رأى تقرير طبي حديث ان للفقر تأثيره على صحة الدماغ وذلك بسبب الحالة النفسية والضغوط التي يعيشها الفقراء.


أشارت الدراسة التي نشرتها مجلة ذي"أتلانتك" الأميركية الى أنه عندما يعيش شخص ما في فقر، فإن جهاز النطاقي (الجزء الأمامي للدماغ ويعرف بالقشرة أمام الجبهة) يواصل إرسال إشارات الخوف والقلق بشكل مستمر إلى القشرة أمام الجبهية، والتي بدورها تُصبح مُثقلة بهذا النوع من الإشارات التي تعيق قدرتها على أداء مهتمها الأساسية في التخطيط وحل المشكلات وتحديد أهداف حياتية جديدة.

يؤكد المقال أن البشر جميعًا يمرون بهذه المرحلة، بغض النظر عن طبقاتهم الاجتماعية، وأن هذا التحميل الزائد على تلك القشرة يمكن أن يحدث لأسباب متعددة، من بينها المرور بفترة صعبة في العمل، أو وجود ظروف أسرية غير مستقرة، إلا أن من يعانون الفقر يواجهون ضغطًا إضافيًا، وهو ضغط ظروفهم المعيشية. يتحدث العلم بوضوح في هذه النقطة، إذا ما استُهلِكت قدرة العقل في هذه المخاوف والأمور المقلقة، فلا يمكن للعقل إعطاء المزيد.
في الولايات المتحدة، أسست منظمة «Economic Mobility Pathways» برنامجا خاصا بهدف خلق أفكار جديدة داخل عقول الفقراء، والتي ستساعدهم بدورها في تحقيق أهداف كانوا يرونها مستحيلة.

التفكير الايجابي 
وتشير المنظمة إلى أن تلك الأفكار تدور حول مساعدة الفقراء على كسب المزيد من المال، ومحاولة تدريبهم للإمساك بزمام الأمور في حياتهم، وبالتالي إتاحة مساحة أكبر لعقولهم للتفكير نحو خطوات أكثر إيجابية. من المؤكد أن تلك الضغوط والمخاطر المستمرة التي تتلازم دائمًا مع الفقر تغير من الطبيعة العقلية للفقراء، وهو ما يؤكده آل ريس، نائب مدير مركز تطوير الطفل بجامعة هارفارد، والذي أكد أن الأطفال الذين تربوا في بيئة فقيرة يواجهون تلك الآثار بشكل مضاعف، إلا أنه أكد أن تلك الأجزاء من المخ «مرنة نسبيًا»، بما يعني أنه يمكن العمل على معالجتها وتحسينها.