لندن: من يعتمد عمله على جسمه يحتاج الى نظام غذائي يناسب طبيعة عمله. وقد يبدأ بكاربوهيدرات يكون هضمها بطيئاً لإعطاء طاقة تستمر فترة أطول. ولكن قلة من اصحاب المهن "الفكرية" يسألون أنفسهم عن الأغذية والمشروبات التي تساعدهم على اتخاذ القرارات الصائبة وتقوي تركيزهم وتخفف توترهم العصبي. 

وهذا خطأ كبير لأن ما نُدخله في اجسامنا يؤثر في أدمغتنا التي لا تزن إلا 2 الى 3 في المئة من الجسم لكنها تستهلك 25 الى 30 في المئة من الطاقة المتوفرة مما نأكله.

اليكم ما يحتاج الدماغ الى الإكثار أو التقليل منه لكي يعمل على أحسن وجه ممكن:

ماء أكثر

شرب كميات كافية من الماء أمر بديهي، لكنّ كثيرين لا يفعلون ذلك. فالدماغ يحتاج الى نحو 500 مليلتر من الماء عن كل 13.6 كلغم من وزن الجسم. وبالتالي فإن الرجل الاعتيادي البالغ وزنه 75 كلغم يحتاج الى 2.75 لتر من الماء كل يوم. وهذا هو الحد الأدنى المطلوب لتفادي أي تأثير ضار بالذاكرة والتركيز واتخاذ القرارات. 

كحول أقل

إذا كان قدح من الماء يفيد الدماغ، فإن قدحاً من النبيذ يمكن أن يبطئ عمله. ذلك ان تناول الكحول يرفع مستوى الهرمون كورتيزول نتيجة رد فعل الجسم على دخول مادة سامة فيه. وزيادة مستوى الهرمون كورتيزول فوق الحد المطلوب يمكن ان تؤدي الى جملة آثار سلبية على الجسم منها زيادة الوزن، وعلى الدماغ ، بما في ذلك القلق والكآبة خاصة إذا اقترن الكحول بنظام غذائي غني بالسكر والكفايين. 

مزيد من الخضروات والحبوب

المعروف أن الأغذية الغنية بالمغنيزيوم يمكن ان تقمع انتاج الهرمون كورتيزل، ولكن الضغط النفسي يتسبب في نضوب مخزون الجسم من المغنيزيوم.

الحبوب الكاملة والفاصوليا بأنواعها والخضروات الورقية مصدر جيد للمغنيزيوم وكذلك المكسرات والبذور. ولكن هذه المصادر الطبيعية لا تكون دائماً كافية، ولهذا يمكن اضافة مكملات تساعد على التعويض عن النقص.

تونة أقل وسالمون أكثر

سمك السالمون وغيره من الأسماك الدهنية مثل الاسقمري البحري عظيمة الفائدة للدماغ بسبب ما تحتويه من حوامض اوميغا ـ 3 الدهنية الضرورية وفيتنامين بي ـ 12 وبروتين. وتساعد المغذيات الموجودة فيها على نمو خلايا الدماغ، ويمكن ان تمنع تراجع القدرات الذهنية. من جهة أخرى يمكن للأسماك المدَخنة والأسماك الغنية بالزئبق مثل التونة وابو السيف ان ترفع مستوى المواليات للأكسدة في الجسم وتتلف خلايا الدماغ. 

راحة أكثر وعطش وجوع أقل

الانهاك يمكن ان يؤدي الى سلوكيات تؤثر سلباً على طريقة التعامل مع الآخرين واتخاذ القرارات. لذا لا بد من ايجاد الوقت لراحة الجسم والعقل بدرجة كافية. ويصح الشيء نفسه على الجوع والعطش. فهما يدفعان الدماغ الى العمل بنمط البقاء فيسحب الدم من القشرة العقلانية الى تلك المنطقة من الدماغ التي تتحكم بوظائف اساسية نعتمد عليها في شؤوننا اليومية مثل ارتداء الملابس والذهاب الى العمل، ولكن على حساب وظائف تنفيذية أعلى مثل حل مشاكل معقدة والتفكير المرن والخلاق وضبط المشاعر ومنع المواقف المنحازة.

إذا كان اجراء تغيير جذري في النظام الغذائي لتحقيق هذه الأهداف يبدو متعذراً، فإن اجراء تغيير واحد في السلوك لتقوية صحة الدماغ يمكن ان يُحدث فارقاً كبيراً.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "فاست كومباني". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.fastcompany.com/40440897/your-brains-personal-trainer-would-give-you-this-advice?partner=rss&utm_campaign=rss+fastcompany&utm_content=rss&utm_medium=feed&utm_source=rss