قالت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر رود إن "الارهابيين يجب ألا يجدوا مكانا يختبئون فيه"، مطالبة بضرورة تمكين أجهزة الاستخبارات من الإطلاع على الرسائل الإلكترونية المشفرة.

يأتي ذلك بعد اكتشاف أن خالد مسعود، منفذ هجوم وستمنستر الذي راح ضحيته أربعة أشخاص وأصيب العشرات، كان يتواصل عبر تطبيق الرسائل الإلكترونية واتساب قبل تنفيذ الهجوم بدقيقتين.

وقالت شرطة لندن إنها لم تتمكن من الإطلاع على رسائل منفذ الهجوم لأسباب تتعلق بتشفير الرسائل من قبل الشركة المشغلة للتطبيق. وقال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين إنه لابد من أن يكون هناك "توازن بين الحق في المعرفة والحق في الخصوصية."

وأضافت وزيرة الداخلية البريطانية، في حديث أدلت به لبرنامج أندرو مار الذي يُبث على شاشة قناة بي بي سي وان: "نحتاج إلى التأكد من أن لدى اجهزة المخابرات القدرة على التعامل مع المواقف التي تحتاج فيها إلى الإطلاع على الرسائل المشفرة مثل رسائل واتساب."

وتُفعل واتساب، الشركة المملوكة لعملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك، خدمة رسائل مشفرة بالكامل، مما يجعل من شبه المستحيل الإطلاع عليها من قبل أي شخص أو جهة.

وتعد الشركة المشغلة لتطبيق واتساب الخصوصية من أهم المفاهيم "الراسخة في عقيدتها".

آمبر رود

طالبت وزيرة الداخلية البريطانية بمنح المخابرات الحق في الإطلاع على الرسائل المشفرة، مثل رسائل واتساب، إذا كان ذلك لمصلحة التحقيقات

دور أكبر للتواصل الاجتماعي

يأتي ذلك بعد سلسلة من التصريحات والمقالات التي نُشرت في صحف بريطانية واسعة الانتشار من قبل مسؤولين في الحكومة البريطانية طالبوا من خلالها بتعاون من شركات التواصل الاجتماعي مع الحكومة جهات التحقيقات وإنفاذ القانون في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف.

وأكد وزراء بريطانيون في أعقاب هجوم وستمنستر، الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخص وإصابة خمسين آخرين الأربعاء الماضي، أن على شركات التواصل الجتماعي أن تبذل مزيدا من الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب.

وطالبت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر رود، في مقال نشرته صحيفة صنداي تليغراف البريطانية، شركات تكنولوجيا المعلومات والتواصل الاجتماعي العملاقة مثل غوغل، وتويتر، وفيسبوك أن تكون بأن تتبنى منههجا "استباقيا" في التعامل مع التطرف والإرهاب.

ومن المقرر أن تلتقي وزيرة الداخلية البريطانية بمسؤولين في عدد من هذه الشركات في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

كما طالب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في مقال نشرته صحيفة صانداي تايمز، شركات تكنولوجيا المعلومات والتواصل الاجتماعي بتطوير تكنولوجيا يمكن من خلالها رصد المواد التي تنطوي على تطرف وحذف هذا النوع من المحتوى.

تأتي تلك الدعوات بعد أيام قليلة من هجوم وستمنستر الذي نفذه خالد مسعود بدهس عدد من المارة على جسر وستمنستر وطعن شرطي من قوة تأمين المجمع البرلماني في لندن الأربعاء الماضي، مما أسفر عن قتل أربعة أشخاص وإصابة حوالي 50 آخرين بينهم حالات خطيرة.

تواصل اجتماعي

تصريحات من وزراء بريطانيين تطالب بدور أكثر فاعلية للتواصل الاجتماعي في مكافحة المحتوى المتطرف

تصرف فردي

قالت شرطة العاصمة البريطانية يوم السبت إن منفذ الهجوم تصرف بمفرده دون تخطيط مع آخرين، لكنها أكدت أنها "عازمة" على اكتشاف ما إذا كان قد أقدم على الهجوم متأثرا بالدعاية الإرهابية.

وقالت آمبر رود في المقال نفسه إن "كل هجوم يؤكد من جديد على أن الإنترنت يلعب دور الموصل الجيد الذي يعمل على إثارة العنف والإيحاء بجدواه لمنفذي الهجمات، ونشر الأيدولوجيات المتطرفة." وأضافت: "نحتاج لمساعدة شركات التواصل الاجتماعي مثل الشركات المشغلة لتطبيقات التواصل الخاصة بغوغل، وتويتر، وفيسبوك وغيرها في هذا العالم."

وأكدت أيضا على أهمية أن تساعد في الغرض نفسه منصات التواصل الاجتماعي الأصغر حجما مثل تليغراف، ووردبرس، وجاستبايست.

وأكد أن الحكومة البريطانية تحتاج إلى دور أكثر استباقية وريادة تلعبه منصات التواصل الاجتماعي في مكافحة الإرهاب والتطرف، وأن هناك حاجة لأن تطور تلك المنصات تكنولوجيا أحدث وحلولا أفضل.

من جانبه، هاجم بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، عمالقة الإنترنت بسبب ما سماه " الاخفاق المثير للاشمئزاز" في حذف المحتوى الذي ينطوي على أفكار متطرفة.

وقال جونسون إنها (شركات الإنترنت العملاقة) "لا تتحرك عندما يتوجب عليها ذلك."

وأضاف أن "الشر ينتعش إذا وقف رجال الخير دون أن يحركوا ساكنا، وهو ما يحدث في الوقت الحالي." وانتقد الشركات المشغلة لتطبيقات التواصل الاجتماعي لسياستها في إدارة المحتوى، مشيرا إلى أنها "تضع إعلانات" بجانب المحتوى المتطرف.

واعتذر ماثيو بريتين، مدير غوغل أوروبا، الأسبوع الماضي عن ظهور إعلانات لمنظمات حكومية كبرى في أحد مقاطع الفيديو التي تروج للتطرف على موقع التواصل الاجتماعي عبر الفيديو يوتيوب.

وأكد بريتين إن الشركة ستراجع سياساتها الإعلانية وتعزز تفعليها بما يحول دون تكرار ما حدث. وكانت أودي لصناعة السيارات وسلسلة محلات مارك آند سبنسر من الشركات التي سحبت إعلاناتها من يوتيوب بسبب تلك الواقعة.