يعد مرض التهاب الكبد الفيروسي A من الأمراض التي تصيب الأطفال في الدول التي تعاني من نقص في النظافة خاصة في الأطعمة والمياه. يصيب الكبد ، من جراء المرض التهابا، ويسبب أعراضا مرضية تتراوح بين البسيطة والوخيمة.
• ينتقل الفيروس عبر تناول طعام أو مياه ملوثة أو الاتصال المباشر بالمصاب. 
• وبما ان الوقاية خير من ألف علاج تعتبر إمدادات المياه المأمونة، والسلامة الغذائية، النظافة العامة من أكثر السبل فعالية لمكافحة المرض.
فيما يلي تعريف علمي للمرض مصحوب بتفسير أسبابه وسبل الوقاية منه والعلاج المناسبة.

التهاب الكبد الحاد

غالبا ما يحصل إلتهاب الكبد الحاد بسبب أدوية الباراسيتامول أو لآزونزايد او بسبب الاصابة بالتهابات فيروسية أو الاصابة بمتلازمة رايز حيث يكون مترافقاً مع الأسبرين.
والتهاب الكبد الحاد : عادة ما ينتهي خلال ستة شهور من الإصابة ولدى الأطفال إذا بقي أو استمر الإلتهاب بعد هذه الفترة فإن هذا يعني أن الطفل بدأ الإصابة بالتهاب الكبد المزمن.
ومرض الإلتهاب الكبدي الفيروسي الحاد من الممكن أن يسبب حالة مرضية سريرية خفيفة أو أن يكون بأعراض مرضية تشفى بنفسها ونادراً ما يؤدي إلى عجز كبدي حاد.

الأسباب 

التهاب الكبد الفيروسي الحاد غالباً ما يكون سببه:
1- Hepatitis (A) فيروس (A) فترة الحضانة من 2-6 أسابيع ، المتوسط 4 أسابيع
2- Hepatitis (B) فترة الحضانة من 6 أسابيع إلى 6 أشهر
3- Hepatitis (C) فترة الحضانة من أسبوعين إلى 6 أشهر
4- Hepatitis (D)
5- Hepatitis (E)
6- Hepatitis (F)

الأسباب الأخرى
قد يسبب كل من فيروس الأدنو وفيروس المضخم للخلايا وفيروس حمى الغدد وفيروس الايدز والحصبة واليديري وفيروس هيربس الاصابة بالتهاب الكبد الفيروسي نوع A.

طريقة انتقال المرض وفترة حضانته :

تعتبر الأطعمة والمياه الملوثة من أبرز أسباب انتقال المرض حيث يدخل الفيروس الى الجهاز الهضمي ويفرز عن طريق صفراء الكبد ، ويتواجد بنسبة تركيز عالية ببراز المريض وخاصة بالبلدان التي يختلط فيها براز المريض بالماء أو الطعام.

يشار الى ان مراكز رعاية الطفولة والحضانات من أسباب تفشي وانتشار الفيروس وكذلك السفر إلى المناطق التي ينتشر بها المرض. أما من يظن ان الدم هو ناقل للفيروس فهو مخطئ لكن الاتصال الجنسي مع المصابين بالمرض يشكل خطرا كبيرا على الشريك المعافى .

ومن المعلوم ان ذروة إفراز الفيروس الكبدي تكون خلال أسبوعين قبل ظهور اليرقان على المريض، ولهذا فإن الطفل المريض يصبح بحالة عدوى للآخرين قبل أسبوعين من بداية ظهور الأعراض ، ويستمر بالعدوى لأسبوع أو أكثر بعد ذلك.

الأعراض 
يعتبر التهاب الكبد الفيروسي (A) شديد العدوى. والأطفال الصغار المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي عادة لا تظهر عليهم أعراض المرض واضحة ، والجدير ذكره ان إلتهاب الكبد الفيروسي A ، B ، E تكون أشد وطأة على الكبار من الصغار.
ويتمثل المرض بارهاق وتعب عام للجسد مصاحب بفقدان للشهية والغثيان والتقيؤ وآلام بالبطن ووجع بالمفاصل ، مع ارتفاع درجة الحرارة.
أما اليرقان فيظهر على وجوه بعض الأطفال، بالتوازي مع لون غامق للبول ولون باهت للبراز.
وكذلك تضخم الكبد والطحال وظهور طفح جلدي.

المضاعفات والعلاج ....
ومثل أي مرض هناك مضاعفات مصاحبة له، ويعد عجز الكبد الحاد والمفاجئ و واعتلال الدماغ وتجلط الدم من أبرز مضاعفات الاصابة بالمرض.
كثيراً من حالات التهاب الكبد الحاد تشفى بالفترة ما بين 4-12 أسبوع، وقد يتحول الى مرض مزمن، علما انه لا يوجد علاج محدد داعم للمريض. ومن المتعارف عليه ان الإهتمام والعناية بالمريض تكون غالباً بالبيت.
أما الدخول الى المستشفى فلا يتم إلا في حال تعرض الطفل الى التقيؤ المستمر، وفي حال التهاب الكبد الفجائي والشديد. ومن الضروري اتخاذ الإحتياطات الطبية الوقائية الخاصة عند فحص دم وسوائل جسم المريض.

النظافة ضرورة 
تعد النظافة من أولويات التعامل مع الطفل المصاب، كالإبتعاد عن تناول المياه غير المعقمة . وتجنب الذهاب الى المدرسة أو الحضانة لمدة سبعة أيام أو أكثر بعد بداية اليرقان. مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية معرفة سبب او مصدر الإلتهاب.

الوقاية 
تعد الوقاية خير من ألف علاج لدى حالة المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي، لذا لا بد من الإبتعاد عن الأماكن المكتظة بالناس، غسل اليدين وشرب المياه النقية وتنظيف الطعام، الالتزام بكافة اللقاحات المطلوبة للطفل بما فيه طعم التهاب الكبد الفيروسي (A).
وعلى الأهل أخذ الحيطة لدى السفر خلال الأجازات، وتجنب المناطق التي لا يتوافر بها العناية بالصحة العامة ونظافة الطعام وتنقية المياه.

حقائق تاريخية :

في القرن الميلادي الثاني ، جاء الشرح والوصف الأولي لهذا المرض كالتهاب كبد فيروسي ، و في العام 1920 عرف التهاب الكبد الفيروسي (A) بأنه من الأمراض المعدية ، بمنتصف القرن العشرين ، استطاع العلماء عزل الفيروس (A) من بول ، دم ، وبراز المريض.

وهذا المرض متواجد حول العالم ، وخاصة بالشرق الأوسط ، أفريقيا ، آسيا ، ووسط وجنوب أميركا ، في الدول التي هي في طور التقدم ، أو بالمناطق السابقة ، أغلب الناس الذين أصيبوا بالتهاب الكبد (A) عندما كانوا بعمر الطفولة ، وتناقص المرض بصورة كبيرة بالدول المتطورة وخاصة في العقود الأخيرة. 
وتعد الفترة العمرية الممتدة من 5 الى 14 سنة أعلى نسبة لوجود المرض لديها . ويعتبر الأطفال الذين تقل أعمارهم عن من ستة سنوات عامل النقل الفعال لهذا المرض.