أن تكون المرأة "عربية" و"محجبة" أمر يثير الكثير من الأحكام المسبقة لدى جزء من المجتمع الأميركي. هذا ما حاولت مغنية الراب منى حيدر، التعبير عنه من خلال أغنية راب، تنتقد عبرها الأفكار النمطية وتحاول أن تظهر بأن لا تعارض يوجد بين "الحجاب" وبين عصرنا. 
إعطاء صورة مختلفة عن المرأة المسلمة ومحاربة الأفكار النمطية عن الإسلام هي الأهداف التي حاولت المغنية الأمريكية من أصول سورية منى حيدر (28 سنة)، تحقيقها بإطلاق الفيديو كليب "حجابي".

في الفيديو كليب تظهر المغنية الشابة الحامل وهي محجبة وتغني موسيقى راب عن واقعها اليومي، لتبلغ رسالة مفادها أن حجابها لا يعني تقييدها وانتزاع حريتها منها، وأنها ليست مختلفة عن النساء الأخريات. فالنساء المحجبات بحسب المغنية يملكن الحق في تغطية رؤوسهن وممارسة حياتهن بشكل عادي في نفس الوقت.

ونبعت فكرة هذا العمل الموسيقي من لقاءاتها المتعددة بأميركيين يجهلون كل شيء أو بالكاد عن الإسلام، إذ روى زوجها سيباستيان روبينس في حوار مع موقع " fusion " أن منى تُسأل بشكل منتظم ومحرج عن هذا اللباس وإن كان لا يزعجها ارتداء الحجاب.

تنبع الأسئلة من سوء الفهم أو الجهل بطبيعة التقاليد الإسلامية، ما دفع الفنانة إلى تأليف وتلحين "حجابي"، التي نشرتها على الإنترنت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة (احتفالية سنوية أطلقها العام الماضي موقع muslimgirl.com بشراكة مع عدة وسائل إعلام أميركية).

ولاقت أغنية منى حيدر، التي تكتب نصوصها بنفسها، إقبالا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعية، لكن تعليقات رواد الإنترنت انقسمت بين مؤيدين للفكرة ومعارضين لها، سواء في أوساط المسلمين أو غير المسلمين.

أميركية لكن...
يؤكد سيباستيان روبينس، الذي أعلن إسلامه قبل الزواج من الفنانة، في نفس الحوار المذكور أعلاه، أنه اكتشف بعد عقد قرانهما التمييز الذي يتعرض له غير البيض في أمريكا وأنه "لم يكن يعي بطبيعة نظرة المجتمع إليهم" قبل ذلك. لهذه الأسباب ساند سيباستيان زوجته في المشاريع التي تقوم بها ومن ضمنها حملة «Ask a Muslim» (اسأل مسلما) للتعريف بالإسلام، والتأكيد على أن لا تعارض يوجد بين القناعات الدينية للمسلمين وبين نمط الحياة المعاصرة.

رغم أن الشابة ولدت لأبوين سوريين يقيمان في الولايات المتحدة الأميركية منذ 1960، فهي عانت من التمييز والأفكار المسبقة التي يعاني منها المسلمون في حياتهم اليومية. صارت المغنية المقيمة في كامبريدج بولاية ماسشوسيتس تواجه هذا النوع من التمييز بشكل أكثر حدة منذ الأحداث الإرهابية في باريس وفي سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا. ولاقى الفيديو كليب، إقبالا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاوز 300 ألف مشاهدة على صفحة المغنية في يوتيوب.

رابط الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=XOX9O_kVPeo