسبوع الثالث يتراجع ليصل الى حوالي 1،1 غرام لكل 100 ملغ مع متوسط محتوى للطاقة 69 سعرة حرارية. هذه الكمية من الوحدات الحرارية والبروتين هي مثالية لنمو الطفل، ولا يجب استبدالها بحليب البقر او الحليب الجاف. وفي أغلب الاحيان تبدأ السمنة الزائدة عندما تعتمد الام في تغذيته على هذه المنتجات.

كما لا تنصح الام باطعام طفلها عند بلوغه ال7 او ال8 اشهر مواد غذائية غير مواتية حتى ولو كانت وجبة خفيفة كاللبن مع الفاكهة او السميد او الحلوى. ففي كل 100 غرام منها يوجد 3،4 غرام بروتين اي ثلاثة اضعاف ما يحتويه حليب الام. فمع تناول نسبة عالية من البروتين يرتفع تركيز الاحماض الامينية الحرة في الدم، وهذا يحفز زيادة نسبة الانسولين وعناصر نمو محددة، وكلاهما يؤثر على النمو وزيادة الوزن.

الرياضة هي حل
عندما يلاحظ الاهل ان الطفل يعاني من زيادة الوزن عليهم المبادرة بسرعة لان بقاء هذه الكلغرامات ستلازمه في السنوات المقبلة وتلحق الضرر الجسدي والنفسي به. لكن قد تكون السمنة الزائدة هي عامل وراثي لذا يجب استشارة طبيب خبير من اجل ايقاف الطفل عند وزن معين.

ومن الامور التي يمكن اعتمادها في نظام الأكل الاكثار من الأغذية النباتية مثل الخضروات والفاكهة والأرز والبطاطا التي يجب ان تشكل الجزء الأكبر من الوجبة الرئيسية والتقليل من اللحوم ومنتجات الألبان والاكثار من السمك، ولا يجب الاستغناء تماما عن الحلويات والسكريات بل بكميات قليلة. والى جانب ذلك على الطفل السمين جدا ان يعتاد على الحركة على الاقل 90 دقيقة يوميا وعدم الجلوس ساعات أمام الكمبيوتر او التلفزيون بل ممارسة أنواع من الرياضة تناسب سنه كالسباحة والمشي وركوب الدراجة.