تعيش الفئران المنزلية داخل بيوت الكثيرين في شتى أرجاء العالم

تعيش الفئران المنزلية داخل بيوت الكثيرين في شتى أرجاء العالم

أشارت أدلة حفرية إلى أن الفئران بدأت علاقتها بالإنسان قبل 15 ألف عام بحسب دراسة نشرتها دورية "بي إن إيه إس" العلمية.

ويعد ذلك التاريخ أقدم بكثير مما كان معتقدا في السابق، وهو تاريخ يسبق فجر الزراعة.

ويعتقد العلماء أن الفئران البرية زحفت إلى الاستيطان في منطقة الشام (شرق البحر المتوسط) بهدف سرقة الحبوب والبذور البرية التي كان يجمعها الإنسان القديم ويخزنها.

وأصبحت هذه القوارض تلك الفئران التي نعرفها اليوم باسم فئران المنزل، وهي تتغذى على بقايا الطعام وتحتمي داخل منازل البشر.

وقال توماس كوتشي، مسؤول بمتحف التاريخ الطبيعي في باريس :"احتلت فئران المنزل جميع أركان العالم مثل الإنسان بفضل تلك العلاقات القائمة اليوم، كما أصبحت واحدة من أكثر أنواع الثديات انتشارا".

ويعتمد البحث الذي يشرف عليه كوتشي على دراسة بقايا أسنان القوارض التي عثر عليها في جنوب الشام.

وبدأت الفئران علاقتها بالإنسان "بمجرد بدء استقرار الأنواع وبناء منازل قبل 15 ألف عام".

وكان الناس يعيشون في منازل مستديرة مصنوعة من الحجارة والطين. وكانوا يغطون الحبوب البرية مثل القمح والشعير، وكذلك الغزلان والخنازير البرية التي اصطادوها.

ونمت الفئران فيما يبدو في ظل هذه البيئة، مع توافر الطعام وتراجع عدد الحيوانات المفترسة، وهي فترة تسبق قليلا ظهور القطط والكلاب على الساحة.

وكان من بين الأشياء المدهشة المكتشفة في الموقع هو وجود بعض أقدم الأدلة على استئناس الكلاب، وعثر عليها في حفرة بشرية.

وقال جيرمي سيرل، باحث مستقل من جامعة كورنيل الأمريكية، إن النتائج تسلط الضوء بشكل مثير على الصلة التي ربطت فئران المنزل بالإنسان قبل عصر الزراعة.

وقال :"المهم في الأمر هو استقرار فكرة تخزين الحبوب. فلم يكن من الضروري زراعتها، فهي مواد غذائية برية كان يجمعها الصيادون وجامعو الحبوب".

وعلى الرغم من اعتبار فئران المنزل حيوانات برية، فقد ارتبطت حياتها بالإنسان.

كما استطاع الإنسان استئناسها تماما كحيوان أليف أو فئران تجارب في المختبرات العلمية، وهي واحدة من أهم أنواع الفئران في مجال البحوث الطبية.