أظهرت نتائج دراسات اجتماعية أن الشخص المتزوج أو الذي كان متزوجا أقل عرضة للإصابة بالخرف مقارنة بمن يقضي حياته عازبا. وشملت الدراسة أكثر من 812 ألف شخص في أنحاء مختلفة من العالم. وحددت لجنة لانسيت في يوليو الماضي، العزلة الاجتماعية ضمن عوامل تسعة تؤدي إلى الإصابة بالخرف، في وقت أشارت فيه منظمة الصحة العالمية إلى وجود نحو 47 مليون شخص مصاب بالخرف على مستوى العالم.

أظهرت نتائج دراسات أجريت في وقت سابق أن الشخص المتزوج أو الذي كان متزوجا تقل كثيرا فرص إصابته بالخرف مقارنة بمن يقضي حياته عازبا.

وتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين لم يتزوجوا من قبل تزيد احتمالات إصابتهم بالخرف بنسبة 42 بالمئة عن الذين تزوجوا في منتصف العمر. ولم تكن هناك صلة بين الطلاق وزيادة فرص الإصابة بالخرف.

وقال كبير الباحثين أندرو سومرلاد من كلية لندن الجامعية "نتائجنا التي استندت إلى مجموعات كبيرة من السكان في بلدان كثيرة وفترات زمنية متعددة هي أقوى أدلة على أن المتزوجينأقل عرضة للإصابة بالخرف. يمكننا أن نكون متأكدين من ذلك تماما نظرا لأننا فحصنا ما يقارب من مليون شخص". وقال في مقابلة عبر الهاتف "ما لا يمكننا التأكد منه في هذه الدراسة هو تفسير ذلك".

وحلل سومرلاد وفريقه 15 دراسة نشرت حتى نهاية عام 2016 وفحصت الدور المحتمل للحالة الاجتماعية في احتمال الإصابة بالخرف. وشمل التحليل الجديد أكثر من 812 ألف مشارك في هذه الدراسات نصفهم في سن الخامسة والستين أو أكبر. وأجريت الدراسات في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا.

وقالت جوان مونين من جامعة ييل للصحة العامة في نيو هيفن بولاية كونيتيكت التي لم تشارك في الدراسة "هناك دلالة كبيرة على أن الزواج مفيد للصحة في الكثير من الأوجه المختلفة".

وأضافت في مقابلة عبر الهاتف "يتشارك الأزواج في سلوكيات صحية معينة للصحة العامة مثل الأنشطة البدنية ومتابعة نظامهما الغذائي بحرص والحد من الإفراط في استخدام مواد معينة".

وقال سومرلاد إن الأرمل تزيد فرص إصابته بالخرف 20 بالمئة عن الشخص المتزوج. وأشار إلى أن هذا قد يرجع لضغوط الحزن.

أما بالنسبة لغياب الفارق بين المتزوجين والمطلقين في فرص الإصابة، أرجع سومرلاد ذلك إلى احتمال أن يستمر التواصل بين المطلقين خاصة إن كان لديهما أطفال.
.
&