أشارت دراسة حديثة الى ان صحّتك ستتحسّن إذا ركّزت ليس على عدد ساعات الوقوف خلال اليوم فحسب، بل أيضاً على عدد المرات التي تقف فيها.


إيتسام الحلبي من بيروت: أنت تعلم أن الوقوف لفترات خلال اليوم يمكن أن يقلّل من بعض الآثار الضارة الناجمة عن الجلوس لوقت طويل. غير أنّ دراسة حديثة أجريت في جامعة غلاسكو في المملكة المتحدة تشير إلى أنّ صحّتك ستتحسّن إذا ركّزت ليس على عدد ساعات الوقوف فحسب، بل أيضاً على عدد المرات التي تقف فيها.

والرجال الذين شملتهم الدراسة أحرقوا كمية أكبر من السعرات الحرارية والدهون عندما وقفوا بشكل متكرّر طوال فترة ثماني ساعات (لمدة 90 ثانية في كل مرة)، مقارنة مع الوقوف بشكل متواصل لمدّة أطول (15 دقيقة في المرة الواحدة) حتى لو كان الوقت الإجمالي الذي أمضوه واقفين هو نفسه.

ويقول الباحثون إنّ هذه الحقيقة وحدها ليست مستغربة، لأن كل عملية انتقال من وضعية الجلوس إلى الوقوف (والوقوف إلى الجلوس) تتطلب تفعيل العضلات واستهلاك الطاقة. وتبيّن أيضاً أن حركات التململ وهزّ القدم تحرق سعرات حرارية إضافية، لأسباب مماثلة. لكنّها المرة الأولى التي يتم فيها إجراء اختبار للمقارنة بين فترات الوقوف، ما يوفّر أرقاماً فعلية لدعم هذا الاعتقاد الشائع.&
&

سيناريوهات تجريبيّة
لقد شمل البحث الذي نشر في مجلة Medicine & Science in Sports & Exercise ، 10 رجال يعانون من الوزن الزائد، شارك كل منهم في ثلاثة سيناريوهات مدتها 8 ساعات على مدى عدة أسابيع. في أحد السيناريوهات، جلس المشارك في الدراسة ليوم كامل، ولم يقف إلا للذهاب إلى المرحاض. في سيناريو آخر، كان المشارك يقف لـ15 دقيقة ثم يجلس لـ15 أخرى وهكذا دواليك. أما السيناريو الثالث فقد كان شبيهاً بالثاني، باستثناء أنّ بعض فترات الوقوف والجلوس كانت أصغر، حيث كان المشارك يجلي لمدة 90 ثانية ثم يقف لمدة 90 ثانية أخرى.

وفي سيناريوهي الجلوس والوقوف (أي السيناريو الثاني والثالث)، كان الرجال يقفون على أقدامهم لمدة أربع ساعات. وفي حين تضمّن السيناريو الثاني 32 نقلة &بين الوضعيّتين، فالثالث انطوى على 320. وهذا ما أحدث فرقاً: فبينما أحرق السيناريو الثاني نسبة 10.7% من السعرات الحرارية أكثر من سيناريو الجلوس بشكل مستمر، فالثالث أحرق نسبة 20.4% أكثر. بتعبير آخر، أحرق الرجال حوالي 76 سعرة حرارية أكثر خلال اليوم الذين وقفوا فيه لمدة 15 دقيقة متواصلة، مقارنة مع الجلوس طوال الوقت. لكنّ أجسامهم أحرقت معدّل 71 سعرة حرارية إضافية، وأكسدت حوالى 7.1 غرامات إضافية من الدهون- عندما رفعوا وتيرة الوقوف والجلوس.

ووفقاً للحسابات المذكورة في التقرير، فعلى مدى أربعة أسابيع، يمكن أن يترجم السيناريوهان الثاني والثالث بفقدان 2.7 و 4.9 ارطال من الوزن على التوالي. وحقيقة أن الوقوف بشكل أكثر تواتراً قد عزز أكسدة الدهون (العملية التي تكسر جزيئات الدهون في الجسم) قد تمتلك أيضًا تأثيراً على إدارة الوزن، إذ يبدو أنّ المستويات العالية من أكسدة الدهون تقيك من زيادة الوزن على المدى الطويل.&

خبر رائع
وفي هذا السياق، يقول خبير فيزيولوجيا التمارين، توم هولاند، إنه على الرغم من صغر حجم العينة، فالنتائج منطقية وينبغي اعتبارها "خبراً رائعاً." وفي رسالة إلكترونية أرسلها هولاند لموقع RealSimple.com، لفت قائلاً:" لا يقف الأمر عند حدّ عدم اضطرارك إلى الوقوف طوال اليوم أثناء العمل أو في المنزل، بل أيضاً يمكنك الاستفادة فعليًا من خلال التبديل بين وضعيتي الوقوف والجلوس" (علماً أنّ هولاند لم يشارك في الدراسة). وأضاف: &"أعتقد أن أحد الأسباب هو أن الارتفاع من وضعية الجلوس وتخفيض ضغط ثقل جسمك على ظهرك مرارًا يتطلّبان مجهوداً أكبر ويستهلكان طاقة أكثر من الوقوف بثبات بشكل متواصل."

وبحسب هولاند، قد يكون من الصعب، وحتى من المضرّ لإنتاجيتك، أن تغيّر وضعيتك كل دقيقة ونصف خلال اليوم. ولكن حاول تغييرها مراراً بقدر المستطاع. "فكر في الأمر وكأنّه فترة تدريب. فأنت في الواقع تضيف تمرين القرفصاء إلى روتين الوقوف."

ولكن تجدر الملاحظة أن الباحثين لم يجدوا تأثيراً كبيراً على الغلوكوز أو الأنسولين أو استقلاب الدهون الثلاثية في السيناريوهين القائمين على الجلوس والوقوف مقارنة مع سيناريو الجلوس فحسب. وبتعبير آخر، لم يقدّما كل الفوائد الفيزيولوجية التي قد يؤمّنها تمرين أكثر كثافة.

المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:
http://time.com/4632839/work-standing-burn-calories/?xid=newsletter-brief