وجهت انتقادات لتقنية حَكَم الفيديو المساعد، وذلك عقب انتهاء بطولة كأس العالم للقارات لكرة القدم، التي فازت بها ألمانيا بتغلبها على تشيلي بنتيجة هدف دون مقابل.

وبدا أن مدافع تشيلي غونزالو خارا يلكز بمرفقه اللاعب الألماني تيمو فيرنر في وجهه خلال المباراة، لكنه حصل فقط على إنذار، حتى بعد استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد.

وشهدت البطولة عددا من المواقف المثيرة للجدل، والتي استخدمت فيها هذه التقنية.

وقال المدافع السابق لفريق أرسنال الإنجليزي، لي ديكسون، إن هذه التقنية "فوضوية".

وأضاف في حديث بقناة أي تي في البريطانية "بالنظر إلى الرياضات الأخرى التي تستخدم نظام حكم الفيديو المساعد، فإننا (في كرة القدم) أضحوكة".

وبوسع الحكم أن يقرر ما إذا كان يريد الاستعانة بتقنية الفيديو، لكن المسؤولين الآخرين، بمن فيهم المسؤولون عن تقنية الفيديو أنفسهم، يمكنهم أن يقترحوا على الحكم أن يستخدم التقنية.

وإذا استخدم الحكم تلك التقينة فله الخيار بأن يتبنى قرار حكم الفيديو المساعد، أو يراجع بنفسه صور الفيديو عبر شاشة على جانب الملعب.

وراجع حكم المباراة النهائية، ميلوراد مازيتش، الشاشة ليشاهد إعادة للاحتكاك بين خارا وفيرنر، وقرر أن الخطأ يستحق الإنذار فقط وليس الطرد من المباراة.

ولم تكن تلك الحادثة هي الأولى المثيرة للجدل خلال البطولة.

ففي مباراة الدور نصف النهائي التي انتهت بفوز تشيلي على البرتغال، بدا أن المدافع البرتغالي خوسية فونتي يعرقل اللاعب التشيلي فرانسيسكو سيلفا داخل منطقة الجزاء، لكن الحكم لم يحتسب ضربة جزاء، أو يطلب مشاهدة الاحتكاك مرة أخرى عبر تقنية الفيديو.

وفي مباراة ألمانيا والكاميرون بدور المجموعات، طرد الحكم لاعبا بالخطأ بعد مراجعة احتكاك على الشاشة، ثم صحح قراره بعد مراجعة ثانية.

كما توقفت مباراة المكسيك ونيوزيلندا بدور المجموعات لفترة طويلة حيث راجع الحكم شجارا نشب بين اللاعبين. وفي بادئ الأمر، أشهر الحكم البطاقة الصفراء في وجه لاعب واحد. وبعد مراجعة الفيديو، وجّه الإنذار للاعبين اثنين آخرين.

اللاعب الألماني تيمو فيرنر على الأرض
Getty Images
سقط اللاعب الألماني تيمو فيرنر على الأرض، بعد ما يبدو أنها لكزة من التشيلي غونزالو خارا

تقنية "عديمة الفائدة"

وفي تغريدة بموقع تويتر، قال الحكم السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز مارك هيلسي "ما الذي يحدث مع تقنية حكم الفيديو المساعد؟ إنها فوضى. هناك بروتوكول مفعل لكن المسؤولين لا يلتزمون به".

وقال لويس غارسيا، الجناح السابق لفريق ليفربول والمنتخب الإسباني، عبر تويتر "مازلت غير قادر على استيعاب حكم الفيديو المساعد. إذا كان عليك أن تأخذ قرارا وتوقف المباراة، فيجب أن يكون السبب في ذلك أمر قد يغير مسار المباراة".

بدوره، قال المهاجم السابق لفريقي ليفربول وأستون فيلا، ستان كوليمور، عبر تويتر "كان يجب أن يُطرد خارا! أتساءل ما إذا كان التوقف قد جعل الحكم يفكر في الإبقاء على الفريقين كاملين لأنها المباراة النهائية. لا يوجد تفسير آخر".

هل هناك أوقات نجحت فيها تلك التقنية؟

يقول ماسيمو بوساكا، رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إنه خلال مراحل البطولة اتخذت ست "قرارات غيرت مسار المباراة" عبر استخدام التقنية، كما اتخذ 29 "قرارا مهما". وهذا يعني أنها استخدمت 35 مرة في 12 مباراة.

وقد أثبتت التقنية فعاليتها.

ففي مباراة المكسيك والبرتغال بدور المجموعات، ظن المدافع البرتغالي، كليبر بيبي، أنه أحرز هدف التقدم لبلاده، لكن الحكم ألغى الهدف بسبب التسلل بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد.

حكم الفيديو
Reuters
راجع الحكم مازيتش صور الفيديو، قبل أن يتخذ قراره

ما رأي الفيفا؟

تحدث رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، قبيل المباراة النهائية، واصفا تلك التقنية بأنها "نجاح عظيم"، لكن هناك حاجة لمزيد من العمل بشأن "التفاصيل"، مثل سرعة اتخاذ القرار.

وأضاف إنفانتينو "دون تقنية حكم الفيديو المساعد كنا سنشهد بطولة مختلفة، وربما كانت أقل عدلا. بفضل تقنية الفيديو حققنا شيئا عظيما. الأخطاء الكبيرة لن تتكرر مرة أخرى".

وتابع "الحكم سيبقى دائما صاحب القرار، وسيكون هناك دوما نقاشات حول قرارات الحكام، لكن الأخطاء الكبيرة ستصحح، وهذا إنجاز عظيم بعد أن طالب به كثيرون على مدار سنوات طويلة".

وأقر رئيس لجنة الحكام في الفيفا، ماسيمو بوساكا، بأن "العديد من الجوانب يجب تحسينها" في تقنية حكم الفيديو المساعد.

وقال "كل أطقم الحكام في كل الدول التي تزود كأس العالم بالحكام عليها العمل مع تقنية الفيديو يوميا".

واختتم بوساكا قائلا "خلال خمسة أيام أجرينا تدريبا على تقنية حكم الفيديو المساعد لهذه البطولة. لكي نطبق تلك التقنية بشكل أوسع ولكي نصل للمستوى الذي نرغب فيه نحتاج مزيدا من الوقت".