تتربع اليوم الكثير من بلدان أميركا الجنوبية على لائحة معظم شركات السياحة في العالم لما فيها من أماكن طبيعية لا يوجد مثيل لها في العالم.


نهى أحمد من سان خوسيه: تيتيكاكا التي تبعد خمسة كلم عن مرفأ بينو في البيرو وترتفع 3810 امتارعن مستوى سطح البحر، تعد من بين أكثر الأماكن المميزة سياحيا . فمن يشاهد جزرها الـ 49 من الطائرة يعتقد بانها أسطول من السفن المصنوعة من القش، فكل بيوتها كما قواربها مصنوعة من القش فقط . ويقصدها آلاف السياح لمشاهدة غروب الشمس الذي يرسم لوحة فنية رائعة.

فبسبب ارتفاعها يمكن للزائر مشاهدة هذا المنظر الخلاب من كل زاوية بالأخص انعكاس أشعة الشمس على آثارها القديمة التي بناها سكانها الأصليون قبل مئات السنين، والذي يطلق عليهم إسم "أورو"، فيخال نفسه في هيكل كبير. حافظ السكان على كل عادات وتقاليد أجدادهم منها وسائل الدفاع عن النفس ضد قبائل الأنكا يومها ويمكن مشاهدتها في استعراضات فنية تقام في مناسبات دينية تتخللها رقصات شعبية بثياب ملونة رائعة.

وفي شمال الاكوادور بالامكان زيارة غابة تنمو فيها أجمل وأغرب الأزهار في العالم مشيا على الأقدام يطلق على الغابة اسم "أخوبالا" تكسوها طبقة من القطن الأبيض، لذا تسمى المنطقة غابة ازهار القطن. وللأزهار ألوان رائعة منها الأزرق والوردي تكسوها طبقة بيضاء من القطن الناعم، ولم يكتشف علماء الطبيعة حتى اليوم تكوين هذه الزهرة القطنية الغريبة لكن هذه الغابات مهددة اليوم بالانقراض، وتنخفض فيها بشدة ليلا درجة الحرارة لقربها من سلسة جبال الانديز. 

ومن يزور بحيرة لاغو جنرال كاريرا الواقعة بين الارجنتين و تشيلي لا بد من زيارة كهفها" لاغو جنرال كاريرا"، ويطلق عليه اسم " الكاتدرائية من الرخام" أيضا. ويبدو الكهف من بعيد وكأنه كوبا مقلوبا مستندا على أعمدة وعند الدخول اليه بالقارب يتفاجئ المرء بأشكال جدرانه الرائعة من الرخام الأبيض الناصع فيشعر وكأنه فوق كوكب غريب. ومن أجل اكتشاف أماكن أجمل يجب التوغل في أعماق الكهف عبر ممرات منخفضة السقف او ضيقة ما يجعل العبور مغامرة حقيقية.

تاتيو غازير

ويجب زيارة منطقة تاتيو غازير الواقعة عند الحدود البوليفية قرب صحراء اتاكاما حيث يقع بركان الـ "تاتيو" ويعلو حوالي 4300 متر. يقصدها الزوار في الساعات الأولى من النهار لمشاهدة أجمل منظر طبيعي، حيث يخرج بقوة كبيرة وكأنها طلقات نار ماء معدني ساخن من حفر عديدة في الأرض نتيجة ضغط الماء العال ودرجة الحرارة المرتفعة . لذا لا يمكن الاقتراب كثير منها بل يأخذ البعض أوعية لتعبأتها بالماء المعدنية . وعلى بعد كلمترات قليلة يسكن سكان المنطقة الأصليين مع حيواناتهم التي تشبه اللاما. 
سينو اوتوي 

ومن يحب الحيوانات الأليفة مثل طير البطريق من نوع ماغالان عليه زيارة منطقة سينو اوتوي الواقعة جنوب تشيلي، وهي مجرى مائي مغلق يشكل في نفس الوقت محمية طبيعية لذا يتجمع فيه سنويا أكثر من 5000 بطريق ماغالاني من أجل التزاوج واحتضان البيض. وأجمل المناظر يمكن مشاهدتها من شهر مارس حتى اكتوبر، فهذه الحيوانات تتمشى بين الزوار دون خوف. كما يمكن زيارة جزيرة ماغدالينا القريبة بالقارب حيث يبنى حوالي 6000 طير بطريق أعشاشهم. 

ماتشو بيتشو

ومن لم يسمع بحضارة شعب الانكا عليه زيارة اكبر مدنه في البيرو وهي ماتشو بيتشو وتعتبر احد عجائب الدنيا السبع الجديدة ووضعتها منظمة اليونيسكو على لائحة التراث العالمي. تقع المدينة على صخرة ارتفاعها 2340 مترا ومن كل جوانبها هاوية سحيقة.

فالى جانب جمال المكان فان المدينة غير عادية فهي بنيت في القرن الـ 15 بأسلوب عصري كما الهندسة المعمارية اليوم، حيث شقت شوارع متصلة ببعضها ومباني وقصور ومعابد وحدائق يتم الوصول اليها بسلالم حجرية من الشوارع وقنوات ري وبرك استحمام. وبنيت مبانيها بأحجار رصت فوق بعضها البعض من دون اي مواد تثبيت، ولا يختلف تقسيم البيت من الداخل ايضا عن تصاميم البيوت اليوم. ويزور هذه المدينة سنويا اكثر من مليون سائح. وتسمى ماتشو بيتشو بالحدائق المعلقة لان سكانها بنوها فوق هضبة عالية تخفيها غابات كثيفة كي لا يكتشفها الاسبان عندما دخلوا اميركا الجنوبية ولم يفشوا بسرها لذا حافظت على تكامل مبانيها ومعالمها حتى اليوم.

ولا بد من مشاهدة أغرب وأقدم صخرة في العالم والتي تقع في مثلت بين فنزويلا والبرازيل وغويانا وأطلق عليها اسم رورايما يبلغ ارتفاعها 2810 امتار. وحسب الباحثين فان عمرها يتجاوز الملياري سنة، وهي صخرة ضخمة قمتها مسطحة ومساحتها تبلغ تحو 18 كلم لونها فيروزي وتبدو وكانها قطعت بعناية بسكين حاد من كل جوانبها. أما الوصول إليها فيتم بواسطة طوافات صغيرة ويقصدها السياح لمشاهدة أجمل منظر فارتفاعها يوفر منظرا يطل على مساحات على مد النظر من الغابات الكثيفة التي لم يكتشف بعضها بعد.